وتشهد مدن القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية: زملكا، حزة، عربين، عين ترما، منذ مساء أمس الجمعة، هدوءاً تاماً لم تشهده منذ سنوات، فيما قالت مصادر إنّ قوات النظام دخلت إلى مدينة عين ترما، بعد انسحاب "فيلق الرحمن" وقسم من المدنيين إلى زملكا.
وقالت مصادر من المنطقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "لجنة من المعارضة تقوم بتسجيل الراغبين في الخروج من المنطقة إلى الشمال السوري، بينما يتم تجهيز الجرحى والمصابين والمرضى لنقلهم إلى خارج الغوطة".
وينص اتفاق توصّل إليه النظام السوري وروسيا، مع فصيل "فيلق الرحمن" المعارض، على البدء بإخراج الجرحى والمرضى، إلى خارج الغوطة، عن طريق الهلال الأحمر، حسب رغبتهم وضمان سلامتهم، وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء، وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة، أو الخروج إلى الشمال السوري.
كما يتضمن الاتفاق، اتخاذ كافة التدابير اللازمة، لتحسين الحالة الإنسانية فوراً، والتسهيل الفوري لدخول قوافل الإغاثة إلى المنطقة.
ويشير الاتفاق، إلى الخروج الآمن، بإشراف ومرافقة الشرطة العسكرية الروسية حصراً، لمن يرغب من الفصائل، مع عائلاتهم، بأسلحتهم الخفيفة، إضافة إلى من يرغب من المدنيين، إلى الشمال السوري، وضمان عدم ملاحقة أي من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه.
وينص الاتفاق أيضاً، على نشر نقاط شرطة عسكرية روسية، في البلدات التي تقع تحت سيطرة "فيلق الرحمن" حالياً، والتي يشملها الاتفاق.
وقبيل ساعات من إعلان الاتفاق، ارتكبت قوات النظام مجزرة في مدينة عربين، راح ضحيتها قرابة 40 مدنياً حرقاً، من جراء استهداف أحد الملاجئ بقنابل الفوسفور والنابالم.
وتزامناً، يتم التحضير في مدينة دوما، لعملية تبادل أسرى، بين النظام السوري وفصيل "جيش الإسلام" المعارض، وإخلاء جرحى ومرضى، بعد التوصّل إلى اتفاق مبدئي، ضمن المفاوضات المستمرة بين الطرفين، برعاية أممية، وفق ما أفادت به مصادر محلية.
وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جيش الإسلام"، سيفرج، اليوم السبت، عن أكثر من 50 شخصاً من المعتقلين لديه، من بينهم عناصر من قوات النظام، عبر معبر مخيم الوافدين.
وأضافت أنّ عملية إطلاق الأسرى، من المتوقع أن تتزامن مع إخراج جرحى ومصابين من دوما لتلقي العلاج، بعد ضمان عدم اعتقالهم من النظام، مشيرة إلى أنّ العملية ستتم بوجود فرق الهلال الأحمر.
وتعرّضت مدينة دوما، مساء أمس الجمعة، لقصف صاروخي من قوات النظام، أسفر عن أضرار مادية في ممتلكات المدنيين.
وأنهى النظام السوري، أمس الجمعة، عملية تهجير مقاتلي "حركة أحرار الشام"، والمدنيين الرافضين لإجراء مصالحة مع النظام، من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية، إلى الشمال السوري.
وصول الدفعة الثانية من مهجري حرستا
وصلت صباح اليوم الدفعة الثانية من مهجري مدينة حرستا إلى معبر قلعة المضيق شمال غرب حماة، تمهيداً للانتقال إلى مناطق أخرى في ريف إدلب وحلب وحماة.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ الدفعة الثانية من المهجرين وصلت إلى الحاجز الفاصل بين المعارضة السورية والنظام على أطراف بلدة قلعة المضيق شمال غرب حماة، ومن المتوقع أن ينتقل المهجرون إلى مناطق أخرى في إدلب وحماة وحلب.
وضمّت الدفعة الثانية من المهجرين، وفق المصادر ذاتها، قرابة ثلاثة آلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين الرافضين للمصالحة والتسوية مع النظام السوري.