هل أنت سعيد؟ هل تعبّر عن سعادتك؟ هل تعرف كيف تعبّر عن سعادتك؟ كيف تعبّر عن سعادتك؟ من هم أكثر الناس سعادة؟ من هي أكثر الشعوب سعادة؟ كيف تكون سعيداً؟ هل يمكن تعلّم السعادة؟ كيف تحافظ على سعادتك؟ ما هي العوامل التي تؤثّر في شعورك بالسعادة؟ ما هي العوامل التي تحرمك من الشعور بالسعادة؟ ما هي المعايير التي يمكن من خلالها تصنيفك إنساناً سعيداً؟ هل أنت قادر على جعل آخر يشعر بالسعادة؟ من هو القادر على جعلك تشعر بالسعادة؟ ما هي الأمور القادرة على جعلك تشعر بالسعادة؟
تكثر الأسئلة وتكثر التساؤلات. ربّما هو الوقت الأمثل لطرح تلك الأسئلة وغيرها. ربّما هو الوقت الأمثل لطرح تلك التساؤلات وغيرها. لا وقت أمثل من هذه المناسبة.. اليوم العالميّ للسعادة. في العشرين من مارس/ آذار، احتفى العالم به. منذ أربع سنوات، راح يحتفي به.. إنّما بشيء من التحفّظ. أن يحتفل العالم بشعور ما، أمر غير مألوف، لا بل هو أمر محيّر. وتُطرح إشكاليّات كبرى. قد تكون محاولة لتبرير الاحتفاء بهذا الشعور وتخصيص يوم له. قد تكون محاولة لجعل العالم وأهله سعداء، بحقّ.
استُحدث يوم للسعادة، واستُحدث كذلك مؤشّر لها. وراحت تُصنّف البلدان ما بين الأكثر سعادة والأقلّ حبوراً. "حبور". يوم كنّا تلاميذ صغاراً وتعلّمنا هذه المفردة، دُهشنا بها وبفصاحتها.. من دون أن ندرك معنى "فصاحة". فرُحنا نحرص على إيجاد مكان مناسب لاستخدامها في كلّ موضوع إنشاء تُطلب منّا كتابته. وكلّما ضمنّاها جملة ما شعرنا بسعادة كبرى.. بحبور كبير. هل كان ذلك كافياً لنشعر بالسعادة؟ سؤال آخر يُطرَح. تساؤل آخر يُطرَح.
ما هي السعادة؟ ربّما، هذا هو السؤال الأجدى طرحه. ربّما، هذا هو التساؤل الأجدى طرحه. هذا هو. السعادة هي استخدام مفردة "حبور". السعادة هي الفخر باستخدام تلك المفردة. هي ليست أكثر من ذلك. هي لا تستوجب مؤشّرات عالميّة ولا إشكاليّات كبرى ولا وصفات سحريّة.
في التقرير العالميّ الأخير لمؤشّر السعادة، حلّ اليمن وسورية في أسفل قائمة "البلدان السعيدة". لا شكّ في أنّ معدّي التقرير لم يروا تلك الفتاة اليمنيّة الصغيرة بعينَيها اللتَين لا تعكسان إلا سعادة. الأحوال مزرية في اليمن، إلّا أنّ ذلك لم يمنعها من الشعور بسعادة عارمة. هي عادت إلى زميلات الصفّ بعد طول انقطاع. الغارات هدأت في بلدتها، ففتحت المدارس أبوابها. لا شكّ في أنّ معدّي التقرير فاتتهم كذلك قهقهة ذلك الصبيّ السوريّ التي لا تترجم إلا سعادة. الأحوال مزرية في سورية، إلّا أنّ ذلك لم يمنعه من الشعور بسعادة عارمة. هو عاد ليلعب مع رفاق الحيّ بعد طول انقطاع. الاشتباكات العسكريّة هدأت في بلدته، فسُمح لهم باللهو خارج الأقبية. هذه هي السعادة.. سعادتهما. وتكفيهما.