هاجس خفض الوزن... سقوط في فخّ الاستغلال

04 نوفمبر 2019
يقوم اختصاصيو التغذية أحياناً باستغلال قلّة الثقة (Getty)
+ الخط -
يلاحَظ أن بعض الذين يسعون إلى خفض أوزانهم، يكونون في حالة يأس، ويبحثون عن أي وسيلة متوافرة لتحقيق هذه الغاية. فقد بات معروفاً، بحسب اختصاصية التغذية نور الصايغ، أن كثراً يدخلون في دوامة الحمية ويجدون صعوبة في التخلص منها، ما يدفعهم إلى اليأس، وإلى الإصرار على إيجاد أي وسيلة تحقق لهم غايتهم بالتخلص من الكيلوغرامات الزائدة. "تتملّك هؤلاء الأشخاص رغبة لا تقاوم لخفض أوزانهم، لاعتبار أن مساعيهم الكثيرة الفاشلة تسبب لهم الاكتئاب ومشاكل نفسية عديدة، وقلة ثقة بالنفس. هم يبحثون عن أيّ وسيلة متاحة، وقد يصدقون كل ما يمكن أن يقال لهم في هذا الإطار، سواء كان من مصدر موثوق أم لا"، تقول الصايغ.

كثر يستغلون هذا النوع من المواقف، بحسب الصايغ، ومنهم وللأسف الشديد اختصاصيون في التغذية، لا يترددون في استغلال قلّة الثقة لدى البعض، وحرصهم على خفض أوزانهم بسرعة، أيّاً كانت الوسيلة المتاحة، بسبب شعورهم باليأس، لأهداف تجارية. تبرز هذه الحالات بشكل خاص عندما يكون الشخص المعني قد حاول كثيراً خفض وزنه، وباءت محاولاته كلّها بالفشل. قد يكون الحل بالنسبة لبعض اختصاصيات التغذية اللجوء إلى الأدوية لإرضاء هذا الشخص، حتَّى يتمكَّن من خفض وزنه كما يرغب. علماً أن هذا يُعتبر ممنوعاً على كافة اختصاصيي التغذية، بحسب الصايغ، إذْ يمنع عليهم وصف الأدوية.

وبدلاً من اللجوء إلى الأدوية في هذه الحالة لإنجاح عملية خفض الوزن، يمكن أن تعمل اختصاصية التغذية على البحث عن الأسباب التي تمنع الشخص من خفض وزنه. إذْ يمكن أن تؤدي التكيّسات في المبيض إلى منع عملية خفض الوزن لدى الفتاة. وهنا، لا بد من توجيهها في هذه الحالة إلى طبيب اختصاصي في الأمراض النسائية، باعتبار أنه لا يحق لاختصاصية التغذية أن تصف أي دواء، أياً كان نوعه، وإن كان بهدف خفض الوزن. وقد يكون الكسل في الغدة أو المشكلات فيها العائق الذي يمنع عملية خفض الوزن. وفي هذه الحالة، من الضروري توجيه المريض إلى طبيب اختصاصي في أمراض الغدد والسكري، لمعالجة المشكلة بوصف العلاج المناسب.

وتصف بعض اختصاصيات التغذية حقناً بهدف خفض الوزن وحرق الدهون، ليشعر الشخص بالرضى عن النتيجة التي يحققها. "صحيح أنَّ هذه الحقن متوافرة في الصيدليات، وهي معروفة. لكن لا يحق لنا كاختصاصيات تغذية أن نصفها أو نجريها. لهذه الحقن آثار جانبية عديدة، لكن في كل الحالات لا يحقُّ لنا اعتمادها، بل يمكن لطبيب الصحة العامة أو الطبيب الاختصاصي في أمراض الغدد والسكري أن يجري فحص الدم الشامل للمريض، ويحدد ما إذا كانت هذه الحقن مفيدة له ولا تضر به. علماً أن هذه الحقن تؤثر على الشهية وقد تسبب الغثيان والإسهال. كما أن لها آثاراً على الهرمونات كالأنسولين. ولا يمكن لاختصاصية التغذية أن تتدخَّل بها". وفي السياق، قد تلجأ بعض اختصاصيات التغذية إلى وصف فيتامينات ومعادن بهدف خفض الوزن. علماً أنه في الواقع، بحسب الصايغ، ما من فيتامين يمكن أن يخفض الوزن. وقد تكون اختصاصية تغذية قد أقنعت بعض الأشخاص بأنها قادرة بهذه الطريقة على خفض أوزانهم، رغم عدم إمكان حصول ذلك. من جهة أخرى، نسمع غالباً أيضاً عن العقاقير التي يتم وصفها على أنها تساعد على قطع الشهية. ومن الطبيعي أن يتأثر أيّ شخص يسعى إلى خفض الوزن بذلك أكثر، عندما تصفها اختصاصية تغذية. ثمة عقاقير كثيرة يتناولها البعض لهذه الغاية، لكن في الواقع لهذه الأدوية آثار جانبية كثيرة، منها تسارع دقات القلب والصداع والتوتر، وبالتالي يجب عدم وصفها لآثارها السلبية الكثيرة.
المساهمون