المعرض/ التجهيز يتكوّن من قسمين؛ يحمل الأول عنوان "الحنين إلى البيت" والثاني "أفق"، ورغم أن عنوان القسم الأول حرفياً هو Homesick، لكن الفنان يصرّ في حديث لـ"العربي الجديد" أنه يقصد البيت فقط وبالتحديد، وليس الوطن كما هو معنى الكلمة الدارج.
في الجزء الأول، نرى مجموعة من الصور، لتجهيز على شكل بيت عائلة الفنان في سورية، يقول سركسيان "العمل يستكشف الشعور بالخوف من فقدان البيت، بيت عائلتي في سورية، حيث ما زالوا يعيشون هناك، لدي شعور مستمر بالخوف من أن شيئاً سيحدث لأهلي أو للبيت أو للذكريات".
التجهيز يتكوّن من صور وفيديو لمجسّم للبيت صمّمه الفنان ثم وجّه إليه ضربات ليعرف كم ضربة ستجعل هذا البيت ينهدم، وقد وصلت إلى 650 ضربة أي أن هناك 650 لقطة للبيت وهو في طريقه إلى الانهيار الكامل.
عن ذلك يوضح الفنان "أريد أن أكسر هذه الخيالات والمخاوف التي أحملها معي أينما أذهب، كما لو أنني أرى المستقبل، أو أريد أن أعرف متى بالضبط سيسقط البيت".
أما الجزء الثاني من المعرض فهو بعنوان "أفق"، ثمة شاشة على الجدار وأخرى على الأرض، تبثّان صوراً لطريق المهاجرين من جنوب غرب تركيا إلى جنوب شرق اليونان، يبيّن سركسيان لـ "العربي الجديد" أن المسافة هذه قصيرة فهي 1.2 كيلو متراً.
ويكمل "الأفق كلمة لا تحمل معنى إيجابياً هنا، على العكس إنها تتضمّن معنى سلبياً، فالعمل ليس عن هذه المسافة، بل عن ما بعد المسافة، عن اجتيازها، فهذه هي المسافة الأطول والأخطر".
تأمّل بصري عميق يقدّمه سركسيان المقيم في لندن منذ عام 2008، تأمّل في مخاوفه التي تمثّل مخاوف مئات الآلاف مثله، وتأمل في الطريق الذي يعتقد الجميع أن ما بعده هو أفق الخلاص.