ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه خلال الشهر الماضي، حينما احتفل زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، بإطلاق بلاده لصاروخ جديد، كان يحيط به فريق من أبرز العلماء والمسؤولين، دون أن تحدد أسماءهم وسائل الإعلام المملوكة للدولة، لكن سبق لهم جميعا الظهور سابقا مع كيم. وصفتهم بـ"رجال الصواريخ"، نسبة إلى لقب كيم الذي يطلقه عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "رجل الصاروخ" (Rocket man).
الصحيفة الأميركية أشارت إلى أن هؤلاء الأشخاص، المعروفين بألقاب مثل "الثنائي النووي" و"الرباعي الصاروخي"، قاموا بتطوير صاروخ باليستي عابر للقارات يبدو أنه قادر على استهداف أي مدينة بالولايات المتحدة الأميركية، ما اعتبرته "نيويورك تايمز" إنجازا علميا خارقا بالنسبة للبلاد الأكثر عزلة في العالم.
وفيما نقلت "نيويورك تايمز" أن كيم، البالغ 33 عاماً، لم يخف عدوانيته في تعزيز قبضته على السلطة، بعد قيامه بإعدام أعداد كبيرة من المسؤولين البارزين، بمن فيهم خاله، توقفت الصحيفة عند المعاملة الخاصة التي يخص بها العلماء التابعين للنظام، إذ يغدق عليهم المحفزات والثناء، جاعلا منهم أبطالا لدى الرأي العام ورموزا للتقدم الوطني.
وذكرت الصحيفة، في هذا الإطار، أنه بعد أربعة أعوام على وصوله للحكم في 2011، قام زعيم كوريا الشمالية بافتتاح شارع بست مسارات في العاصمة بيونغ يانغ، يعرف بشارع علماء المستقبل، ويضم شققا داخل أبراج سكنية للعلماء، والمهندسين، وعائلاتهم.
وأضافت أنه افتتح أيضا مركبا أرضيا يحاكي صورة الذرة، وذلك لعرض إنجازات البلاد في قطاع العلوم النووية، موضحة أنه يتم تنظيم حفلات باذخة للاحتفال بالتقدم العلمي.
كما لفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه بعد كل تجربة ناجحة، يتم الاحتفاء بالعلماء والمهندسين من خلال مسيرات تجوب الشوارع، وفي طريق عودتهم إلى بيونغ يانغ يمرون في مواكب أمام الحشود المحتفية بهم.
وفي ما يخص أسماء الفريق النووي الذي عهد إليه كيم تطوير برنامج بيونغ يانغ النووي والصاروخي، قالت "نيويورك تايمز" إن شخصين من "الرباعي الصاروخي" هما عالمان، وفق وسائل إعلام كوريا الشمالية.
الأول يدعى جانغ شانغ ها، ويبلغ 53 عاما، ويشغل منصب رئيس الأكاديمية الوطنية لعلوم الدفاع.
أما الثاني فيدعى جون ال هو، ويبلغ 61 عاما، ويعرف بصفته "مسؤولا في مجال البحث العلمي".
وبالنسبة لباقي الفريق الذي يشكل رأس الحربة النووية لكوريا الشمالية، فنقلت الصحيفة أسماءهم كالتالي:
- ري بيونغ شول: قالت الصحيفة إنه يبدو المسؤول الأعلى درجة داخل "الرباعي الصاروخي". كان في السابق قائدا للقوات الجوية، ويشغل منصب النائب الأول لمدير قسم التجهيزات الصناعية التابع لحزب العمال الحاكم.
- كيم جونغ سيك، يبلغ 49 عاما، وبدأ في الظهور رفقة كيم جونغ أونغ في فبراير/ شباط 2016، ولديه تكوين في الهندسة. تزامن بروز اسمه مع تسارع تجارب الصواريخ. لكن الصحيفة أشارت إلى أنه هو وري بيونغ شول لم يحضرا خلال التجربة الصاروخية التي أجريت الشهر الماضي.
- ري هونغ سوب، يشغل منصب مدير معهد كوريا الشمالية للأسلحة النووية، ويبدو أنه أحد أبرز الوجوه ضمن البرنامج النووي لبيونغ يانغ. تم وضع اسمه ضمن القائمة السوداء الخاصة بالأمم المتحدة منذ العام 2009.
- هونغ سونغ مو، كبير المهندسين السابق داخل المركب النووي يونغبيون، الذي يعد مهد برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.
وفي سياق المعاملة الخاصة التي يخصصها كيم لفريقة النووي، قالت "نيويورك تايمز" فإن الزيارة السنوية التي يجريها زعيم كوريا الشمالية إلى ضريح جده يعد الطقس الاحتفالي الأهم داخل النظام، مشيرة إلى أن "الرباعي الصاروخي" شاركوا في هذا الحدث شهر يوليو/ تموز الماضي، ما يجسد المكانة العالية التي يحظون بها.
كما أضافت أن الخبراء الذين يطورون الصواريخ ظهروا في صور وهم يتشاركون السجائر مع الزعيم الكوري الشمالي خلال التجربة الصاروخية التي تمت الشهر الماضي، وهو ما يعتبر امتيازا لا يمكن تخيله داخل بلاده يصور فيها كيم جونغ اونغ كأنه أحد "الآلهة".
ونقلت "نيويورك تايمز" أنه بعد كل تجربة ناجحة يتم تصوير كيم وهو يقبل العلماء، فيما يظهر بعضهم والدموع في عينيه. كما اعتبرت الصحيفة أن الصورة الأكثر غرابة كانت شهر مارس/ آذار، حين قام كيم بحمل مسؤول لم تحدد هويته على ظهره، أثناء الاحتفال بنجاح تجربة على محرك صواريخ جديد.