وقال المتحدث باسم الداخلية الأفغانية، نصرت رحيمي، إن الهجوم بدأ بتفجير حافلة مفخخة مليئة بالمتفجرات، أعقبه إطلاق نار مكثف من قبل مسلحين، منوهاً إلى أن انفجاراً آخر وقع في محطة وقود كانت في موقع الانفجار الأول.
وأضاف رحيمي، في بيان، أن القوات الخاصة وصلت إلى المنطقة وتشتبك مع المهاجمين، كما وأن قوات الأمن الموجودة بدأت تتصدى لهم.
من جهتها، تبنت حركة "طالبان" الهجوم. وقال المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، في بيان، إن الهجوم استهدف الحي الأخضر الذي يضم الكثير من مراكز الاستخبارات الأجنبية وأدى إلى مقتل العشرات منهم.
ونقل مجاهد عن عناصر الحركة من موقع الهجوم حديثهم عن وجود أعداد كبيرة من القتلى بين "الأجانب" وعناصر الأمن الأفغاني، وأن إطلاق النار ما زال جاريا.
كما أشار البيان إلى أن "الهدف هم الأجانب الموجودون داخل الحي ومن معهم من الأفغان هناك"، منوها إلى أن "الوجود الأجنبي هو السبب الرئيسي لما تواجهه أفغانستان من الويلات".
وصرّح البيان أن "الهجوم جاء ردا على ما تقوم به القوات الأميركية والأفغانية من القصف والاستهدافات للأماكن العامة والأحياء والقرى، والتي تؤدي إلى مقتل الكبار والصغار والنساء والشباب"، على حد تعبيره.
بالتزامن مع ذلك، قالت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" إن انتحاريين حاولا الدخول إلى منزل أحد كبار ضباط الاستخبارات الأفغانية في مدينة قندهار، جنوب أفغانستان، وقد تصدت لهما قوات الأمن وتم تفجيرهما، مؤكدا أن انتحاريين آخرين تسللا إلى داخل المنزل وهناك اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
ولم يتم التأكد عن هذا الهجوم بشكل رسمي حتى الآن، لكن المصدر تحدث عن وجود بعض المصابين، بينهم أطفال ونساء، وأن داخل المنزل كانت هناك حفلة.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، عن بعض محتويات التوافق بين "طالبان" وواشنطن، مؤكداً في لقاء له مع قناة "طلوع" المحلية أن واشنطن قد توصلت إلى اتفاق مع "طالبان" في المجمل وعلى الورق.
وذكر خليل زاد أنه لا يمكن الكشف عن محتويات التوافق بشكل كامل، ولم يتم تسليم المسودة إلى الحكومة الأفغانية لأن هناك احتمالا أن يغير فيها الرئيس الأميركي بعض الأمور، وأن موافقته هي النهائية في ما يخص "طالبان" وواشنطن، لكنه تحدث بشأنها مع الحكومة الأفغانية.
كما أكد خليل زاد أن بلاده "لا تقبل إمارة طالبان بالقوة، وهي مع جمهورية أفغانستان الإسلامية"، دون أن يفسّر ما الذي يقصده بذلك.
ونوه خليل زاد إلى أنه في المرحلة الأولى سيخرج 5000 جندي أميركي من أفغانستان، وفي المقابل تخفض "طالبان" وتيرة العنف في كابول وإقليم بروان المجاور له.
كما ذكر خليل زاد أنه لا يمكنه الإعلان عن مكان وزمان توقيع الاتفاق، ولكن فور التوقيع سيبدأ الحوار الأفغاني-الأفغاني.
وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية الأفغانية المتوقعة إجراؤها نهاية هذا الشهر، قال المبعوث الأميركي أن الأولوية لدى واشنطن للمصالحة، ولكن تأجيل الانتخابات ليس من سياسات الولايات المتحدة الأميركية.
وفيما يتعلق بالجماعات المسلحة الأخرى، تحديدا "داعش" و"القاعدة"، قال خليل زاد إن "طالبان" ستعمل على "تصفية كل تلك الجماعات ومحاربتها مع الجيش الأفغاني".