لم تمض سوى دقائق على انسحاب جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح الاثنين الماضي، ووحدات المستعربين الخاصة التابعة له، من أحد المحال التجارية في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين، حتى تدخل عناصر الأمن الفلسطيني للبحث عن قطعة نسيها الجنود هناك من أجل إعادتها لهم.
وكانت قوة من وحدات المستعربين الخاصة، تساندها قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت سوبرماركت "المغربي" على مدخل مخيم الدهيشة جنوبي مدينة بيت لحم، بغرض اعتقال أحد الشبان المطاردين ويدعى عبد الله رمضان، وعند عملية الاقتحام نسي الجنود قطعة خاصة كانت على أحد الأسلحة وهي كاميرا تحمل شريحة مهمة عليها نظام تتبع.
مصدر خاص لـ"العربي الجديد" فضل عدم ذكر اسمه قال إن قوات الاحتلال اتصلت بالأجهزة الأمنية الفلسطينية في بيت لحم، وطلبوا منهم التوجه إلى المحل، والبحث عن القطعة التي سقطت عن بندقية أحد الجنود، لحظة اعتدائه بالضرب المبرح على إسماعيل المغربي صاحب السوبرماركت والعاملين فيه.
وعلى الفور، بحسب المصدر، حضر إلى المكان عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية برفقة عناصر من المخابرات، وبحثوا برفقة العاملين عن القطعة لكنهم لم يجدوها، وأخبروا الارتباط بذلك، لكن الاحتلال كرر وهدد بعملية اقتحام لاستخراجها ما جعل الأمن الفلسطيني يطلب مهملة ليعود للبحث عنها من جديد.
تمكن عناصر الأمن الفلسطيني من استعادة القطعة التي سقطت وقاموا بتسليمها للاحتلال، ويشير المصدر الذي اعتمد في هذه المعلومة على مصادر في الأجهزة الأمنية أن الكاميرا توجد فيها شريحة يمكن لأي شخص لديه خبرة بأجهزة الكمبيوتر أن يحصل على المعلومات المهمة التي بداخلها، كما أنها تحوي خاصية تحديد المواقع.
وكانت قوات المستعربين قد استعانت بثلاث مركبات خاصة تحمل لوحات تسجيل فلسطينية، وقامت صباح الاثنين الماضي باعتقال الشاب المطارد منذ عام ونصف عبد الله رمضان بعد إطلاق الرصاص عليه، بعد أن اكتشف أمرهم وحاول الفرار باتجاه المخيم.
ووفق المصدر فإن قوات كبيرة من جيش الاحتلال كانت ترافق المستعربين اقتحمت سوبرماركت المغربي ومحطة وقود بجانبه، لمسح تسجيلات الكاميرات ومصادرتها، بغرض محو آثار العملية الخاصة لاعتقال رمضان.
وأكد أن الأجهزة الأمنية في مدينة بيت لحم كانت على دراية كاملة بتلك العملية، وتفاصيلها ولديهم معلومات أنها ستتم على وجه السرعة من خمس إلى عشر دقائق، وقد يتم خلالها اغتيال رمضان.
ورمضان مطلوب للاحتلال منذ عام ونصف العام وهو أحد النشطاء الذين أدرجت أسماؤهم ضمن القوائم المسربة قبل شهرين عن جهاز الأمن الوقائي الذي رصد أسماء نشطاء فلسطينيين يمارسون أشكالا من التحريض على السلطة، وغالبيتهم من المشاركين في قضية أحداث محاكمة الشهيد الفلسطيني باسل الأعرج، والتي جرت في الثالث عشر من شهر مارس/آذار العام الماضي، لذا رجح المصدر أن تكون السلطة ضالعة في عملية اعتقاله، معتمدا على معلومة أن السلطة الفلسطينية كانت على علم مسبق بالعملية الخاصة ولم تبلغ عائلة رمضان.