وجدت دراسة جديدة أنّ تضاعف الدخل المادي لا يشكّل أحد أهم أسباب السعادة، بل أمور أخرى قد لا نعي أهميتها سوى حين نحرم منها. الدراسة قامت بها "كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية"، ونظرت في إجابات ما يقارب المائتي شخص، عن كيفية تأثير عوامل مختلفة على نفسيتهم وإحساسهم. وتبيّن أنّ حالات الاكتئاب والقلق والاضطراب، تصيب الأفراد الذي فشلوا في علاقاتهم أو الذين يعجزون عن إيجاد شريك حياة، بشكل أكبر من أولئك الذين ينعمون بعلاقة سعيدة مع الشريك، والذين تزداد لديهم معدّلات السعادة.
يقول المشارك في الدراسة، ريتشارد لايارد، إنّ "النتائج تتطلّب من الدولة القيام بدور جديد، وهو التركيز على خلق الرفاهية لمواطنيها عوضاً عن خلق الثروة". وتابع لايارد أنّ "الأدلّة تثبت أنّ الأمور الأكثر أهميّة لسعادة البشر أو بؤسهم، ترتبط بعلاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية والجسدية".
بيّنت الدراسة أنّ مضاعفة راتب أو أجر شخص ما، يزيد سعادته بنسبة 0.2 من مقياس واحد على عشرة. في المقابل، فإنّ الحصول على شريك يرفع نسبة السعادة إلى 0.6، كما تنخفض بالمعدّل ذاته في حال فقدانه نتيجة الانفصال أو الموت.
تقول شيرين (اسم مستعار) لـ"العربي الجديد" عند عرض نتائج الدراسة عليها: "لأوّل مرّة أشعر أنّ هناك دراسة تتطابق وحالتي". تظنّ الشابة الأربعينية أنها كانت تتأثّر أكثر من بقيّة البشر بفشل علاقتها، حيث تبقى أشهراً في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد، فتعجز عن النوم وتتناول حبوب الأعصاب كلّما فشلت في علاقة.
جدير بالذكر أن شيرين ناجحة في عملها ولديها كثير من الأصدقاء، لكن كلّ تلك الأمور لا تعوّض عليها فقدانها الشريك، بحسب ما تقول. تتمنى "لو تكون هناك محاولات تهتم بالمشاكل النفسية التي يعاني منها كثير من البشر بصمت ويخجل بعضهم من البوح بها وكأنّها من المحرّمات".
من جهته، لا يزال فريد (39 عاماً، اسم مستعار) يذكر ذلك الألم الذي انتابه حين انفصلت عنه خطيبته، بعد أن رتّبا أمورهما للزواج، إذ تراجعت قبل أيام من موعد الزفاف. يقول: "لم أتخيّل أن أخوض تلك التجربة من الألم. كنت أجلس وحدي في صمت وأراقب جوّالي كل دقيقة، آملاً أن يصلني ولو حرف منها". يتابع: "نجاحي في عملي وتحسّن حالتي المادية لم يعوّضا سعادتي معها". يؤكّد فريد أنّ العلاقات الاجتماعية تبقى الأهم بالنسبة له مع أنّه لا يستطيع أن ينكر أهميّة المال في الحياة. يختم: "كنت فقيراً وأنا الآن ميسور الحال، لكن سعادتي لم تعتمد يوماً على حالتي المادية".
اقــرأ أيضاً
يقول المشارك في الدراسة، ريتشارد لايارد، إنّ "النتائج تتطلّب من الدولة القيام بدور جديد، وهو التركيز على خلق الرفاهية لمواطنيها عوضاً عن خلق الثروة". وتابع لايارد أنّ "الأدلّة تثبت أنّ الأمور الأكثر أهميّة لسعادة البشر أو بؤسهم، ترتبط بعلاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية والجسدية".
بيّنت الدراسة أنّ مضاعفة راتب أو أجر شخص ما، يزيد سعادته بنسبة 0.2 من مقياس واحد على عشرة. في المقابل، فإنّ الحصول على شريك يرفع نسبة السعادة إلى 0.6، كما تنخفض بالمعدّل ذاته في حال فقدانه نتيجة الانفصال أو الموت.
تقول شيرين (اسم مستعار) لـ"العربي الجديد" عند عرض نتائج الدراسة عليها: "لأوّل مرّة أشعر أنّ هناك دراسة تتطابق وحالتي". تظنّ الشابة الأربعينية أنها كانت تتأثّر أكثر من بقيّة البشر بفشل علاقتها، حيث تبقى أشهراً في حالة من الحزن والاكتئاب الشديد، فتعجز عن النوم وتتناول حبوب الأعصاب كلّما فشلت في علاقة.
جدير بالذكر أن شيرين ناجحة في عملها ولديها كثير من الأصدقاء، لكن كلّ تلك الأمور لا تعوّض عليها فقدانها الشريك، بحسب ما تقول. تتمنى "لو تكون هناك محاولات تهتم بالمشاكل النفسية التي يعاني منها كثير من البشر بصمت ويخجل بعضهم من البوح بها وكأنّها من المحرّمات".
من جهته، لا يزال فريد (39 عاماً، اسم مستعار) يذكر ذلك الألم الذي انتابه حين انفصلت عنه خطيبته، بعد أن رتّبا أمورهما للزواج، إذ تراجعت قبل أيام من موعد الزفاف. يقول: "لم أتخيّل أن أخوض تلك التجربة من الألم. كنت أجلس وحدي في صمت وأراقب جوّالي كل دقيقة، آملاً أن يصلني ولو حرف منها". يتابع: "نجاحي في عملي وتحسّن حالتي المادية لم يعوّضا سعادتي معها". يؤكّد فريد أنّ العلاقات الاجتماعية تبقى الأهم بالنسبة له مع أنّه لا يستطيع أن ينكر أهميّة المال في الحياة. يختم: "كنت فقيراً وأنا الآن ميسور الحال، لكن سعادتي لم تعتمد يوماً على حالتي المادية".