هدوء حذر في الأقصى ومواجهات تتواصل في أحياء القدس

07 نوفمبر 2014
المواجهات تتواصل في عدّة أحياء بالقدس (زكي فازغول/الأناضول)
+ الخط -
ساد الهدوء الحذّر محيط المسجد الأقصى، اليوم الخميس، بعد يوم من المواجهات العنيفة في أعقاب اقتحام قوات الاحتلال للمسجد، أمس، واعتدائها على المصلين، وما تبع ذلك من هجوم بمركبة فلسطينية نفّذه شاب من مخيم شعفاط (شمال القدس المحتلة) على تجمع لجنود ومستوطنين، أدى إلى مقتل إسرائيلي وإصابة نحو 13 آخرين.

وبينما عم الإضراب التجاري الشامل وتعطلت الدراسة في العديد من مدارس القدس، اليوم، حداداً على روح الشهيد إبراهيم العكاري منفّذ الهجوم، خففت قوات الاحتلال من إجراءاتها التصعيديّة في محيط المسجد الأٌقصى وفي ساحاته.

وسمحت قوات الاحتلال بدخول المواطنين إليه، مع احتجاز بطاقات الهوية لعشرات منهم، لكّنها فرضت قيوداً على دخول النساء، إذ اشترطت عليهنّ تسليم بطاقاتهن الشخصية من أجل دخولهن للأقصى، واقتصار الدخول على بوابة واحدة فقط وهي باب حطة.

وأكّد أحد الحراس في المسجد، ويُدعى أشرف أبو أرميلة، لـ"العربي الجديد"، أنّ "قوات الاحتلال سمحت بدخول المواطنين للمسجد الأقصى، مع إبقائها على بعض القيود، في حين زجّت بنحو 30 مستوطناً إلى باحات الأقصى".

كما فرضّت قوات الاحتلال قيوداً على طواقم الإسعاف المحليّة، وفقاً لما أكده محمد غرابلي، من جمعية "اتحاد المسعفين العرب"، لـ"العربي الجديد"، الذي بيّن أنّ "جنود الاحتلال اشترطوا على المسعفين تسليم بطاقاتهم الشخصية، وترك لباسهم الخاص الذي يشير لطبيعة عملهم لدى الجنود، الأمر الذي رفضه المسعفون، فبقوا منتشرين على البوابات وفي الشوارع المحيطة بالأقصى".

أمّا في مخيم شعفاط، مسقط رأس الشهيد العكاري، فقد اقتحمت قوات كبيرة من جنود الاحتلال الحي الذي تقطنه العائلة، وقامت بتصويره، وشاركت في عملية الاقتحام وحدات مختارة من قوات النخبة في شرطة الاحتلال وحرس حدوده، خاصة وحدة "يسام" المعروفة بقمعها الوحشي.

كذلك، فرضت قوات الاحتلال قيوداً مشدّدة على خروج المواطنين من داخل المخيم إلى القدس المحتلة، وأعاقت حركة انتقال المركبات، فضلاً عن تعمد جنود الاحتلال تفتيش المركبات على نحو استفزازي، مما تسبب في ازدحام خانق على الحاجز بينما كان مئات التلاميذ والعمال في طريقهم إلى مدارسهم وأعمالهم في القدس.

وكانت مواجهات عنيفة اندلعت ضد جنود الاحتلال في المخيم، حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، أصيب خلالها العشرات من الشبان، في حين أصيب جندي واحد على الأقل بحروق بعد إصابته بزجاجة حارقة.

واجتاح مئات الشبان الحاجز الإسرائيلي المقام على مدخل المخيم، وهم يلقون الألعاب النارية "المفرقعات" وعشرات الزجاجات الحارقة، ما اضطر الجنود إلى الانكفاء للوراء، واستدعاء قوات كبيرة من جنود الاحتلال.

في سياقٍ متّصل، اندلعت صباح اليوم، مواجهات عنيفة في حي المدارس بالقدس المحتلة، حيث هاجم مئات التلاميذ قوات الاحتلال والبؤر الاستيطانية فيه، بينما اعتقل أحد الفتية واعتدي عليه بالضرب.

كما اندلعت مواجهات مماثلة، في حي جبل المكبر (جنوب المدينة المقدسة)، لا سيما في محيط الحي الاستيطاني المقام على أراضي المقدسيين والمُسمى "نوف تسيون"، في وقت أغلقت فيه قوات الاحتلال مداخل جبل المكبر بمكعبات الإسمنت.