ثلاث سنوات مرت على حصار قوات النظام السوري لحي الوعر في مدينة حمص، ما حرم أهالي الحي من المحروقات وسائر موارد الطاقة، وتسبب في توقف حركة السيارات ووسائل النقل العامة والخاصة، وحرم كبار السن الذين يصعب عليهم المشي مسافات طويلة من التنزه أو التنقل حتى داخل الحي.
وابتكر شبان الحي عربة خاصة، محلية الصنع، يمكن للمسن الجلوس فيها، ليجرها شاب بدراجته الهوائية. ويشير الناشط الإعلامي خالد، من حي الوعر في حمص إلى "وجود أكثر من عربة تتحرك في الحي وتعمل بنفس الطريقة، وقد ظهرت هذه العربات منذ شهر تقريباً، إنها مصنوعة من الحديد، ثُبّت بها دولابان، ورُبطت بدراجة هوائية بالحبال".
تعد الدراجات الهوائية اليوم وسيلة النقل الأساسية لمعظم أهالي الحي، أما العربات فيستعملها المسنون بشكل خاص. يقول خالد "إن نزهة على هذه العربة والتجول في الحي لا يستغرق أكثر من نصف ساعة. في ظل هذا السجن الكبير، نهاية الحي بالنسبة لنا هي آخر العالم". ويستطرد قائلاً "بدأ البعض يستخدم العربة لأغراض أخرى، أحدهم كان ينقل بها عفش بيته".
أسعار المحروقات داخل الحي شهدت منذ نحو شهر ارتفاعاً كبيراً، إذ وصل سعر اللتر الواحد من البنزين إلى أكثر من 4 آلاف ليرة سورية، وليتر المازوت إلى 1500 ليرة، وتسبب هذا في شلل تام لحركة جميع أنواع الآليات.
ويقول خالد "يستحيل أن ترى أي سيارة تمشي في الوعر، كبار السن ليسوا محرومين من التنقل فقط، هم محرومون أيضاً من الدواء، مرضى القلب والسكري ومرضى الكلى لا يتلقون العلاج، حياتهم مهددة، لم يدخل الدواء والغذاء إلى الحي منذ أكثر من شهرين".
بدوره، يشير عضو مركز حمص الإعلامي، محمد السباعي، إلى أن "التضييق الذي فرضته قوات النظام منذ 45 يوماً على الحي تسبب بنفاذ المواد الغذائية والطبية، ويهدد هذا بكارثة إنسانية لنحو 125 ألف نسمة يقطنون الحي".
ويضيف "لم تفلح الوفود الأممية التي زارت الحي واطلعت على الجوانب الإنسانية بتغيير الواقع، إذ يستخدم نظام الأسد المدنيين كورقة ضغط يساوم عليها في كافة المحافل".
اقرأ أيضاً:شابات سوريات يلجأن إلى خزانات صديقاتهنّ