صوم رمضان صعب على كثيرين، فما بالك إذا ما كان الطقس حاراً كما هي الحال منذ سنوات، وإذا ما كان الصائمون من التلاميذ الذين قد تتدنى أعمارهم إلى العاشرة أحياناً مع ما لديهم من مهام دراسية تتطلب التركيز والراحة؟ هذا العام بالذات يتزامن شهر رمضان مع الامتحانات النهائية أو التحضيرات لها بحسب كلّ بلد. وبينما ينصح بعض الأطباء بعدم الصوم، فإنّ كثُراً من التلاميذ وأهاليهم يرفضون ذلك، فتتطلب المسألة بالتالي لفت انتباه المدرسين إلى كيفية التعامل مع تلاميذهم الصائمين في المدارس المختلطة دينياً بحسب تقرير لموقع "بي بي إس". يعرض الموقع بعض الخطوات التي يمكن المدرسين اتباعها لدعم تلاميذهم كالآتي:
- التفهّم: من الخطوات الأساسية لخلق مساحة آمنة للتلاميذ المسلمين في رمضان، أن يتعلم المدرسون -إن لم يكونوا مسلمين ولا يعرفون أساساً- ما أمكنهم حول هذا الشهر وشعائره. المشكلة التي تواجه التلاميذ أنّ مدرسيهم وزملاءهم غير المسلمين لا يعرفون شيئاً عن صومهم ولا يتسامحون مع زملائهم. وبالتالي، فإنّ المفترض بالمدرسين تثقيف أنفسهم ثم تثقيف الفصل بأكمله حول رمضان، بهدف تعزيز تفهم الجميع بعضهم لبعض.
- المساحة: فسحة الغداء في المدرسة قد تكون الأصعب بالنسبة للتلاميذ الصائمين، إذ عليهم أن يتحملوا أكل الآخرين أمامهم. ولذلك، لا بدّ من السماح للتلاميذ الصائمين بالبقاء بعيداً من مقصف المدرسة في مساحة خاصة بهم ربما، كقاعة الرياضة أو المكتبة، ولا يفترض بالأمر أن يكون إجبارياً، بل لمن أراد من التلاميذ الصائمين أن يذهب، إذ إنّ بعضهم لا يبالي بأكل الآخرين أمامه.
- التربية البدنية: على المدرسين أن يراعوا تلاميذهم الصائمين خصوصاً في حصص الرياضة التي تتطلب جهداً بدنياً ربما لا يكونون قادرين عليه، بعدما فقدوا الكثير من طاقتهم في يوم الصوم الطويل. وبذلك، فإنّ على المدرسين أن يسمحوا لهم بتأجيل امتحان الرياضة المقرر لهم إلى ما بعد فترة الصوم، وإن تعذر ذلك، فعليهم أن يلتفتوا إلى نقطة صومهم في التقييم النهائي.
- التعاطف: لا يطلب الكبار عادة أيّ تعاطف، كونهم صائمين ومتعبين فهي عقيدتهم، لكنّ الصغار خصوصاً التلاميذ يحتاجون إلى مثل هذا التعاطف، وأقله عدم إزعاجهم وجرح مشاعرهم. فخلال التخطيط للرحلات المدرسية مثلاً، لا بدّ للمدرسين من مراعاة هذا الجانب، وعدم إجبار التلاميذ الصائمين على الأكل أو الشرب.