كان الفنان الراحل محمود عبدالعزيز مُقلّا للغاية في أحاديثه السياسية، لكنه وفي مرة نادرة تطرّق مع الإعلامي مجدي الجلاد، باستفاضة، عن لقاء سابق جمع أحد الحكام العرب بالرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، وكان الحديث عن توريث الحكم.
ونقل هذا الحاكم الحديث لمحمود، وكان هذا اللقاء منذ 17 عاما، حيث قال له الحاكم "إن مبارك تحدّث معه عن ابنه جمال بعد الهجوم الذي حدث له، لتفكير الشعب المصري أنه سيرث الحكم"، وأنه قال لجمال: "طالما ما بتخطفش اللقمة من بُق حد اعمل اللي انت عايز".
ونقل الحاكم العربي لـ"الساحر" أيضاً قوله لمبارك: "إنه في اليوم الذي تفكر فيه أن يرث نجلك جمال الحكم، ستقوم ثورة في هذا البلد"، وهو ما يشير إلى تنبؤ هذا الحاكم، الذي رفض الساحر ذكر اسمه، بثورة 25 يناير.
وعند سؤاله عن إمكانية أن يجسد شخصية حسني مبارك على الشاشة، قال الفنان إنه يوافق، لبيان مساوئ هذه الفترة، وجزاء نهاية هذا الحاكم. وأوضح الساحر أن مصر فيها كل مقومات الحياة أكثر من أي دولة أخرى، فكثيرة هي البلاد التى تقوم حضارتها على تمثال أو على بحيرة، أما مصر ففيها بحيرات وشلالات ونهر وحضارة ومناخ وصحراء وبحران وكل شيء، ويكفي أن فيها أساليب عديدة للمعيشة.
وتطرّق الفنان القدير، في اللقاء الذي أجري خلال فترة رئاسة محمد مرسي لمصر، إلى شخصية الرئيس، فرد قائلا "إنه يرى فيه شخصية جيدة ويخشى الله سبحانه وتعالى، لكنه لو كان بعيدا عن من حوله كان أفضل كثيرا، فعمل الرؤساء وسط تحكّمات أحزاب ليس جيدا أبدا، فكيف يتحدث أحد من الحزب الذي كان يتبعه مرسي، بلسانه!"، مؤكداً أنه "كان عليه أن يخرج هو بنفسه فيما يتعلق بموقعه".
وأكمل عبد العزيز قائلا: "إننا في حالة افتقاد للقدوة وللبطل منذ أيام الرئيس جمال عبد الناصر"، واستشهد بشخصية رأفت الهجان التي سبق وجسدها على الشاشة الصغيرة، قائلا "إننا نريد هذا البطل المحب للوطن، من دون أي أهداف أو مصالح".