نوير من حارس مكروه إلى بطل لجماهير "بايرن ميونخ"

لم تكن علاقة الحارس المتألق مانويل نوير هي الأفضل مع جماهير فريق بايرن ميونخ، خاصة بعدما حرم الفريق البافاري من الفوز بالدوري الإلماني عام 2009، بعدما احتفل على ملعب أليانز أرينا فوز شالكة الذي كان يلعب له وقتها، وهو الفوز الذي ساهم في فقدان البايرن للبوندسليجا، وأطاح بمديره الفني وقتها يورجن كلينسمان.

ولم ينس نوير أن البايرن خطف من فريقه عام 2001 بطولة الدوري المحلي، فبالرغم من أن شالكة كان الأقرب لحصد اللقب، ينجح البايرن في حصد تعادل هام للغاية أمام هامبورج في الجولة الأخيرة من البطولة، ويحتفل وقتها الحارس الأسطوري للبافاري أوليفر كان، بالركض نحو أحد الريات الركنية ويزحف على الأرض ثم يخلعها ويلقيها في الهواء.

وفي عام 2009 ، وبالرغم من ان شالكة لم يكن ينافس على لقب الدوري في تلك الأثناء، إلا أنه لم يترك ثأر خطف البايرن للبطولة منذ 8 أعوام، ليحقق فوزا بهدف نظيف على ملعب أليانز أرينا، ليتأخر فريق كلينسمان إلى المركز الثالث، في الموسم الذي حصد خلاله فولفسبورج لقب البطولة، وأقيل على أثرها مدرب البافاري.

وبعد المباراة التي شهدت طرد لاعب من كل فريق والعديد من الإنذارات، ذهب نوير إلى نفس الراية الركنية التي احتفل عندها  منذ ثمانية أعوام، ليعيد نفس الاحتفال ويلقي الراية الركنية في الهواء، وسط صافرات استهجان بمعقل البايرن.

وبعد عامين يعلن البايرن التعاقد مع نوير مقابل 25 مليون يورو، ليحل بدلا من أوليفر كان الذي أعلن اعتزاله، وهي الصفقة التي لم تلق استحساناً وترحيب قطاع كبير من الجماهير بسبب ماضي الحارس المعادي للبايرن.

وفي المباراة الأولى مع الفريق كان الترحيب باللاعب بالطريقة التي لا يفضلها أي لاعب، فوجد في المدرجات العديد من اللافتات التي تؤكد أنه غير مرغوب به في صفوف الفريق، وكانت اللافتة الرئيسة تقول "قد تتصدى لكل الكرات، ولكن لن نتقبلك في هذا الفريق".

وبمرور أقل من عام تحول نوير من لاعب غير مرغوب فيه إلى أحد أهم نجوم الفريق، والفضل يعود إلى ريال مدريد، ففي السادس والعشرين من أبريل/نيسان 2012 كان البايرن يخوض إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام "الميرينجي" ووصل اللقاء للركلات الترجيح، وينجح نوير في التصدي لكرتي النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي ريكاردو كاكا، قبل ان يطيح المدافع سرخيو راموس بكرة أخرى إلى مدرجات سانتياجو برنابيو، ويتأهل البايرن إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

وكانت تلك المباراة هي السبب وراء تحول كره مدرجات البايرن لنوير، إلى عشق وتحوله إلى أهم نجوم الفريق حتى الآن تحت قيادة الإسباني بيب جوارديولا، وينتظر جميع محبيه معرفة أخبار عن جاهزيته للقاء من عدمها، بعد الإصابة العضلية التي لحقت به أمام بروسيا دورتموند في الدوري المحلي.