سرعة تعلّمي للغة السويدية أهمّ ما تمكنت من تحقيقه، وأنا اليوم على وشك إنهاء المرحلة الأخيرة من اللغة
نور مارتيني ابنة مدينة إدلب السورية، واحدة من نساء سوريات خطون على طريق النجاح متجاوزات الصعوبات في بلاد اللجوء. تقول نور (40 عاماً) لـ"العربي الجديد": "ولدت في إدلب، غير أنني عشت مرحلة الطفولة في حي الحمدانية الواقع على أطراف مدينة حلب. درست اللغة الإنكليزية في جامعة حلب، وعملت كمدرّسة، ومربية في رياض الأطفال، إلى أن انتهى بي المطاف في المركز الثقافي في إدلب، حيث تنقلت بين عدة مهام. في الوقت ذاته كتبت القصة القصيرة ولديّ مجموعتان قصصيتان مطبوعتان، وقد حصلت على عدة جوائز في هذا المجال، الأمر الذي مكنني من الدخول إلى عالم الصحافة، حيث نشرت عدة تقارير وتحقيقات ومواد مترجمة".
وعن مشاركتها في الثورة السورية توضح نور: "الثورة ليست قراراً تتخذه، أو مهنة تمتهنها، الثورة ببساطة هي عبارة عن موقف، ولهذا وجدتني أنحاز لأبناء بلدي، سيما وأنني كنت دائمة الانتقاد لكل المنظومات الخاطئة. انتسبت إلى تجمّع مثقفي ونقابيي المعارضة في بدايات الثورة عام 2011، وشاركت في اعتصاماته ووقفاته التضامنية. كنا يومها ثلّة من أبناء المحافظة ممن يحاولون أن ينقلوا نبض الشارع، وفي الوقت نفسه كنا نحاول أن ننأى به عن الانزلاق في هاوية التسليح، ولكن آلة القتل التي لم تتوقف، أسكتتنا جميعاً، فنجح النظام في جرّ المدنيين إلى حمل السلاح، وإجهاض حلمنا بتغيير سلمي، ونجح في تحييدنا وإقصائنا أيضاً".
تتابع نور: "حين غادرت سورية، كان الخيار الأقرب إلى المنطق أن أعمل في الصحافة والترجمة، فنشرت العديد من التحقيقات والمواد المترجمة. لم يكن خيار البداية من الصفر سهلاً، في بلد جديد. يزيد الموضوع تعقيداً وجود ثلاثة أطفال، أكبرهم في سنّ المدرسة، ناهيك عن عقبات اللغة. كل هذه العوامل، اضطرت زوجي لاتخاذ قرار الهجرة عبر قوارب الموت، فبقيت مع أولادي الثلاثة في أنطاكيا، فيما هاجر زوجي إلى السويد. عام وسبعة أشهر، كانت هي الفترة الأقسى في حياتي، إلى أن تمكنت من الهجرة إلى السويد، واجتمعت أسرتنا مرة أخرى".
اقــرأ أيضاً
عن التحديات التي واجهتها تقول: "هنا كانت التحديات أكبر، لغة جديدة، وأطفال يكبرون في بلد مختلف. كان عليّ أن أقدّم لهم نموذجاً يساعدهم على تخطّي كل هذه العقبات، فتمكنت من إنهاء المرحلة الابتدائية من اللغة خلال ثلاثة أشهر، وبدأت العمل قبل إتمام عامي الأول، عملت يومها في مجال السكرتاريا. تمكنت خلال عملي هناك من التقاء العديد من الشخصيات العامة، وتمكنت من كسر العديد من الحواجز الثقافية والاجتماعية، التي سهلت علي موضوع الانخراط في المجتمع السويدي. مكنني هذا العمل من التعرف إلى تجارب نساء لاجئات ينتمين إلى بلدان أخرى، فضلاً عن السيدات السوريات اللواتي كنت ألتقيهن، حيث أن عملي كان يقع في ضاحية غالبية سكانها من المهاجرين. لأنتقل بعد ستة أشهر، وقبل مضيّ سنة ونصف على وجودي في السويد، للعمل كمدرّسة لمادة اللغة السويدية، للطلاب المبتدئين، والذين هم في الغالب من اللاجئين أو طالبي اللجوء الذين لم يتمّ البت في أمرهم. كانت سرعة تعلّمي للغة السويدية هي أهمّ العوامل في ما تمكنت من تحقيقه، فأنا اليوم على وشك إنهاء المرحلة الأخيرة من اللغة السويدية بعد عامين ونصف فقط في السويد، كما حصلت على العضوية في شبكة الكتّاب والمؤلفين في مدينة أوربرو".
نور مارتيني ابنة مدينة إدلب السورية، واحدة من نساء سوريات خطون على طريق النجاح متجاوزات الصعوبات في بلاد اللجوء. تقول نور (40 عاماً) لـ"العربي الجديد": "ولدت في إدلب، غير أنني عشت مرحلة الطفولة في حي الحمدانية الواقع على أطراف مدينة حلب. درست اللغة الإنكليزية في جامعة حلب، وعملت كمدرّسة، ومربية في رياض الأطفال، إلى أن انتهى بي المطاف في المركز الثقافي في إدلب، حيث تنقلت بين عدة مهام. في الوقت ذاته كتبت القصة القصيرة ولديّ مجموعتان قصصيتان مطبوعتان، وقد حصلت على عدة جوائز في هذا المجال، الأمر الذي مكنني من الدخول إلى عالم الصحافة، حيث نشرت عدة تقارير وتحقيقات ومواد مترجمة".
وعن مشاركتها في الثورة السورية توضح نور: "الثورة ليست قراراً تتخذه، أو مهنة تمتهنها، الثورة ببساطة هي عبارة عن موقف، ولهذا وجدتني أنحاز لأبناء بلدي، سيما وأنني كنت دائمة الانتقاد لكل المنظومات الخاطئة. انتسبت إلى تجمّع مثقفي ونقابيي المعارضة في بدايات الثورة عام 2011، وشاركت في اعتصاماته ووقفاته التضامنية. كنا يومها ثلّة من أبناء المحافظة ممن يحاولون أن ينقلوا نبض الشارع، وفي الوقت نفسه كنا نحاول أن ننأى به عن الانزلاق في هاوية التسليح، ولكن آلة القتل التي لم تتوقف، أسكتتنا جميعاً، فنجح النظام في جرّ المدنيين إلى حمل السلاح، وإجهاض حلمنا بتغيير سلمي، ونجح في تحييدنا وإقصائنا أيضاً".
تتابع نور: "حين غادرت سورية، كان الخيار الأقرب إلى المنطق أن أعمل في الصحافة والترجمة، فنشرت العديد من التحقيقات والمواد المترجمة. لم يكن خيار البداية من الصفر سهلاً، في بلد جديد. يزيد الموضوع تعقيداً وجود ثلاثة أطفال، أكبرهم في سنّ المدرسة، ناهيك عن عقبات اللغة. كل هذه العوامل، اضطرت زوجي لاتخاذ قرار الهجرة عبر قوارب الموت، فبقيت مع أولادي الثلاثة في أنطاكيا، فيما هاجر زوجي إلى السويد. عام وسبعة أشهر، كانت هي الفترة الأقسى في حياتي، إلى أن تمكنت من الهجرة إلى السويد، واجتمعت أسرتنا مرة أخرى".
عن التحديات التي واجهتها تقول: "هنا كانت التحديات أكبر، لغة جديدة، وأطفال يكبرون في بلد مختلف. كان عليّ أن أقدّم لهم نموذجاً يساعدهم على تخطّي كل هذه العقبات، فتمكنت من إنهاء المرحلة الابتدائية من اللغة خلال ثلاثة أشهر، وبدأت العمل قبل إتمام عامي الأول، عملت يومها في مجال السكرتاريا. تمكنت خلال عملي هناك من التقاء العديد من الشخصيات العامة، وتمكنت من كسر العديد من الحواجز الثقافية والاجتماعية، التي سهلت علي موضوع الانخراط في المجتمع السويدي. مكنني هذا العمل من التعرف إلى تجارب نساء لاجئات ينتمين إلى بلدان أخرى، فضلاً عن السيدات السوريات اللواتي كنت ألتقيهن، حيث أن عملي كان يقع في ضاحية غالبية سكانها من المهاجرين. لأنتقل بعد ستة أشهر، وقبل مضيّ سنة ونصف على وجودي في السويد، للعمل كمدرّسة لمادة اللغة السويدية، للطلاب المبتدئين، والذين هم في الغالب من اللاجئين أو طالبي اللجوء الذين لم يتمّ البت في أمرهم. كانت سرعة تعلّمي للغة السويدية هي أهمّ العوامل في ما تمكنت من تحقيقه، فأنا اليوم على وشك إنهاء المرحلة الأخيرة من اللغة السويدية بعد عامين ونصف فقط في السويد، كما حصلت على العضوية في شبكة الكتّاب والمؤلفين في مدينة أوربرو".