نينوى وما ضاع منها

30 أكتوبر 2018
شهدت نينوى تدمير أكثر من 59 كنيسة Getty)
+ الخط -
طالب ممثلون عن مسيحيي محافظة نينوى شمالي العراق، الحكومة العراقية الجديدة، بالتحرك الفوري من أجل إعادة الآثار التي سرقت من الكنائس والأديرة الموغلة بالقدم في المحافظة، والتي تعرضت للنهب والتدمير خلال احتلال تنظيم داعش لمدن شمال وغرب العراق منتصف عام 2014.
ووفقاً لمسؤولين محليين في مدينة الموصل، العاصمة المحلية لمحافظة نينوى، فإن العشرات من الكنائس والأديرة والمواقع الدينية التاريخية المسيحية نهبت من قبل إرهابيي داعش، أو شبكات تهريب آثار، وبيعت خارج العراق بأسعار خيالية، بينها كتب ومخطوطات قديمة جداً.
وقال المطران يوسف توما، رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للعراقيين الكلدان، إن نينوى وحدها شهدت تدمير أكثر من 59 كنيسة وديراً مسيحياً، وسرقت آثار كثيرة. واليوم، أخلاقياً، يجب أن تعاد كل الآثار إلى مكانها وأن تتولى المنظمات الدولية أيضا هذه المهمة.
وأضاف لـ"العربي الجديد"، أن "العراق يمتلك ثروة لا تقل أهمية عن النفط، وهي السياحة الدينية والأثرية، لكننا لا نملك ثقافة الترويج والحفاظ على هذه الآثار، ولا نعرف قيمتها إلا بعد قيام "داعش" بتفجيرها وسرقة ما سرقه من الآثار والنفائس منها".
سركون بولص، وهو أحد القساوسة في نينوى أوضح لـ"العربي الجديد"، بأن بعض ما سرق من كنائس نينوى وأديرتها لا يمكن أن يقدر بثمن ولا يصلح لتقييمه مادياً، فهناك آثار ومخطوطات وتحف ونفائس غير موجودة في أي مكان في العالم، وسرقها "داعش" وباعها واليوم يجب أن تعاد، وهذه المهمة تقع على عاتق الحكومة العراقية أولا ثم المجتمع الدولي.
مشيراً إلى أن العراق بحاجة إلى استصدار قرار دولي يعتبر كل ما سرق من آثار ولقى وتحف عراقية بعد عام 2003 وتحديداً بعد اجتياح داعش لشمال وغرب البلاد مواد ممنوعة ويجرّم حاملها وبائعها وشاريها أيضا.
ويتابع: "للأسف، نسمع بين حين وآخر عن مزادات هنا وهناك فيها جزء مما تم سرقته لكن لا أحد يلتفت في بغداد ولا يتحرك أحد أيضاً نحوها"، مؤكداً أن من بين ما تم سرقته هناك أكثر من 500 قطعة مهمة ونفيسة.
من جهته، قال الضابط في شرطة محافظة نينوى سعد عبد الجبار، إن "قوات الشرطة المحلية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية تمكنت خلال العام الحالي من اعتقال 10 أشخاص يقومون بعمليات تهريب وبيع وتداول الآثار وجميعها آثار مسيحية جرى سرقتها من الكنائس والأديرة في فترة سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة، إذ تم ضبط قطع أثرية وأختام وجرار ومخطوطات تعود للقرون الأولى لولادة السيد المسيح، ومعظمها سرق من الكنائس في نينوى".
وأضاف في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم اعترفوا أنهم اشتروا القطع من عناصر كانت تابعة لتنظيم داعش الإرهابي الذي كان يمول عناصره من بيع الآثار وفرض الأتاوات قبل السيطرة على نينوى"، لافتاً إلى أن ما تم تهريبه خارج العراق أكثر مما هو موجود اليوم داخله.
من جهته، قال أحد المختصين والعاملين في آثار وتراث نينوى، عبد الله الجبوري، في تصريح لـ" العربي الجديد"، إن "الدمار الذي طاول آثار نينوى يعتبر الأكثر دماراً عبر العصور القديمة والحديثة وأي احتلال وغزو في العصور السابقة لم يفعل ما فعله عناصر تنظيم داعش الإرهابي فهو تنظيم دخل لتنفيذ أجندات معلومة وهي تدمير الحضارة العراقية وسرقة مواقعه التاريخية ونهب وسرقة نفطه".

وأكد أن أكثر من 30 موقعاً تاريخياً وأثرياً في نينوى طاولها الضرر. وفي ما يخص المسيحيين، فإن مواقع تصل إلى 12 موقعاً مهماً جرى تدميره وسرقة ونهب آثاره من قبل تنظيم داعش الإرهابي، وهناك جماعات ومافيات دولية كانت تتولى إدارة هذا الملف في وقت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي".
المساهمون