هجمات النظام وروسيا تمنع نازحي حماة وإدلب من جني محاصيلهم

08 يونيو 2019
جني المحاصيل مرهون بوقف القصف (سمير الدومي/فرانس برس)
+ الخط -
معاناة النزوح ليست وحدها ما يثقل كاهل أهالي مدن وبلدات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي السورييْن، فخسائرهم التي خلفوها وراءهم لم تقتصر على المنازل التي هُدمت، بل طاولت محاصيلهم الزراعية التي تعتبر مصدر دخلهم الأساسي.

المواطن أحمد جلول، من بلدة الهبيط أوضح لـ"العربي الجديد" أن خسارة المزارعين كبيرة. وقال: "بالنسبة لبلدة الهبيط والبلدات القريبة منها في ريف حماة الشمالي وكفرنبودة، أغلب الأهالي يعتمدون على الزراعة، والمنطقة مشهورة بإنتاج البطاطا والكمون واليانسون والشعير والقمح، لكن مع هجوم النظام الأخير وسيطرته على المدن والبلدات أنهى آمال المزارعين بجني محاصيلهم".


وتحدث جلول عن خسارته قائلاً: "أنا وإخوتي لدينا أرض مزروعة بمساحة 60 دونماً (6 هكتارات)، وكغيرنا من أهالي بلدة الهبيط نعتمد عليها بالمدخول لكن الآن لم يعد بالإمكان الاستفادة منها، فالتوجه لها يعني الموت المحتم، طائرات الاستطلاع الروسية ترصد كل شيء يتحرك وتستهدفه. وهناك غيرنا الكثير من الأهالي".

وأردف جلول: "كنا نرجو أن نتمكن من جني شيء من المحصول، لكن بظل الظروف الحالية الأمر بات مستحيلاً، وهمّ الأهالي الوحيد الحفاظ على أرواح أبنائهم، وإيجاد مكان يأوون إليه، رغم أن خسارة الأرض والبيت كبيرة".

كذلك أكد زياد (أبو أحمد) من بلدة الهبيط لـ"العربي الجديد"، أن ما حلّ بالأهالي هو كارثة بحد ذاتها، بعد أن دمرت بيوتهم وهجروا من بلداتهم وخسروا محاصيلهم. وعن الواقع الحالي قال: "الخط الذي يصل قلعة المضيق بمنطقة خان شيخون، أي الجزء من ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، يحتوي على الأراضي الخصبة للزراعة، ويشكل عصب حياة الأهالي، وهناك مساحات كبيرة من الأراضي مزروعة بالبطاطا وكان من المفترض اقتلاعها منتصف شهر رمضان أو بأقصى حدّ هذه الأيام. لكن لم يتمكن المزارعون من جنيها".

وأضاف أبو أحمد: "بالنسبة لبلدة الهبيط هناك نحو 7 آلاف دونم (700 هكتار) مزروعة بالبطاطا، وأراضٍ مزروعة بالشعير والكمون والحبة السوداء واليانسون، وأغلبها سقط على الأرض ومن غير الممكن جني المحاصيل، إضافة لإحراق النظام الأراضي المزروعة بالشعير والقمح". ولفت إلى اليانسون في حال هدأ القصف وأصبح بإمكان الأهالي العودة، يمكن جنيه أواخر الشهر الجاري. وأضاف: "بحسب تقديراتي فإن الخسائر على امتداد المنطقة تفوق 100 مليون دولار".

ووصف مالك الحسن، من ريف حماة الشمالي ممارسات النظام والشبيحة بالانتقامية قائلاً: "النظام أرسل مرتزقته لينهبوا بيوتنا ويعفشوها، وكما جرت العادة لم يتركوا فيها شيئاً، وذهبوا أيضاً إلى أبعد من ذلك، وأحضروا عمالاً واقتلعوا محاصيل البطاطا في بلدة 
كفرنبودة ومناطق كثيرة غيرها، وهذه الأفعال ليست بعيدة عن هؤلاء القتلة والمجرمين، لكن المدى الذي وصلوا إليه جعل منهم مرتزقة ولصوصاً لا أكثر".

وتابع الأربعيني حديثه لـ"العربي الجديد" بالقول: "نحن الآن نازحون لكن لدينا أمل بالعودة لريف حماة، وزراعة أرضنا والعيش من جديد فيها رغم كل الظروف، ونطالب كل من يدعي الإنسانية أن ينصفنا من هؤلاء المجرمين والغزاة".

وتستمر حركة النزوح من المدن والبلدات الواقعة في ريف إدلب الجنوبي باتجاه مناطق أكثر أمناً، مع تجاوز عدد النازحين 600 ألف نسمة وسط تواصل حملة القصف التي شنّها النظام السوري بدعم روسي على المنطقة المنزوعة السلاح.
المساهمون