هشام بن هود: شجارات مع الهوية والطبقة

10 سبتمبر 2016
(من أعمال المعرض)
+ الخط -

يتجوّل معرض فنان الفوتوغرافيا المغربي هشام بن هود (1968) بين قاعات المراكز الثقافي الفرنسية في المغرب، اعتباراً من اليوم لتواصل ترحّلها حتى 12 شباط/ فبراير 2017. الجولة تمر من الدار البيضاء ثم الرباط ومراكش وطنجة ومكناس والصويرة ومدن أخرى كثيرة.

يبدو التجوّل ملائماً لأعمال بن هود، هو الذي حرص على تطوير عمل فني متكامل لم يتوقف في أية مرحلة منه عن مساءلة الهوية، بل الهويات، وانتقل بين طبقاتها الاقتصادية والاجتماعية بل والجغرافية من المدينة إلى الريف والصحراء وبالعكس.

بدأ بن هود شجاراته البصرية مع هويته الجسدية، فرأينا عشرات الصور التي يختبر فيها وجهه في حالات كثيرة، حتى بات من الممكن رسم سيرة ذاتية لهذا الوجه وما حلّ به في الصور البيضاء والسوداء.

هناك أيضاً هويات غامضة ظهرت كأشباح في أعماله الفوتوغرافية، كأنه من خلالها يستكشف المحيطين به من غرباء وأقرباء، من أشخاص كوّنوا حوله هذا النسيج الثقافي والمجتمعي.

يسافر بن هود أيضاً في المكان، فيفتّش في هويّته الجغرافية والمعمارية، ويستنطق المساحات المقفرة والفقيرة من البلاد، وكذلك المساحات المقفلة الفارهة، ليلعب من خلال ذلك على التباينات؛ لنر إلى مجموعته "غرفة الصف" التي نفّذها في مراكش، حيث كان يعلم الرسم في كلية الفنون الجميلة، فقد أحضر الحمار إلى شقة فاخرة والتقط عدة أعمال ساخرة تهكمية ومثيرة للدهشة، في محاولة لجعل وجود الحمار منسجماً مع الأثاث العصري.

الأطفال أيضاً أبطال مفضّلون في كثير من أعماله، يلعبون بحريّة أو يقفون كموديل أمامه، يشرح حريتهم من جهة وقيدهم من الجهة الأخرى كسجناء للمكان والبناء والطبقة التي ينتمون إليها.

وإن كان بن هود، مثل كثيرين، قد أقام معارض خارج بلاده، أكثر من داخلها، فيمكن القول إن هذا المعرض الاستعادي لمجموعاته الفوتوغرافية القديمة وصولاً إلى الأحدث، قد تأخر في جولته المغربية، حيث عُرض سابقاً في مركز "بومبيدو" في باريس أو متحف "تيت" في لندن أو مركز "الملكة صوفيا" في مدريد وغيرها كثير.

دلالات
المساهمون