هرب من المغرب مختبئاً في شاحنة.. فصار بطل أوروبا

هرب إلياس فيفا، المواطن المغربي الأصل من وطنه الأم المغرب عبر شاحنة نقل بضائع، إلى إسبانيا عندما كان يبلغ من العمر 16 سنة، حالما بعيش أفضل قد تتيحه له الهجرة غير الشرعية التي يقصدها الكثيرون عبر طرق عديدة، فوجد نفسه بطلا لأوروبا لمسافة 5000 متر في ألعاب القوى عندما بلغ سن 27.

وتمكن إلياس فيفا من الظفر باللقب الأوروبي الأحد الماضي بالعاصمة الهولندية أمستردام، عندما حل أولا في السباق النهائي لمسافة 5000 مترا حاملا علم بلده الجديد إسبانيا، التي احتضنته من الغبن الذي عاش فيه خلال 16 عشر عاما الأولى من حياته.

وحقق إلياس فيفا خلال السباق ذاته، زمنا بلغ 13 دقيقة و40 ثانية و85 جزءا من المائة، متقدما على مواطنه الإسباني والمغربي الأصل كذلك عادل مشعل ذي الـ 26 ربيعا.

وولد إلياس فيفا بمدينة طنجة، شمال المغرب، حيث نشأ وترعرع هناك قبل أن يحط الرحال بإسبانيا، والتي عاش فيها بين مختلف مراكز إيواء اللاجئين غير الشرعيين، قبل أن يلتحق بصفوف نادي برشلونة لألعاب القوى.

وفاز إلياس فيفا-الذي يمارس بصفوف نفس نادي النجوم العالمية مثل ليونيل ميسي ونيمار، ولكن على مستوى ألعاب القوى وليس كرة القدم-بعدة ألقاب محلية، من ضمنها سباق سانت سيلفيستر الشهير شهر يناير 2011.

ولفت العداء المغربي، إلياس فيفا إليه الأنظار بشكل كبير العام الماضي، حينما تمكن من انتزاع ورقة تأهله إلى منافسات بطولة العالم لألعاب القوى قبل حصوله على الجنسية الإسبانية بأيام قليلة.

من جهته بالمقابل، ينحدر وصيف بطل أوروبا، عادل مشعل، من مدينة تطوان، شمال المغرب كذلك، والتحق بالديار الإسبانية عندما كان يبلغ من العمر ست سنوات، حيث هاجر رفقة عائلته، قبل أن يحصل والده على فرصة عمل في البناء، في إطار التحضيرات التي كانت تقوم بها إسبانيا لتنظيم الألعاب الأولمبية ببرشلونة عام 1992.

وجاء حصول والده على فرصة العمل، كنوع من رد الاعتبار قدمته له إسبانيا جراء تعرضه لحادث سير مروع قبل ذلك، ليتمكن بالتالي من إنقاذ عائلته المكونة من سبعة أطفال، من الفقر.

وعمل عادل مشعل حارسا في إحدى المركبات الرياضية بإسبانيا، ودخل عالم ألعاب القوى الاحترافية من بابه الواسع بعد ذلك، تحت تأثير الاتحاد الإسباني لألعاب القوى، الذي آمن بقدراته بعد المستوى الهائل الذي أبان عنه في المعسكر التدريبي بفونت روميو أوديو فيا الفرنسية.

وصار عادل مشعل بطلا لإسبانيا بع ذلك في عدة مسافات، حيث توج عام 2015، بطلا لإسبانيا في سباقي 1500 متر و3000 متر، ثم بطلا لإسبانيا في سباق 5000 متر شهر مارس من السنة الحالية.

ومباشرة بعد نهاية سباق الأحد الماضي في بطولة أوروبا، صرح عادل مشعل لمختلف وسائل الإعلام الحاضرة، بأنه غير راض على النتيجة التي حققها كونه حضر إلى أمستردام من أجل الذهب، لكنه عاد إلى إسبانيا بالفضة فقط.