على الرغم من كونه مدنياً، إلا أنه يحمل صفة رائد، وهو على صلة وثيقة بنجلي القذافي محمد والساعدي، ظهر أثناء ثورة فبراير، كأحد رجالات الساعدي ليشترك بتهريبه فيما بعد، بعدها بقي بعيداً عن الأضواء إلى حين سطوع شمس اللواء خليفة حفتر، ليساهم أخيراً في سلسلة من الجرائم مع قادته، فمن هو فضل الحاسي؟
ولد فضل الحاسي عام 1975 في مدينة بنغازي شمال شرقي ليبيا، تخرج من معهد الفندقة والسياحة، وعمل موظفاً في الاستقبال بفندق تيبستي 1997، ثم بقسم الاتصالات في نفس الفندق، قبل أن يتلقى دورة في مجال الاتصالات بروما، ليعود عاملاً كمترجم ببعض الفنادق في بنغازي وطرابلس.
وعن طريق الروابط الشبابية تمكن الحاسي من الاتصال بأبناء القذافي، وأبرزهم نجله الأكبر محمد، والذي رافقه في رحلة إلى الجزائر ضمن لجنة لاستلام إيرادات وأموال الاستثمارات الليبية في مجال الاتصال بالخارج، كما أنه على صلة وثيقة بالنجل الآخر للقذافي الساعدي.
وفي مقتبل اندلاع ثورة فبراير ظهر الحاسي كأحد رجالات الساعدي، والذي جاء لبنغازي في محاولة منه لإحباط شرارة الثورة، حيث تمت مهاجمة الساعدي من قبل الثوار، وقام فريقه بتهريبه، وظهر الحاسي من ضمن فريق الساعدي في شريط مصور أثناء تهريبه.
وخلال شهر فبراير/ شباط كان الحاسي بين قوة "القبعات الصفراء" المسلحة، والتي ظهرت في بنغازي مكونة من مؤيدي النظام السابق لإحباط الثورة من الداخل.
وبقي الحاسي بعيداً عن الأضواء، إلى حين مجيء اللواء خليفة حفتر، حيث ظهر كأحد أهم مقاتليه، قبل أن يتدرج في مناصب قيادية لبعض محاور القتال.
وعلى الرغم من كونه مدنياً، إلا أنه ظهر منتصف عام 2015 وهو يحمل رتبة رائد، ضمن القوات الخاصة، قائداً لبعض محاورها، وأحياناً مشرفاً على فرق لنزع الألغام بالمناطق التي تسيطر عليها قوات حفتر.
وقبل بدء عملية "الكرامة" بقيادة حفتر، شارك الحاسي ضمن مجموعات مسلحة عرفت باسم "كتائب أولياء الدم"، قامت بحرق العديد من منازل الثوار ومصادرة أملاكهم وطردهم من المدينة.
كذلك ظهر الحاسي مؤخراً في فيديوهات انتشرت عبر وسائل الاعلام تظهر جرائم ارتكبتها قوات حفتر بمنطقة قنفودة في بنغازي، من بينها حرق جثث الموتى ونبش قبورهم والتنكيل بهم.
ولقي الحاسي مصرعه أول أمس خلال تفجر لغم أرضي بأحد أحياء بنغازي، حيث نعته قيادة قوات حفتر كأحد الأبطال، بينما اعتبره البرلمان في بيان منفصل "أحد رجال الوطن".