هل أرض فلسطين للفلسطينيين حقاً؟

24 ديسمبر 2014
لا بد من استحداث طرق جديدة للدفاع عن الحق(الأناضول)
+ الخط -

في محكمة الزمن يقف قاضي التاريخ أمام الخصمين الأكبرين على مر حياته، استمر خلافهما ما يزيد على ستة قرون.

هناك من ارتفع صوته ينادي بأننا شعبُ الله المختار، وهذهِ أرضٌ وجدت بلا شعب. وقروي يجلس هناك متكئا على عصاه يقول وجدتُ هنا قبل أن تولد أنت، هذه أرضي ولديّ الدليل، هذه أوراق ثبوتيتي، هذه أوراق ملكيّة الأرض، فعُد أنت من حيثُ أتيت.

إلى هُنا ترفع الجلسة دائماً ليُنظر فيها بعد أعوامٍ عديدة. وليدور السؤال الأزلي مرة أخرى، هل فلسطين حقاً للفلسطينيين؟ أم أنهم خدعونا في هذه أيضاً؟ من هنا كان لا بد من البحث والتحقيق وجمع الأدلة العقليّة والفكريّة التي تفند الكذبة، وتثبت لنا الأحقيّة.

في زمنِ العقل والثورة الفكرية كان لا بد من استحداث طرق جديدة للدفاع عن الحق المقدس للفلسطينيين في أرضهم، إلى جانب الطرق المعتادة. فأوجدها مجموعة من الشباب الغزي ليدافعوا من نقطة صفر العقل والتاريخ.

فريق "إحياء" الشبابي، مجموعة شبابية تسعى لمناصرة القضية الفلسطينية من خلال إقامة عدة مبادرات وفعاليات ومشاريع تهدف إلى نقل الشباب من مرحلة التعاطف إلى مرحلة المناصرة، هذا يبدأ بخطوات كثيرة أولها الفهم، أي فهم طبيعة الصراع في القضية الفلسطينية.

فأوجدوا المتحف الفلسطيني الإلكتروني "الرّواية الفلسطينيّة" وموقعا إلكترونيا وتطبيقا للهواتف الذكية على شكل "خط زمن" يبدأ بعصور ما قبل التاريخ، وينتهي بالعصر الحالي فيه من المعلومات والصور والوثائق والآثار ما يثبت بالدليل القاطع أن فلسطين للفلسطينيين.

المتحف وُجد لينشر التاريخ الفلسطيني الحقيقي الخالي من التضليل والتزييف، وليضحد الرواية الصهيونية التي تقول بأن فلسطين أرض بلا شعب، ولتزيل الغبار عن الكثير من المغالطات حول القضية الفلسطينية وملكية الأرض للفلسطينيين.

جمع المادة التاريخية مر بخطوات عدة، من جمع وتنقيح وتدقيق، بإشراف باحثين ودكاترة متخصصين في التاريخ والآثار، أيضا تمت عملية الترجمة بعناية، بحيث تكون مناسبة لمخاطبة العقل العربي والغربي ولتكون دقيقة جدا، فهي تتحدث عن حق مهم جدا وعن صراع امتد عقودا، ولذا أشرف على عملية الترجمة أساتذة متخصصون.

إذن، فإنّ التاريخ المُثبت بالأدلة الواضحة عن سكان هذه الأرض الأصليين، يجابه من يزعمون أمام قاضي التاريخ أنهم شعبٌ مختار ووجدوها أرضاً بلا شعب. وتبقى القضيّة الفلسطينيّة بحاجة إلى مشروع الرواية الفلسطينية، الذي ما زال بحاجة إلى مزيد من الدعم والاهتمام، كما أنه بحاجة لمجهودات أكبر وعدد أكثر من الباحثين والمترجمين حتى يتم إصداره بأكثر من لغة عالمية ولزيادة نسبة المعلومات التاريخية.

لهؤلاء الشباب تحية ووقفة إجلال، يجعلوننا نفتخر برأس مرفوع لنقول "هذا ما لدينا من دليل، فأتونا بما لديكم من حقائق وإثباتات، العقل بالعقل والدليل بالدليل".

المساهمون