هاشم حنون.. عمّان ومدن أخرى صالحة للحنين

04 اغسطس 2018
من المعرض، هاشم حنون/ العراق
+ الخط -
يزور الفنّان التشكيلي العراقي، هاشم حنّون (1957)، عمّان كل سنتين، المدينة التي كان مقيماً فيها منذ عشرة أعوام، قبل أن يهاجر إلى كندا. عاد حنّون للإقامة فيها مجدّداً منذ أربعة أشهر. وخلال هذه الفترة، رسم أعمالاً حاول فيها التقاط "روح" المدينة.

إنها مدينة العبور، محطّة قبل الوصول إلى مستقرّ، هكذا ينظر كثير من المثقّفين والفنّانين والكتّاب الذين مرّوا بها نتيجةً لأسباب سياسية، أو بسبب الحروب، أو حتى بدافع شخصي؛ بحثاً عن مكان جديد.

عرفت المدينة هجرات مختلفة في القرن العشرين، من أبرزها ربما نزوح المثقّفين العراقيين إليها في فترتَي حرب الخليج الأولى والثانية. وقد شكل هؤلاء حالة فنّية تأثّرت بها الأوساط الإبداعية؛ من شعرٍ وتشكيل ونقد وصحافة ثقافية.

ويبدو أن فترة إقامة حنّون فيها تركت أثراً عميقاً في نفسه. يقول، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن "عمّان عند الكثير من الناس هي مجرّد مدينة خالية من الجمال، بينما هي عكس ذلك تماماً بالنسبة إليّ. رسمتُ اللوحات وفاءً لها وحنيناً إليها".

الأعمال التي أسفرت عنها الأشهر الأربعة الماضية سيضمّها معرض بعنوان "مدن الحنين" يفتتح في غاليري "دار الأندى"، مساء بعد غدٍ الإثنين، السادس من آب/أغسطس الجاري، ويتواصل حتى 27 منه، ومن بينها عشر لوحاتٍ موضوعها منطقة وسط البلد في عمّان.

لا تبدو عمّان في لوحات حنّون مدينة رمادية كما هي في الواقع. وسط البلد المترَب والرمادي وأبنيته القديمة المتّسخة تتحوّل إلى منطقة مليئة بالألوان والحيوية البصرية والتنوّع بين البرتقالي والأصفر والأزرق. إنها مدينة مزهرة كما لو أن الأبنية فيها جزء من مشهد طبيعي خلاب، أو هي هكذا في نظر التشكيلي.

يُوضّح بخصوص حيوية الألوان والمزاج: "حاولتُ تقديم أعمال فيها شيء من التجريد، وفيها حداثة وتصرّف. رسمت عمّان من وجهة نظري كفنّان وليس كما يشاهدها الآخرون. هنا يدخل عامل جمالية الألوان وتوظيفها لصالح إنجاح العمل، حيث يجد المتلقّي المدينة بشكل آخر، في غاية في الجمال، بينما يعيش فيها يومياً ولا يحسّ بذلك مثلما جسّدته".

تلتقط اللوحات زوايا محدّدة؛ سنجد لوحةً للمدينة من جهة جبل اللويبدة، من الشارع الصاعد إلى الدوار الأول، وأخرى لمطعم هاشم، وثالثة لمقهى جفرا، ورابعة لمكتبة الجاحظ أسفل الفندق الذي يحمل علامة الساعة "رولكس" كما يصفها الفنّان، وشارع الذهب أو الشابسوغ.

لكن ماذا يربط عمّان بالمدن الأخرى المرسومة حيث تظهر في الأعمال قريبة من بعضها؟ يُجيب هاشم حنّون: "من عنوان المعرض، يظهر أن موضوعه هو المحبّة والعشق والحنين إلى المدن التي أحبّها، وكانت لي تجربة مع مدن في كندا، حيث رسمت فانكوفر وفكتوريا، ومدينة ونبك، وقد رسمتها بنفس الإحساس الذي رسمت به عمّان. رسمتها من خيالي، وربما هي قريبة من عمّان".

المساهمون