هذا سرّ "الجرأة" الاقتصادية لريال مدريد في سياسة التعاقدات

27 يوليو 2014
جيمس رودريجيز آخر صفقات الريال القياسية (Getty)
+ الخط -

في ظلّ الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت إسبانيا وعدداً من الدول الأوروبية في الفترة من 2008 وحتى وقتنا الحالي، لم يتأثر قطبا الكرة الإسبانية، بل كانت صفقاتهما ترتفع أسعارها بمرور الأعوام، لتزيد المنافسة بينهما في سباق التعاقد مع أفضل لاعبي العالم دون الالتفات إلى الأموال الطائلة التي سيتكبداها للوصول إلى الهدف المنشود في رحلة البحث عن الألقاب.

إلا أن ريال مدريد كان له التفوق الواضح في قنص الصفقات بأسعار قياسية من أجل ضمان الظفر باللاعبين المطلوبين، وهي العادة التي بدأها بالتعاقد مع النجم الفرنسي زين الدين زيدان مرورا بالبرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بيل، ليطرح على الساحة سؤال حول سبب "الجرأة" التي يطل بها "الميرينجي" في كل سوق انتقالات، والأموال الطائلة التي ينفقها كل موسم لدعم الفريق.

وبعد التعاقد مع النجم الكولومبي الشاب جيمس رودريجيز مقابل 80 مليون يورو، في عقد يمتد لستة مواسم وبراتب سنوي يقدر بـ 7 ملايين يورو، واصل النادي الملكي رحلة الصفقات "الفارهة"، وهو ما يبدو واضحاً في قيمة ثلاثي هجومه الحالي رونالدو وجاريث بيل إلى جانب الكولومبي، والتي تصل إلى 265 مليون يورو، وهي الأسماء التي ستكتب صفحة جديدة في تاريخ الريال الموسم الجاري، إلا أنها كلفت النادي الكثير.

وقد يكون السبب الأبرز وراء دخول الريال بالقوة الضاربة دائماً في سوق الانتقالات، هو العائدات التي تسانده سنوياً وتصل إلى 500 مليون يورو، وتضم عقد رعاية شركة أديداس للملابس الرياضية المقدر بثلاثين مليون يورو سنوياً، وعقد شركة طيران الإمارات وتصل قيمته إلى ثمانية وعشرين مليون يورو.

وتأتي هذه العائدات مدعومة بالخطة التسويقية للاعبيه في الحملات الإعلانية، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو، أكثر اللاعبين تحقيقاً للإيرادات داخل أروقة النادي الملكي، وانضم إليه مؤخراً جيمس وبيل.

أما عن النفقات، فتبلغ رواتب اللاعبين والجهاز الفني ما يقرب من 200 مليون يورو بجانب بعض المصاريف الإدارية، لتصل المدفوعات إلى ما يعادل نصف الإيرادات فقط، ولزيادة جانب الأرباح خلال الموسم الجاري، خاصة بعدما أنفق الملكي 110 مليون يورو في صفقتي الألماني توني كروز والكولومبي جيمس، سيتعين عليه الاستغناء عن لاعب جديد، بعد رحيل ألبارو موراتا والتركي نوري شاهين وإعارة البرازيلي كاسيميرو، وهي الصفقات التي ضخت في خزينة الملكي 28.5 مليون يورو.

وقد يكون كلّ من الألماني سامي خضيرة والأرجنتيني أنخل دي ماريا هما الأقرب للرحيل عن الريال خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد يضيف المزيد من الأموال لخزينة "الميرينجي". ومن جانب آخر قد يكون رحيل أحدهما ضرورة حتى يلتزم الفريق الإسباني بقوانين "اللعب المالي النظيف".

وتنتظر جماهير الملكي أداءً متفرداً من بطل أوروبا، ولن ترضى خلال الموسم الجاري بأداء متواضع أو خالٍ من الإنجازات، خاصة بعد التعزيزات الرائعة في الخطوط الأمامية للفريق، والدعم المالي من الإدارة التي أوفت بكل احتياجات المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي.

المساهمون