هجمات "بوكو حرام" تطيح أحلام اقتصاد نيجيريا في النمو

02 يوليو 2014
أعمال العنف في نيجيريا(سترانغر/فرانس برس/getty)
+ الخط -

 
ساهمت أعمال العنف التي تشهدها نيجريا الى تراجع نسب النمو، بعدما خطفت لقب أكبر اقتصاد للقارة السمراء من جنوب إفريقيا، وقد تسببت أعمال العنف والحوادث العرقية التي تشهدها البلاد في تضرر قطاعات اقتصادية مختلفة أبرزها القطاع الزراعي، بالاضافة الى ذلك، فإن مخاوف عديدة بدأت تظهر في تراجع حجم الاستثمارات المباشرة الاجنبية بالبلاد مع تنامي هذه النوعية من الاحداث.

وقالت وزيرة مالية نيجيريا، نجوزي اوكونجو ايويلا، إن : حملة العنف التي تشنها جماعة "بوكو حرام" المتشددة ستبطىء نمو اقتصاد البلاد هذا العام مع توقع أن يتقلص النمو بمقدار نصف نقطة كما حدث العام الماضي".

تأثير عمال العنف

وأبلغت ايويلا رويترز في مقابلة أجرتها الوكالة معها، أمس الثلاثاء، أثناء زيارة لبرلين، أن الحكومة تتوقع نمواً بحوالي 6.75% هذا العام، بانخفاض نصف نقطة بسبب تأثير التمرد، وساهمت أعمال العنف في انخفاض قيمة الاستثمارات الاجنبية المباشرة، لافتاً الى أن اقتصاد نيجيريا حقق نمواً بلغ حوالي 6.4 % العام الماضي، وأن معظم التأثير الاقتصادي للهجمات المتشددة كان على الزراعة في شمال شرق البلاد".

وتسعى الوزيرة للحصول على دعم نظيرها الألماني لإنشاء بنك نيجيري جديد للتنمية لتحسين التمويل للمشاريع الخاصة الصغيرة والمتوسطة الحجم والتي قد تصبح "محركا للنمو" مع سعي البلاد لتنويع اقتصادها للتقليل من الاعتماد على النفط.

الاقتصاد النيجيري

 

يعد اقتصاد نيجيريا، الواقعة غربي إفريقيا الأضخم في القارة السمراء، إذ بلغ الناتج المحلي الإجمالي 510 مليارات دولار في عام 2013، ما ساهم في رفعها الى المرتبة 26 في لائحة أكبر اقتصادات العالم، والمركز الاول في اقتصاد القارة السمراء.

ويعتمد الاقتصاد النيجيري على إيرادات النفط الذي يمثل نحو 80٪ من الايرادات لخزينة الدولة، وتعد نيجيريا أكبر جاذب للاستثمار الأجنبي المباشر فى إفريقيا، رغم المشاكل التي تجابه المستثمر كانتشار الفساد وسرقات النفط التي تكلف البلاد نحو 20 مليون دولار يوماً فضلاً عن أعمال العنف في شمالي شرق البلاد.

وتتمتع نيجيريا بموارد طبيعية متنوعة، وأكثر من نصف أراضيها صالحة للزراعة والرعي، ولكن المساحة المستغلة في زراعة المحاصيل، لا تتجاوز 15% من المساحة الكلية، وتحتل نيجيريا مركزاً متقدماً بين الدول الكبرى المنتجة للكاكاو، وزيت النخيل، والفول السوداني والمطاط.

ويحتل النفط المركز الأول من بين الموارد الطبيعية في نيجيريا، من حيث الدخل القومي، وتوجد حقول نفط واسعة في جنوب نيجيريا، بالإضافة إلى بعض الحقول البحرية في خليج غينيا، كذلك توجد في هضبة جوس في أواسط نيجيريا مناجم مهمة للقصدير، والكولمبيت، وهو معدن يستخدم في إنتاج أنواع معينة من الفولاذ، وتشمل الموارد الطبيعية الأخرى المهمة في نيجيريا: الفحم الحجري، وخام الحديد والرصاص، والحجر الجيري، والغاز الطبيعي والزنك.


الأرقام تختلف عن الواقع

 يعيش في نيجيريا أكثر من 170 مليون مواطن، أكثر من 80% منهم يعيشون تحت خط الفقر، بمعدل دولار واحد يومياً بحسب إحصاءات البنك الدولي، فيما يعيش 20% في الثراء الفاحش، ما ساهم في خلق مشاكل اجتماعية عميقة ولدت اضطرابات في العديد من المناطق.

وبحسب تقرير مكتب الاحصاءات الوطني، يسجل الفقر أعلى

مستوياته في شمال غرب البلاد، إذ وصلت نسبة السكان التي تعيش بأقل من دولار في اليوم إلى 70.4 % العام 2010، فيما تسجل أدنى المستويات في جنوب غرب البلاد (50.1).

وأوضحت المستشارة لدى البنك الدولي في مسائل الحد من الفقر، ياميسي رانسومي - كوتي أن مشكلة نيجيريا ترتبط جزئياً ببنيتها الإدارية، حيث يقدر دخل أعضاء البرلمان النيجيري بأكثر من مليون دولار سنوياً ما بين الأجور والتعويضات.

كما يواجه الاقتصاد النيجيري تحديات أخرى تتعلق بالبنية التحتية، وتردي شبكات الاتصال، والانقطاع المستمر في التيار الكهربائي، وضعف الخدمات العامة، ما ساهم في انتشار البطالة بين الشباب النيجيري.

دلالات
المساهمون