هذا ما افتقده سان جيرمان في مواجهة الأبطال..أمام "السيتي"

07 ابريل 2016
حوار تكتيكي أول قبل الحسم في إنجلترا (getty)
+ الخط -

حقق مان سيتي تعادلاً بطعم الفوز من قلب ملعب حديقة الإمارات، ليؤكد رجال المدرب، مانويل بليغريني، أنهم يريدون فعل شيء مختلف هذه المرة في دوري الأبطال، وسط حضور سيىء من نجوم باريس، ونتيجة ولا أسوأ للمدرب، لوران بلان، الرجل الذي أراد إنهاء كل شيء من الذهاب، لكنه سيذهب إلى إنجلترا بحثا عن انتصار، دون حفنة من نجومه المميزين.

رهان ناجح
لعب الباريسيون بخطتهم المفضلة، 4-3-3 دون تغيير، مع الاعتماد على ثلاثية موتا، رابيو، وماتويدي في الوسط، لتعويض غياب المايسترو الإيطالي فيراتي، بالإضافة إلى القوة الهجومية الكاملة بقيادة إبراهيموفيتش، ومن تحته كلٌّ من كافاني ودي ماريا، رفقة انطلاقات ماكسويل وأورييه أسفل الأطراف.

في المقابل، راهن بليغريني على خلطة ناجحة، بتواجد فرناندو وفرناندينيو في العمق، كثنائي محوري صريح دون يايا توريه، وأمامهما الثلاثي المتحرك، سيلفا، لاعب جناح مائل للداخل، ونافاس كطرف صريح على الخط، وبينهما كيفين دي بروين، صانع اللعب الحر في، وبين، الخطوط، وفي الأمام أغويرو مهاجم أوحد.

نجحت خطة الفريق الإنجليزي بسبب إغلاق منطقة المنتصف، بعودة دي بروين للمساندة، والضغط المستمر على وسط باريس، مع تطبيق استراتيجية "الكونتر برسينغ"، أي الضغط على الخصم في نصف ملعبه، وفي حالة قطع الكرة، تمريرة فأخرى ثم فرصة مؤكدة، وهذا ما حدث بالنص في الهدف الأول، حيث حصل دي بروين على تمريرة أريحية، بعد كسر هجمة سان جيرمان مباشرة.

هجوم متنوع
يمتاز الفريق الفرنسي بتنوع هجومي واضح، من خلال تواجد ثنائي عملاق في الثلث الأخير، كإبرا وكافاني، مع لاعب متحرك وذكي بقيمة الريشة اللاتينية، دي ماريا، الذي يصنع الحدث دائما رفقة لاعب الوسط المتحرك ماتويدي، لذلك تعتبر هذه الثنائية قاتلة أمام أي دفاع، مهما بلغت قوته ووصلت درجة انضباطه.

يتحرك أنخيل وبليس بالتبادل، بمعنى تحول الأرجنتيني من مركزه الأصلي على الطرف إلى منطقة الوسط، من أجل استلام الكرة بعيدا عن الضغط، ثم يمررها ماكرة إلى الفرنسي، لاعب الوسط الذي ينتقل سريعا من قلب الارتكاز إلى منطقة الجناح على الرواق، من أجل صناعة زيادة عددية مفاجئة أمام أظهرة السيتي.

لكن مع كل هذا الفكر الهجومي، افتقد بلان إلى فيراتي في مثل هذه المباريات، لأن ثنائية "موتا-رابيو" كانت جيدة، لكنها افتقدت إلى المرونة في البناء من الخلف، فظهر الشكل النهائي لأصحاب الأرض مشوهاً بعض الشيء، من خلال تمريرات مقطوعة في نصف ملعبه، مع تأخر الأظهرة في التعامل مع الكرة، مما تسبب في هجمات معاكسة، نتيجة غلق زوايا التمرير أمام ماكسويل وأورييه، فيراتي لم يكن بارعاً فقط في الاستحواذ، بل مختلفاً أيضا في التمركز والتحرك بدون المستديرة.

الحلقة الناقصة
انتهت المباراة وفق تفاصيل صغيرة، وكان بمقدور الفريقين إنهاء اللقاء دون أهداف، لأنها جميعا جاءت من أخطاء مباشرة وغير مباشرة، لكن هذا اللقاء عبّر عن اختلاف رئيسي في طريقة لعب الفريقين، فمان سيتي استغنى بعض الشيء عن كرته الهجومية، خصوصا مع عدم وجود لاعب مبتكر في الارتكاز، ولجأ إلى الضغط المبكر على وسط باريس، خصوصا مع قوة دي بروين وفرناندينيو في هذه اللعبة.

بينما حاول سان جيرمان بناء الهجمة من الخلف، ودعوة الخصم إلى مناطقه، من أجل تحريكه لا الكرة، في سبيل نقلها إلى جانب آخر، معتمدا على مرونة وخفة لاعبه دي ماريا، لكنه وقع في المحظور، نتيجة البطء الشديد لتياغو موتا، لاعب الوسط الجيد الذي لم يرتق بعد إلى درجة الممتاز خلال المواجهات الحاسمة الصعبة.

في النهاية لا كبير في ربع النهائي، ورغم الغيابات الكبيرة في صفوف باريس إيابا، إلا أن مباراة ملعب الاتحاد ستكون مفتوحة في كافة الاتجاهات، من أجل كسر العقدة الخاصة بهذا الدور، إما يمرّ مانويل، أو يعود بلان من بعيد.


المساهمون