هادي البحرة

03 فبراير 2014
+ الخط -

"علينا التعلّم بأن نبني من حيث وصل الآخرون. البناء لا يبدأ دائماً من الصفر لأن عملية بناء أي شيء هي عملية تستخدم علوماً و قواعد في مختلف المجالات تراكمت عبر السنين". هكذا ينظر كبير مفاوضي المعارضة السورية في جنيف إلى مسألة بناء سوريا الجديدة. المهندس الصناعي، الدمشقي المولد (1959) بات، منذ الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير متحدّثاً باسم، وحاملاً لتطلعات، الملايين من السوريين الذين ثاروا ضد نظام الأسد.

بعد سنوات ثلاث من عمر الثوّرة السوريّة يرى البحرة، في إحدى مقالاته، أنّ الثوّرة التي بدأت سلميّة قد أُجبرت على أن تأخذ منحى الحرب الأهليّة ثمّ الصراع المذهبي الإقليمي. وعن سؤال "إلى أين نمضي؟"، الذي يطرحه البحرة في المقال ذاته، لا يتردد كبير مفاوضي المعارضة السوريّة في اعتبار أنّ "من يتحكم بالمسار حالياً هو اسرائيل عبر تفاهم مباشر مع أوباما ومجموعة من دائرة البنتاغون".

مستفيداً من الدروس التي شهدتها المنطقة على مدى قرن، منذ انهيار الإمبراطوريّة العثمانيّة، يرى البحرة أنّ "التاريخ يكتبه الأقوياء ومن يستعد منهم لاستخدام القوة ووضع كل ثقله خلف دعم أهدافه لتحقيق مصالحه الوطنية أما من يتردد في ذلك، فعليه أن يقبل بما سيملى عليه لاحقاً من نتائج وتسويات تفرض".

عضو الهيئة السياسيّة في "الائتلاف" الوطني المعارض، حاصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة "ويتشتا" في الولايات المتحدة الأميركية. قضى معظم عمره المهني في المملكة العربيّة السعوديّة متنقّلاً بين شركات مختلفة:

المدير التنفيذي لمستشفيات عرفان وباقدو في جدة في الفترة بين 1983-1987

المدير التنفيذي لشركة الأفق للتطوير التجاري في الفترة بين 1987-2003

المدير العام لشركة الأفق العالمية للمعارض بين عامي 2004-2005،

وأخيراً، المدير التنفيذي لشركة تكنو ميديا من 2005 وحتى الآن.

في السادس من آب/أغسطس العام الماضي، انضمّ البحرة إلى قوى المعارضة السوريّة بصفة رسميّة. وظّف خبرته في مجال أنظمة الاتصالات وتكنولوجيا العرض، وفي كل ما يتعلق بالإنتاج الإعلامي، وتنظيم المؤتمرات، في خدمة الثورة السورية منذ اندلاعها، حيث ساهم في تأسيس مجموعات دعم وتنسيق التواصل بين الداخل ووسائل الإعلام، كما ساهم في النشاط الإعلامي والإغاثي والسياسي للثورة.

يكتب هادي البحرة على صفحته على (فايسبوك) "سياسة التجويع أو الاستسلام التي يتبعها النظام هي جريمة حرب وفق القانون الدولي وكل من شارك بفرضها أو أمر بها يحاسب كمجرم حرب". ورغم الفشل في تحقيق فك الحصار عن حمص إلاّ أنّها تبقى، بالنسبة له، "في العقل والقلب" فهي "عاصمة الثوّرة".

جولة جديدة من المفاوضات ستكون بانتظار الرجل الذي اتبع دورات في فن التفاوض. العاشر من شباط/فبراير هو الموعد المبدئي لابن مدينة الياسمين كي يدافع، مجدداً، عن حلم سوريين كُثر بسوريا من دون آل الأسد... فهل ينجح؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المساهمون