اعتبر الرئيس اليمنيّ، عبدربه منصور هادي، أن ما أعلنه الانقلابيون في صنعاء، هو "حكومة مسخ ميتة"، تثبت موقفهم الفعليّ من مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وقال إن يد السلام ما تزال ممدودة شرط أن يعود الانقلابيون عن "غيّهم"، وأكد أنهم لن يتخلوا عن حق الشعب في إنهاء الانقلاب كلياً.
جاء ذلك في كلمة وجهها الليلة، بمناسبة احتفال البلاد بالذكرى التاسعة والأربعين للاستقلال من الاستعمار البريطاني، الذي كان يحتل عدن ومدناً أخرى جنوب اليمن، حيث قال هادي "في مثل هذا اليوم من عام 1967 كانت هذه المدينة الصامدة والباسلة (عدن) تحتفي وتزهو برحيل آخر جنديّ من جنود الاحتلال البريطانيّ، وكانت تلك اللحظة موعداً لاعتراف العالم بميلاد جمهورية اليمن الديمقراطية، تتويجا لنضالات شعبنا وتضحياته في ثورته التي انطلقت في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1963".
وقارن هادي الاستقلال من الاستعمار، بمعركة تحرر عدن، في العام الماضي، من مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائهم الموالين للرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح. مضيفا: "ما أشبه الليلة بالبارحة، فالذين لم يقرأوا التاريخ وقعوا ضحايا جهلهم، فعاقبهم الشعب كما عاقب سابقيهم، وتلك هي سنّة الشعب في المستبدين والطغاة، غادروا المدينة صاغرين، ومثلما رحل السابقون رحل اللاحقون، وبقيت المدينة تحفظ ذكرياتهم الكريهة على جدران
البيوت، وها هي عدن تتنفس من البحر، وتستظل بالسماء، وتستعيد حريتها ونقاءها".
وأضاف "إننا اليوم بإذن الله، ومن عدن التاريخ، على موعد جديد وتاريخ جديد للمنطقة، بعيدا عن التدخلات والأطماع الفارسية والطائفية، التي أصبحت تهدد أمتنا وتاريخنا وحضارتنا".
وخاطب الانقلابيين: "أيها الواهمون، لقد حان أن تعرفوا عظمة الشعب، وأن اليمن أكبر بكثير من سلالة أو عائلة أو جماعة أو مذهب أو قبيلة، متى ستدركون أن الأرض تنقص من تحتكم، وأنكم، منذ شهور كثيرة، لم تطعموا سوى الهزيمة والخسارة.
وعلق هادي على إعلان الحوثيين وحلفائهم ما سمّوها "حكومة الإنقاذ الوطني": "إننا ومع ترحيبنا الدائم بالجهود الدولية، نطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بأن يكونا أكثر جدية في تطبيق قراراتها وتعزيز فرص الأمن والسلم في اليمن، لأن التراخي تجاه العصابات والمغتصبين عمل غير لائق، بل يمدها بالغيّ في انقلابها وممارساتها".
وتابع "بينما كانت المشاورات توشك على التوصل لاتفاق في الكويت، قامت العصابات بإعلان ما يسمى بالمجلس السياسي (يوليو/تموز الماضي) في تحدٍ واضح للمجتمع الدولي، واليوم يعلن الانقلابيون تشكيل حكومة مسخ ميتة، هي في الحقيقة إثبات لموقفهم الفعلي والعملي من المشاورات بشكل واضح، ولسوء نواياهم تجاهها، وعدم جديتهم نحوها، وهم بذلك يقضون على ما تبقى من أمل في مسار المشاورات، وينسفون كل جهود الحوار والسلام".
ومع ذلك: "ما زالت الأيدي مفتوحة للسلام، شرط أن تعودوا عن غيّكم، وتسلموا بقرار الشعب، وتحترموا إرادة الأمة اليمنية التي صاغتها، حروفا وكلمات، في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". و"إننا وبقدر ترحيبنا واستجابتنا لكل هذه الجهود (الدولية للسلام) فإننا نؤكد أيضا أننا لن نخذل أحلام شعبنا، ولن نتخلى عن حقه في إنهاء الانقلاب كلياً واستعادة دولته وكرامته، ومحاسبة قاتليه وتنفيذ ما صدر بحقهم من قرارات، وفي مقدمتها القرارات الأممية".