يرفع الناشطون في مجال حماية البيئة من جمعيات، أطباء، وباحثين أكاديميين ومختلف فئات المجتمع المدني، باستمرار أصواتهم ولوائحهم المنادية بضرورة احترام المعايير الدولية ومراعاة التحولات البيئية والأضرار المحتملة على صحة الإنسان، في كل مرة يتم إطلاق مشروع صناعي في الجزائر.
ويظهر ذلك في الاحتجاجات الشعبية الواسعة الرافضة لمشروع استغلال الغاز الصخري في منطقة عين صالح بالجزائر. من جهته نجح الشاب كريم تجاني، صاحب موقع "نوارة" الإلكتروني لحماية البيئة في إلغاء مشروع بناء مجمع بتروكيميائي لـ"سونطراك" على مساحة 800 هكتار بالمحمية الطبيعية "قرباز" بولاية سكيكدة، شرق الجزائر، وذلك بعد المراسلات التي وجهها لمختلف المسؤولين والمقالات والرسائل المفتوحة التي نشرها في الصحافة.
ويظهر ذلك في الاحتجاجات الشعبية الواسعة الرافضة لمشروع استغلال الغاز الصخري في منطقة عين صالح بالجزائر. من جهته نجح الشاب كريم تجاني، صاحب موقع "نوارة" الإلكتروني لحماية البيئة في إلغاء مشروع بناء مجمع بتروكيميائي لـ"سونطراك" على مساحة 800 هكتار بالمحمية الطبيعية "قرباز" بولاية سكيكدة، شرق الجزائر، وذلك بعد المراسلات التي وجهها لمختلف المسؤولين والمقالات والرسائل المفتوحة التي نشرها في الصحافة.
ما يؤكد غياب أدنى قواعد احترام البيئة في المشاريع الاقتصادية، أين وصل الأمر بالمسؤولين إلى العبث بالمحميات الطبيعية والمصنفة في إطار الإتفاقيات الدولية على غرار اتفاقية "رمسار" لحماية المناطق الرطبة.
ويؤكد كريم تجاني أن الزيارات الكثيرة التي قام بها على المستوى الوطني، والتي شملت 22 ولاية جعلته يقف على حقيقة الجرائم المرتكبة في حق البيئة التي أصبحت تغرق في التلوث بسبب المشاريع الاقتصادية التي لا تحترم أولويات الحد منه، مشيرا إلى غياب الوعي داخل المجتمع الجزائري حول خطورة الأمر "الجزائريون ينظرون إلى المشاكل البيئية على أنها جانبية بينما يقوم العالم اليوم بتقييم المشاريع انطلاقا من أضرارها المحتملة على المحيط".
مضيفا أن الوضع كارثي للبيئة في الجزائر، حيث تغتصب الطبيعة وتنتشر القاذورات، النفايات وقارورات البلاستيك في الشواطئ، وسط المدن والمساحات الخضراء، جعله يطلق سنة 2010 موقع "نوارة" كأول موقع إلكتروني يهتم بالبيئة في الجزائر، من أجل تحفيز الآخرين على خوض ما سماه بـ"معركة الدفاع عن البيئة" حيث استطاع الموقع المتخصص الذي يجمع المقالات والدراسات العلمية والتحليلات التي ترتبط بالموضوع، أن يجذب ما يقارب 20 ألف زائر خلال أشهر قليلة.
هذا ويستعد الشاب كريم، حاليا لإصدار كتاب يضم خمسين مقالا من أصل 400 مقال كتبها حول التنوع البيئي والجرائم التي ترتكب ضد الطبيعة المغتصبة في مختلف ولايات الوطن.
مبادرات شبابية لمواجهة شبح التلوث
وفي مجال الصناعات الملوثة دائما، يهاجم باستمرار باحثون ومختصون شركة سونطراك، بسكيكدة المختصة بتكرير البترول، نتيجة التلوث الجوي الذي تسببه والذي يمتد على طول مسافة 30 كلم. وهو ما يشكل كارثة بيئية تهدد سكان المنطقة بالإصابة بأمراض تنفسية وجلدية خطيرة تمس الأطفال بنسبة أكبر.
وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث الجامعية الوطنية والدولية، حيث صنفت دراسة أميركية نشرت سنة 2011 مجمع "سونطراك" من بين أكبر 20 مؤسسة صناعية مسببة للتلوث في العالم.
من جهتها تؤكد اللجنة الوطنية للصيد البحري، منذ سنوات أن عشرات الأنواع من الأسماك ذات الاستهلاك الواسع مهددة بالانقراض نتيجة تلوث مياه البحر بفضلات السفن والمصانع، "إن استمرار الوضع الحالي سيحوّل السواحل الجزائرية بعد 50 سنة قادمة إلى بحر ميت" ما يشكل تهديدا حقيقيا للتنوع البيئي في الجزائر.
هذا الوضع المتأزم، دفع بعدد محدود من الجمعيات الشبابية والمتطوعين، الذين ينسقون في ما بينهم عادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتكتل من أجل مواجهة أخطبوط التلوث بمبادرات جد متواضعة يرصدون لها إمكانيات بسيطة من اشتراكاتهم الخاصة، عن طريق إطلاق حملات تنظيف الشواطىء، المقابر والشوارع، وتزيين الطرقات وطلاء الجدران عبر مختلف المدن الجزائرية، وتحسيس السكان بضرورة الحفاظ على البيئة.
وفي شكل أكثر فاعلية، تقوم بعض القرى والأحياء، وأغلبها في القبائل، بتنظيم مسابقة سنوية حول "القرية النظيفة" حيث تقوم لجنة القرية بالاعتماد على اشتراكات سكانها، بتوفير نظافة المحيط، عن طريق جمع النفايات وعزلها، وتعميم الحاويات وتزيين طرقاتها ومراكزها وتنظيفها بصفة دورية، كما يتم فرض غرامات مالية على المخالفين لهذا القانون الصارم.
وتأتي هذه المجهودات، على صغرها، والتي يبذلها شباب متطوع من مختلف الولايات لتدل على تشكل وعي نسبي لدى فئة الشباب، التي يئست من مشاريع حماية البيئة التي تعلن عن إطلاقها الحكومة الجزائرية في كل مرة وترصد لها مبالغ مالية ضخمة دون أن تظهر لها أية نتيجة في الواقع. وهو ما جعلهم كشباب يؤمنون أن الوضع البيئي الكارثي الذي سيقود حتما إلى وضع صحي كارثي يتطلب منهم التكتل لمواجهة شبح الأمراض المعدية، التي يحذر منها الأطباء بسبب انتشار الباعوض والحشرات في الأماكن المتسخة وتسرب المياه القذرة في الطرقات والشوارع بما فيها العاصمة والمدن الكبرى، والوقاية من الإصابة بأمراض بكتيرية معدية وسرطان الرئة والقصبات الهوائية التي يسببها بنسبة كبيرة "تلوث المحيط".
(الجزائر)
ويؤكد كريم تجاني أن الزيارات الكثيرة التي قام بها على المستوى الوطني، والتي شملت 22 ولاية جعلته يقف على حقيقة الجرائم المرتكبة في حق البيئة التي أصبحت تغرق في التلوث بسبب المشاريع الاقتصادية التي لا تحترم أولويات الحد منه، مشيرا إلى غياب الوعي داخل المجتمع الجزائري حول خطورة الأمر "الجزائريون ينظرون إلى المشاكل البيئية على أنها جانبية بينما يقوم العالم اليوم بتقييم المشاريع انطلاقا من أضرارها المحتملة على المحيط".
مضيفا أن الوضع كارثي للبيئة في الجزائر، حيث تغتصب الطبيعة وتنتشر القاذورات، النفايات وقارورات البلاستيك في الشواطئ، وسط المدن والمساحات الخضراء، جعله يطلق سنة 2010 موقع "نوارة" كأول موقع إلكتروني يهتم بالبيئة في الجزائر، من أجل تحفيز الآخرين على خوض ما سماه بـ"معركة الدفاع عن البيئة" حيث استطاع الموقع المتخصص الذي يجمع المقالات والدراسات العلمية والتحليلات التي ترتبط بالموضوع، أن يجذب ما يقارب 20 ألف زائر خلال أشهر قليلة.
هذا ويستعد الشاب كريم، حاليا لإصدار كتاب يضم خمسين مقالا من أصل 400 مقال كتبها حول التنوع البيئي والجرائم التي ترتكب ضد الطبيعة المغتصبة في مختلف ولايات الوطن.
مبادرات شبابية لمواجهة شبح التلوث
وفي مجال الصناعات الملوثة دائما، يهاجم باستمرار باحثون ومختصون شركة سونطراك، بسكيكدة المختصة بتكرير البترول، نتيجة التلوث الجوي الذي تسببه والذي يمتد على طول مسافة 30 كلم. وهو ما يشكل كارثة بيئية تهدد سكان المنطقة بالإصابة بأمراض تنفسية وجلدية خطيرة تمس الأطفال بنسبة أكبر.
وهذا ما تؤكده الدراسات والأبحاث الجامعية الوطنية والدولية، حيث صنفت دراسة أميركية نشرت سنة 2011 مجمع "سونطراك" من بين أكبر 20 مؤسسة صناعية مسببة للتلوث في العالم.
من جهتها تؤكد اللجنة الوطنية للصيد البحري، منذ سنوات أن عشرات الأنواع من الأسماك ذات الاستهلاك الواسع مهددة بالانقراض نتيجة تلوث مياه البحر بفضلات السفن والمصانع، "إن استمرار الوضع الحالي سيحوّل السواحل الجزائرية بعد 50 سنة قادمة إلى بحر ميت" ما يشكل تهديدا حقيقيا للتنوع البيئي في الجزائر.
هذا الوضع المتأزم، دفع بعدد محدود من الجمعيات الشبابية والمتطوعين، الذين ينسقون في ما بينهم عادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتكتل من أجل مواجهة أخطبوط التلوث بمبادرات جد متواضعة يرصدون لها إمكانيات بسيطة من اشتراكاتهم الخاصة، عن طريق إطلاق حملات تنظيف الشواطىء، المقابر والشوارع، وتزيين الطرقات وطلاء الجدران عبر مختلف المدن الجزائرية، وتحسيس السكان بضرورة الحفاظ على البيئة.
وفي شكل أكثر فاعلية، تقوم بعض القرى والأحياء، وأغلبها في القبائل، بتنظيم مسابقة سنوية حول "القرية النظيفة" حيث تقوم لجنة القرية بالاعتماد على اشتراكات سكانها، بتوفير نظافة المحيط، عن طريق جمع النفايات وعزلها، وتعميم الحاويات وتزيين طرقاتها ومراكزها وتنظيفها بصفة دورية، كما يتم فرض غرامات مالية على المخالفين لهذا القانون الصارم.
وتأتي هذه المجهودات، على صغرها، والتي يبذلها شباب متطوع من مختلف الولايات لتدل على تشكل وعي نسبي لدى فئة الشباب، التي يئست من مشاريع حماية البيئة التي تعلن عن إطلاقها الحكومة الجزائرية في كل مرة وترصد لها مبالغ مالية ضخمة دون أن تظهر لها أية نتيجة في الواقع. وهو ما جعلهم كشباب يؤمنون أن الوضع البيئي الكارثي الذي سيقود حتما إلى وضع صحي كارثي يتطلب منهم التكتل لمواجهة شبح الأمراض المعدية، التي يحذر منها الأطباء بسبب انتشار الباعوض والحشرات في الأماكن المتسخة وتسرب المياه القذرة في الطرقات والشوارع بما فيها العاصمة والمدن الكبرى، والوقاية من الإصابة بأمراض بكتيرية معدية وسرطان الرئة والقصبات الهوائية التي يسببها بنسبة كبيرة "تلوث المحيط".
(الجزائر)