هكذا يرين العالم... من خلف النقاب

24 مايو 2015
على شاطئ الرملة البيضاء (حسن عمار/أسوشييتد برس)
+ الخط -
غصّت كل مواقع الصحف العالمية في الأيام الأخيرة بصور، للمصور اللبناني حسن عمّار. لا يصوّر حسن الحروب ولا المعارك ولا الدماء. بل في مجموعة صوره، يرينا كيف تشاهد السيدة المنقّبة العالم. ارتدى المصوّر اللبناني النقاب، وجال بين لبنان ومصر لمدة ثلاثة أشهر، ملتقطاً صوراً من خلف القماش الذي يغطيه، ليكشف "العالم بعيون منقبة".

نشاهد في الصور التي عرضتها أغلب المواقع العالمية مثل صحيفة "لوموند" الفرنسية يوميات عادية، التقطها عمار. مثلاً في صورة نشاهد عيد ميلاد أحد الأطفال في لبنان، تبدو الصورة غير نقية تماماً. ويشرح عمار: "جاءتني الفكرة بعدما بدأت بالتفكير كيف يمكن لأمي زوحتي، أخواتي؟ ان يرين العالم لو ارتدين النقاب". في صورة ثانية ينتقل إلى القاهرة، إلى حديقة الأزهر تحديداً أو "الأزهر بارك". هناك ايضاً وبشكل غير نقي نرى أشخاصاً يجلسون على العشب، وأباً يصوّر ابنه.

ويشرح المصوّر: "في بلدي لبنان اللباس اختياري في أغلب الأحيان، فقد نجد على البحر سيدة بالبكيني وإلى جانبها سيدة منقبة". وفي خان الخليلي تبدو الأضواء التي تملأ المكان باهتة، "إرغام ارتداء السيدة لهذا اللباس يعني في أغلب الأحوال إجبارها على رؤية العالم بطريقة مختلفة".




أما في الأهرامات في الجيزة، فزرقة السماء تبدو مختلفة لأن الرؤية غير نقية من خلف الحجاب. ثمّ يعود حسن إلى بيروت، شاطئ رملة البيضا حيث هناك طفلة تقفز، مجدداً الصور غير واضحة، وهناك سأله أكثر من شخص عن سبب ارتدائه النقاب. لكن صوره تكشف السبب. على كورنيش المنارة، الألوان الزاهية للكورنيش تبدو باهتة، كذلك الأمر في مدينة الملاهي الشهيرة في منطقة الروشة في بيروت.

ويتحدّث حسن عن الاطمئنان في الاحتجاب عن العيون الذي قد تشعر به السيدة التي ترتدي النقاب. وإن كانت الأوضاع في المنطقة تتطور بشكل غير صحي. ففي المناطق الخاضعة لسلطة "تنظيم الدولة الإسلامية ـ داعش" "السيدات ملزمات بارتداء النقاب، وإلا فهناك عقوبات قاسية قد تصل حدّ الموت".

إقرأ أيضاً: النقاب: حشمة للمرأة أم قمع لحريتها؟
المساهمون