ولكن هذا الدعم تم بعد توافقات تم التوصل إليها بين كل من الإدارة التركية وبغداد حول عدد من المواضيع، تأتي على رأسها أوضاع مدينة كركوك والقاعدة العسكرية التركية في منطقة بعشيقة، وتواجد حزب العمال الكردستاني في جبل سنجار التابع لمحافظة نينوى.
وعلم "العربي الجديد" أن التوافق التركي العراقي يشمل سحب القوات التركية من قاعدة بعشيقة التابعة لمحافظة نينوى، مقابل تعهد بغداد بطرد العمال الكردستاني من منطقة سنجار، وبالفعل انسحبت القوات التركية المتواجدة في قاعدة بعشيقة إلى قواعد أخرى لها متواجدة في محافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان العراق.
وبحسب جريدة "قرار" التركية الداعمة للحكومة، تعهدت الحكومة المركزية العراقية خلال المشاورات التي أجريت مع كل من طهران وأنقرة، بالحفاظ على التواجد التركماني في كركوك وعدم المساس بالتركمان، وكذلك عدم غض الطرف عن تواجد العمال الكردستاني في الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة المركزية.
وبحسب الصحيفة، واحتراماً للتحفظات التركية لم يدخل مركز مدينة كركوك سوى قوات الجيش العراقي، ومن المنتظر أن تقوم بغداد بعدد من الخطوات الأخرى، بعد تعيينها سعيد الجبوري، وهو من العرب السنة محافظاً لكركوك خلفاً للمحافظ الكردي المعزول نجم الدين كريم.
وتشمل هذه الخطوات، إعادة النسيج الاجتماعي والديموغرافي للمدينة لما كان عليه الوضع قبيل الغزو الأميركي للعراق وقبل التغييرات الكبيرة التي قادتها إدارة إقليم كردستان العراق، وإنشاء مجلس إدارة للمحافظة يتمتع فيه كل من العرب والتركمان والأكراد بتمثيلٍ متساوٍ، على أن يكون أحد نواب رئيس المجلس من التركمان في المرحلة الانتقالية لغاية إقامة الانتخابات، وكذلك إعادة الأراضي والعقارات التابعة للتركمان، والتي تم الاستيلاء عليها بعد الغزو الأميركي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين الأمور المطروحة على الطاولة بين الجانبين التركي والعراقي، إمكانية إقامة عملية مشتركة لطرد مسلحي العمال الكردستاني من جبل سنجار.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، فيما يخص الأحداث التي شهدها العراق، بعد استعادة الحكومة المركزية العراقية الأراضي المتنازع عليها من سيطرة قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق، "لم تستمع إدارة إقليم شمال العراق لتوصياتنا، وقلتها للبارزاني أيضاً، إن هذا الحساب جاء من بغداد، لقد ظن بأنه سيوحد الأكراد، ولكن للأسف تقسم الأكراد، لقد قام بإجراء الاستفتاء حسب ما رأى، وبحسب الدستور العراقي فإن هذه المناطق ضمن حدود السلطات المركزية".
وأضاف" هناك يعيش الأكراد والتركمان والعرب وباقي العناصر، ويجب أن يعيشوا بأمان، نحن نود حماية وحدة الأراضي العراقية، إن رغبات بغداد بالنسبة لنا هي المعيار، وتستمر اتصالاتنا، وسيتضح في الأيام المقبلة من سيأتي ومن سيذهب".