نياندرتال.. حول إنسانية الإنسان البدائي

يحلل المحاضر العمق التاريخي لبقايا أحفورية للإنسان الأول، ويتناول التفسيرات الاجتماعية والعلمية والخيالية التي تدور وتقال حول الإنسان البدائي.

كما ينظم المتحف حالياً معرضاً بعنوان "نياندرتال" يتواصل حتى السابع من كانون الثاني/ يناير 2019، والذي يتضمن قطعاً من الأحافير حول الإنسان البدائي، والتي يمكن من خلالها الإجابة على أسئلة من نوع من هو الإنسان البدائي، وماذا كان يشبه؟ وكيف عاش؟ وماهي طقوسه؟ ولماذا اختفى؟ كما يعرض المتحف مجموعة من المنحوتات المعاصرة التي أعادت تخيل الإنسان البدائي بعد الاكتشافات الأخيرة التي غيرت تصورات المؤرخين عنه.

عن المعرض تقول المؤرخة والقيمة على المعرض مارلين باتو ماتي، إن الـ نياندرتال لم يكن بالمتفوق ولا بالمتأخر على السلالة البشرية، لقد كان مختلفاً، وتضيف "لوقت طويل كان الإنسان البدائي يعتبر متأخراً عن السلالة البشرية، وأنه أقرب إلى أن يكون قرداً، لكن الآن وفقاً لما كشفت الدراسات فإنه كان صياداً ماهراً وحرفياً ذكياً، بل إننا نقول اليوم إنه امتلك أفكاراً رمزية وميتافيزيقة".

توضح ماتي "الإنسان البدائي كان رساماً يصور قصصاً وآثاراً معينة على الكهوف، وبعد ما اكتشف المؤرخون اليوم من رسوم في كهوف ألتاميرا الإسبانية القديمة وغيرها فإننا نقول إن الفن اكتشف من قبل هذا الإنسان البدائي".

وقد تم اكتشاف الكثير عن الـ نياندرتال مؤخراً بفضل تقنية جديدة هي اليورانيوم توريوم التي أتاحت اليوم تحديد تاريخ رسومات الكهوف، والرسومات الموجودة الآن عمرها لا يقل من ستين ألف سنة.

وعلى عكس التصور الشائع، لم يكن الإنسان الأول يأكل اللحوم النيئة، بل كان يأكل الخضروات أكثر واللحوم المطبوخة، وقد اكتشفت هذه المعلومات عن طريقة تقنية جديدة يمكنها قراءة ما يأكله الإنسان الأول من خلال بقايا الأسنان التي عثر عليها في الأحافير.

من جهة أخرى ينضمّ المتخف عند السابعة من مساء بعد غد السبت، إلى تظاهرة "ليل المتاحف" العالمية بسلسلة من عروض الأفلام الوثائقية، التي تتواصل حتى ما بعد منتصف الليل، ومن بينها "إنسان الكهوف" (1981) للمخرج كارل غوتليب، و"مليون سنة قبل المسيح" (1966) للمخرج دون شافي، وفيلم تحريك للعائلة يتناول معلومات حول الإنسان البدائي.