بعد تقاعدهم من وظائفهم الحكوميّة، كثيرون هم الوزراء المغاربة الذين فضّلوا طيّ صفحة السياسة نهائياً. ففي حين استعاد بعضهم هوايات قديمة أو مهنهم التي كانوا يمارسونها قبل التوزير، ابتعد آخرون كلياً عن الأضواء.
رسم وشعر ومذكرات
المحجوبي أحرضان، أحد أبرز الشخصيات السياسيّة التي رافقت حكومات عدّة تعاقبت في المغرب. فهو تسلّم حقيبة وزارة الدفاع الوطني (1961)، وشغل منصب وزير الفلاحة والإصلاح الزراعي (1965)، وأيضاً منصب وزير للدولة مكلف بالدفاع الوطني (1966)، وكان وزير دولة مكلفا بالبريد والمواصلات (1977) ووزيراً للتعاون (1979)، قبل أن يُعيّن وزير دولة (1983).
وأحرضان (مولود في بداية عشرينيات القرن الماضي) يُعدّ أحد أبرز القيادات الحزبيّة في المغرب، وهو أيضاً من الأسماء المشهورة في مقاومة الاستعمار الفرنسي للمملكة. عملياً، لم يترك الشأن السياسي إلا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما أقيل من رئاسة حزبه "الحركة الشعبيّة".
ولما ترك أحرضان، وهو أمازيغي من جبال الأطلس، العمل الحكومي، وجد الفرصة سانحة لمزاولة هواياته الخاصة التي لم يكن يجد لها متسعاً من الوقت من قبل، نظراً للمسؤوليات التي كانت تُدرج في إطار انشغالاته الحكوميّة. فراح هذا السياسي المخضرم يرسم اللوحات التشكيليّة، متنقلاً بين التجارب الفنيّة المختلفة من المدرسة الواقعيّة إلى التجريبيّة. وقد لقيت لوحاته إقبالاً كثيفاً في خلال معارض فنيّة نظمها في داخل البلاد وخارجها.
إلى ذلك، خصّص أحرضان وقته أيضاً للشعر وكتابة القصائد، بالإضافة إلى كتابة الرواية وتدوين المذكرات. ومن تلك المؤلفات، كتابه "الزايغ" الذي يحكي فيه حياته، إلى جانب مذكراته السياسيّة التي نشرها أخيراً بالفرنسيّة تحت عنوان "ميموار" (مذكرات).
ويخبر أحرضان "العربي الجديد"، أنه وجد متسعا من الوقت بعد "تقاعده الحكومي"، يقول "وجدت الوقت وفيراً لدي بعدما أنهيت نشاطاتي الحكوميّة المختلفة، فرحت أخصّص مساحات لهواياتي القديمة، وأضمّن لوحاتي عصارة تجاربي الشخصيّة ومشاهداتي في الحياة".
ويشير إلى أنه مارس الكتابة "كهواية، وأيضاً لتعريف الأجيال الجديدة بمختلف الأحداث السياسيّة والاجتماعيّة التي عرفتها البلاد في سنوات لم يعشها الشباب".
عودة إلى المهنة الأصليّة
وإذا كان أحرضان قد وهب حياته، بعد العمل السياسي، للرسم التشكيلي والكتابة، فإن وزراء آخرين عادوا إلى مهنهم الأصليّة، بمجرّد إنهائهم نشاطهم الحكومي. ومن هؤلاء سعد الدين العثماني، وهو زير خارجيّة سابق، ومحمد زيان، وهو وزير حقوق الإنسان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013، شهد المغرب تعديلاً حكومياً أبعد العثماني من منصبه كوزير للخارجيّة. وغداة إعلان التشكيلة الحكوميّة الجديدة، ركّز اهتمامه على عيادته التي فتحها وسط العاصمة الرباط، ليمارس مهنته الأصليّة، أي طبّ الأمراض العصبيّة والنفسيّة. وتجدر الإشارة إلى أن العثماني المعروف بهدوئه، كان قد انقطع فقط سنتَين عن مهنته، ليتفرّغ لمنصبه الحكومي.
كذلك، راح يترجم شغفه بالكتابة الأكاديميّة، من خلال مؤلفات، خصوصاً في مجالات الفقه والسياسة الشرعيّة.
وكما هي الحال مع العثماني، ترك زيان العمل الحكومي كذلك في فبراير/شباط 1996، ليعود إلى مهنة المحاماة التي يزاولها اليوم في الرباط، بالإضافة إلى أنشطته الحقوقيّة المختلفة.
ابتعاد عن الأضواء
وبخلاف الوزراء والمسؤولين الحكوميّين الذين تفرّغوا لممارسة هواياتهم، أو عادوا إلى مهنهم الأصليّة بعد انتهاء ولاياتهم، اختار آخرون الابتعاد عن الأضواء كلياً، وليس فقط عن الشأن السياسي. ومنهم رئيس الوزراء الأسبق عبدالرحمن اليوسفي، الذي يعدّ أحد أبرز القيادات السياسيّة في المغرب.
اليوسفي الذي يبلغ اليوم من العمر 90 عاماً، والذي ترأس الحكومة المغربيّة (1998- 2002)، ترك الحياة السياسيّة بشكل كامل، ولم يعد يظهر إلا في مناسبات قليلة، لتقديم واجب العزاء في أحد القيادات السياسيّة التي عاصرها على سبيل المثال. وهو يكتفي برفقة زوجته.
إلى هؤلاء، اختار وزراء آخرون الابتعاد عن أضواء السياسة والإعلام بطريقتهم الخاصة. فمنهم من انغمس في مشاريعه التجاريّة والزراعيّة، ومنهم من أنشأ مكاتب للدراسات والأبحاث، في حين فضّل آخرون التقاعد في بيوتهم متمتعين بمعاشاتهم.
رسم وشعر ومذكرات
المحجوبي أحرضان، أحد أبرز الشخصيات السياسيّة التي رافقت حكومات عدّة تعاقبت في المغرب. فهو تسلّم حقيبة وزارة الدفاع الوطني (1961)، وشغل منصب وزير الفلاحة والإصلاح الزراعي (1965)، وأيضاً منصب وزير للدولة مكلف بالدفاع الوطني (1966)، وكان وزير دولة مكلفا بالبريد والمواصلات (1977) ووزيراً للتعاون (1979)، قبل أن يُعيّن وزير دولة (1983).
وأحرضان (مولود في بداية عشرينيات القرن الماضي) يُعدّ أحد أبرز القيادات الحزبيّة في المغرب، وهو أيضاً من الأسماء المشهورة في مقاومة الاستعمار الفرنسي للمملكة. عملياً، لم يترك الشأن السياسي إلا في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، عندما أقيل من رئاسة حزبه "الحركة الشعبيّة".
ولما ترك أحرضان، وهو أمازيغي من جبال الأطلس، العمل الحكومي، وجد الفرصة سانحة لمزاولة هواياته الخاصة التي لم يكن يجد لها متسعاً من الوقت من قبل، نظراً للمسؤوليات التي كانت تُدرج في إطار انشغالاته الحكوميّة. فراح هذا السياسي المخضرم يرسم اللوحات التشكيليّة، متنقلاً بين التجارب الفنيّة المختلفة من المدرسة الواقعيّة إلى التجريبيّة. وقد لقيت لوحاته إقبالاً كثيفاً في خلال معارض فنيّة نظمها في داخل البلاد وخارجها.
إلى ذلك، خصّص أحرضان وقته أيضاً للشعر وكتابة القصائد، بالإضافة إلى كتابة الرواية وتدوين المذكرات. ومن تلك المؤلفات، كتابه "الزايغ" الذي يحكي فيه حياته، إلى جانب مذكراته السياسيّة التي نشرها أخيراً بالفرنسيّة تحت عنوان "ميموار" (مذكرات).
ويخبر أحرضان "العربي الجديد"، أنه وجد متسعا من الوقت بعد "تقاعده الحكومي"، يقول "وجدت الوقت وفيراً لدي بعدما أنهيت نشاطاتي الحكوميّة المختلفة، فرحت أخصّص مساحات لهواياتي القديمة، وأضمّن لوحاتي عصارة تجاربي الشخصيّة ومشاهداتي في الحياة".
ويشير إلى أنه مارس الكتابة "كهواية، وأيضاً لتعريف الأجيال الجديدة بمختلف الأحداث السياسيّة والاجتماعيّة التي عرفتها البلاد في سنوات لم يعشها الشباب".
عودة إلى المهنة الأصليّة
وإذا كان أحرضان قد وهب حياته، بعد العمل السياسي، للرسم التشكيلي والكتابة، فإن وزراء آخرين عادوا إلى مهنهم الأصليّة، بمجرّد إنهائهم نشاطهم الحكومي. ومن هؤلاء سعد الدين العثماني، وهو زير خارجيّة سابق، ومحمد زيان، وهو وزير حقوق الإنسان في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
في شهر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2013، شهد المغرب تعديلاً حكومياً أبعد العثماني من منصبه كوزير للخارجيّة. وغداة إعلان التشكيلة الحكوميّة الجديدة، ركّز اهتمامه على عيادته التي فتحها وسط العاصمة الرباط، ليمارس مهنته الأصليّة، أي طبّ الأمراض العصبيّة والنفسيّة. وتجدر الإشارة إلى أن العثماني المعروف بهدوئه، كان قد انقطع فقط سنتَين عن مهنته، ليتفرّغ لمنصبه الحكومي.
كذلك، راح يترجم شغفه بالكتابة الأكاديميّة، من خلال مؤلفات، خصوصاً في مجالات الفقه والسياسة الشرعيّة.
وكما هي الحال مع العثماني، ترك زيان العمل الحكومي كذلك في فبراير/شباط 1996، ليعود إلى مهنة المحاماة التي يزاولها اليوم في الرباط، بالإضافة إلى أنشطته الحقوقيّة المختلفة.
ابتعاد عن الأضواء
وبخلاف الوزراء والمسؤولين الحكوميّين الذين تفرّغوا لممارسة هواياتهم، أو عادوا إلى مهنهم الأصليّة بعد انتهاء ولاياتهم، اختار آخرون الابتعاد عن الأضواء كلياً، وليس فقط عن الشأن السياسي. ومنهم رئيس الوزراء الأسبق عبدالرحمن اليوسفي، الذي يعدّ أحد أبرز القيادات السياسيّة في المغرب.
اليوسفي الذي يبلغ اليوم من العمر 90 عاماً، والذي ترأس الحكومة المغربيّة (1998- 2002)، ترك الحياة السياسيّة بشكل كامل، ولم يعد يظهر إلا في مناسبات قليلة، لتقديم واجب العزاء في أحد القيادات السياسيّة التي عاصرها على سبيل المثال. وهو يكتفي برفقة زوجته.
إلى هؤلاء، اختار وزراء آخرون الابتعاد عن أضواء السياسة والإعلام بطريقتهم الخاصة. فمنهم من انغمس في مشاريعه التجاريّة والزراعيّة، ومنهم من أنشأ مكاتب للدراسات والأبحاث، في حين فضّل آخرون التقاعد في بيوتهم متمتعين بمعاشاتهم.