نواكشوط تختنق بالحرّ وانقطاع الكهرباء

01 سبتمبر 2016
الجلوس على المقاهي يقتصر على الشبان والجاليات (العربي الجديد)
+ الخط -
تشهد موريتانيا موجة حر شديدة تتركز في العاصمة نواكشوط بالترافق مع فصل الخريف. وعادة ما يفضّل السكان المغادرة نحو البادية، فيما يبقى المرتبطون بأعمالهم تحت رحمة الحرارة المرتفعة. ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل يترافق مع انقطاعات متكررة في التيار الكهربائي، وارتفاع في أسعار أجهزة التكييف.

يصف الكوري ولد السيد، وهو أحد سكان حي تفرغ زينه، البقاء في العاصمة هذه الفترة بـ"السجن". يعقّب: "سكان العاصمة الآن مثل سجناء الحق العام خصوصاً في أثناء الليل حيث ضغط الأماكن المغلقة، وانقطاع الكهرباء بين لحظة وأخرى، وانتشار البعوض الذي يهددنا بخطر الملاريا، وقد أصيب بها ابني قبل فترة. أحياناً، أهرب بأسرتي إلى الشوارع نبحث عن مكان نجلس فيه. لا متنزهات مناسبة في العاصمة، لذلك، نخرج إلى منطقة شارع عزيز كلّ ليلة تقريباً، ونبقى إلى أن يحين موعد النوم، فنعود إلى المنزل".

تشتد موجات الحرّ في نواكشوط عادة في شهري أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول. وبالرغم من أنّ موسم الخريف يشهد تساقطاً للأمطار، لكنّ ذلك يتحول إلى نقمة بفعل عدم وجود نظام للصرف الصحي في نواكشوط. وبالتالي، تتحول العاصمة إلى بركة عائمة من المستنقعات والأوحال التي تهدد بنشر أمراض كالملاريا والحمّى النزفية.

يلجأ سكان نواكشوط إلى أجهزة التكييف لمواجهة الحر، لكن أكثر السكان فقراء لا يتمكنون من تحمل أسعارها. كذلك، فإنّ بعض الأحياء الشعبية غير مجهزة بكهرباء قوية كفاية لتشغيل المكيفات.

الغابر ولد حمود، مدرّس يسكن فى حي كافور فى مقاطعة عرفات في العاصمة، ابتاع جهاز تكييف بنحو 150 ألف أوقية (نحو 500 دولار). وبعد تشغيله بأيام تعطل بسبب ضعف الكهرباء فى الحي. بالنسبة إليه، توقف تماماً عن التفكير بشراء مكيف آخر في مثل هذا الوضع العبثي كما يقول لـ "العربي الجديد". هو استعاض عن التكييف بالنوم على سطح منزله. وبنى لاحقاً خيمة صغيرة على السطح قد تحمي أبناءه من الأمراض.

تشهد مناطق نواكشوط تفاوتاً في قوة الكهرباء وأسعارها. تصل الكهرباء إلى الأحياء الغربية بطاقة كبيرة لكن بأسعار مرتفعة، بسبب تصنيف تلك الأحياء على أنّها مناطق تجارية أغلب سكانها من الأغنياء. أما الأحياء الشرقية والجنوبية فتصل الكهرباء إليها ضعيفة. ويحتاج سكان هذه الأحياء إلى دفع مبالغ للشركة وعمالها لتقوية التيار كي يتسنى لهم تشغيل المكيفات.

تبقى الإشارة إلى أنّه بالرغم من ازدياد ظاهرة المقاهي في العاصمة خلال السنوات الأخيرة، إلاّ أنّ الإقبال عليها ما زال مقتصراً على الشبان، بالإضافة إلى الجاليات العربية والأجنبية فى نواكشوط.