نهب مستشفى يخدم 270 ألف شخص في جنوب السودان

12 يوليو 2014
الرعاية الصحية باتت شبه منعدمة في جنوب السودان (GETTY)
+ الخط -

في جنوب السودان البلد الذي يعيش حالة حرب، أُحرق المستشفى الذي تديره منظمة أطباء بلا حدود في بلدة "لير" ودُمر ونُهب بعدما كانت الأمهات يلجأن إليه مع أطفالهن النحيلين في هذه البلدة المحرومة من كل شيء والمقطوعة عن العالم.

وقامت فرق أطباء بلا حدود بإجلاء لير في نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي عندما كان السكان يفرون إلى الأدغال هرباً من المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين للسيطرة على هذه المنطقة الشمالية.

وتدور المعارك منذ ديسمبر/ كانون الأول في جنوب السودان الذي احتفل الأربعاء بالذكرى الثالثة لاستقلاله، بين قوات تابعة للرئيس سيلفاكير ميارديت والزعيم المنشق رياك مشار.

والعاملون في المنظمة الذين عادوا مطلع مايو/ أيار وجدوا المستشفى المجهز بـ120 سريراً، المركز الطبي الوحيد في المنطقة الذي دشن قبل 25 سنة، مدمراً جزئياً وقد تعرض للنهب.

وصرحت سابرينا شارمين منسقة مشروع "أطباء بلا حدود" في لير "أحرق المستشفى وتعرض للنهب والتخريب. لم نكن نعلم جيداً ما يمكننا القيام به، لكن عندما وصلنا كانت الحاجات ضخمة".

وكانت لا تزال تحت وقع الصدمة بسبب الأضرار التي لحقت بالمستشفى حيث كانت طبيبة بين عامي 2009 و2010.

وأحرق قسم الولادة والطوارىء والمستودع الذي تخزن فيه الأدوية والمعدات الطبية واللقاحات. كما أحرقت المكاتب التي كانت قائمة في حاويات ولم يبق منها سوى الرماد. وانهار سقف قسم من المباني ونهبت كل الأسرّة. ودمرت غرفة العمليات التي خضع فيها 400 شخص لعمليات جراحية في 2013.

وبعد تنظيف المستشفى أعادت فرق أطباء بلا حدود تشغيل ما يمكن تشغيله مثل بعض الخدمات الطبية. وقالت شابرينا شارمين في اليوم الأول "استقبلنا 800 طفل في مركز التغذية العلاجية وخلال أسبوع واحد بلغ عدد الأطفال 1400".

وأضافت "على سبيل المقارنة في 2013 استقبلنا 2300 طفل خلال السنة بكاملها. ولدينا 2500 طفل منذ 15 مايو/ أيار إلى اليوم".

وفي قسم التغذية المركزة وضع حوالى 10 أطفال نحيلين تحت المراقبة وتتم تغذيتهم كل ثلاث ساعات في حين تنتظر أمهاتهن. وفي المبنى البدائي الذي تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة يبدو الأطفال مرهقين حتى أنه لم يعد لديهم القدرة على البكاء.

ويعالج 1800 طفل آخر في مركز التغذية الاسعافية، حيث تقدم لهم أكياس تحتوي على عجينة مصنوعة من الفول السوداني لتغذيتهم.

وفي الأدغال يتناول السكان النباتات غالباً ما تكون زنبق الماء الذي ينمو على ضفاف النيل ويشربون من مياه النهر. وبعد فرار السكان تعرضت البلدة التي باتت مقطوعة عن باقي العالم جراء موسم الأمطار، للنهب.

ولم يعد هناك أغذية، ويعيش السكان بفضل عمليات إلقاء الأغذية جواً التي يقوم بها الصليب الأحمر. وقالت مسؤولة في المنظمة إن "سوء التغذية من أهم المشكلات لكن وباء الملاريا يتفشى أيضاً" بسبب الأمطار وسجلت عدة حالات إسهال.

والمستشفى هو المركز الطبي الوحيد الموجود لـ270 ألفاً من السكان في جنوب ولاية الوحدة. وقالت إن تسع سيارات تابعة للمستشفى نُهبت و"لم يعد من الممكن نقل أي شخص إلى المستشفى". وبات الحمار الوسيلة الوحيدة لنقل المعدات والأدوية التي تسلم جواً في طائرات تحط على مدرج صغير في لير.

ودمرت المولدات الكهربائية وكذلك المبردات، وبالتالي لم يعد هناك لقاحات متوفرة. ولم يتمكن قسم الجراحة من إعادة فتح أبوابه ولا حتى المختبر أو قسم معالجة مرض الإيدز أو السل. وفي هذه الأجواء تقوم الدمية "توم" التي يشغلها عضو في فريق أطباء بلا حدود بتمرير رسائل وقاية وسط ضحك الأطفال والأمهات الذين ينتظرون دورهم.

المساهمون