الدراسة أجراها باحثون بجامعة هارفارد الأميركية، ونشروا نتائجها اليوم، الجمعة، في دورية (PLOS Computational Biology) العلمية.
واستندت الدراسة إلى أداة منهجية سبق أن وضعها الفريق لتتبع فيروس الإنفلونزا في الولايات المتحدة.
وتعتمد الأداة على نظام يتتبع بيانات بحث الأشخاص عن معلومات معينة حول الأمراض على شبكة الإنترنت، ما يساعد المسؤولين الصحيين على تتبع الأمراض.
وخلال البحث الجديد، قام فريق البحث بتعديل الأداة لاستكشاف إمكاناته لتتبع انتشار حمى "الضنك" في المكسيك والبرازيل وتايلاند وسنغافورة وتايوان.
واستخدم الباحثون مؤشرات بحث مستخدمي الإنترنت، عبر محرك البحث "غوغل" لتتبع أهم 10 عمليات بحث ذات صلة بحمى "الضنك" في كل بلد خلال فترة الدراسة.
وقال الباحثون إن عمليات البحث ذات الصلة بحمى "الضنك" تكثر عندما يصاب عدد أكبر من الناس بالمرض.
وقارن الباحثون نتائج عمليات البحث عن بيانات انتشار "حمى" الموجودة لدى الوكالات الصحية الحكومية، ووجدوا أن الأداة رصدت تقديرات أكثر دقة وسرعة لانتشار حمى "الضنك" في المكسيك والبرازيل وتايلاند وسنغافورة.
ووجدوا أيضاً أن التقديرات الخاصة بتايوان كانت أقل دقة، ربما لأن هذا البلد شهد أنماطًا موسمية أقل انتشارًا للمرض من البلدان الأخرى التي شملتها الدراسة، بحسب الفريق.
وقال موريسيو سانتيلانا، قائد فريق البحث، إن "توفر الإنترنت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم يتيح إمكانية إيجاد طريقة بديلة لتتبع الأمراض المعدية بشكل موثوق، مثل حمى الضنك، أسرع من النظم التقليدية".
وأضاف أنه "يمكن استخدام هذه الطريقة البديلة لتتبع المرض لتنبيه الحكومات والمستشفيات عندما يتوقع حدوث ارتفاع حمى (الضنك)، وتوفير معلومات السلامة للمسافرين".
وتنتقل فيروسات حمى "الضنك" إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة "الزاعجة" (Aedes)، ويكتسب البعوض الفيروس عادة عندما يمتصّ دم أحد المصابين بالعدوى، وبعد مرور فترة الحضانة التي تدوم 8-10 أيام، يصبح البعوض قادرًا، أثناء لدغ الناس وامتصاص دمائهم، على نقل الفيروس طيلة حياته.
وتتميز أعراض المرض، بالحمى والصداع الشديد وآلام المفاصل والعضلات وآلام العظام، والألم الشديد وراء العينين ونزيف خفيف، مثل نزيف الأنف.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن حمى "الضنك" يصيب نحو 390 مليون شخص سنويًا، ويقتل أكثر من 22 ألف شخص حول العالم سنويًا، غالبيتهم من الأطفال، ويظهر المرض في المناطق المدارية وتحت المدارية في قارات أميركا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، ومن الممكن أن يهدد المرض 2.5 مليار نسمة.
ولا توجد أدوية محددة لمرض حمى "الضنك" الذي يظهر في أكثر من 100 بلد حول العالم، وعادة ما تتلاشى أعراضه من تلقاء نفسها في غضون 14 يومًا من الإصابة، وهناك عدد قليل جدًا من المصابين تتطور حالتهم، وقد تهدد مضاعفات المرض حياتهم.
(الأناضول)