نهائي "لشبونة": كلف الريال 650 مليوناً.. وأتلتيكو 79

24 مايو 2014
+ الخط -

في الوقت الذي يعيش فيه العالم أزمة مالية واقتصادية خانقة حكمت بالإفلاس على مؤسسات مالية وصناعية عملاقة في أوروبا؛ لم تتردد الأندية الأوروبية في ضخ الملايين، ودفع الغالي والنفيس في سبيل إثبات جدارتها أوروبياً، وتحقيق الهدف الأغلى لها، والذي يتمثل في التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا.


لكن ثقافة البذخ والإسراف المادي المفرط لم تجدِ نفعاً مع الأندية الأوروبية، فقد أثبت تجربة فريق أتلتيكو مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم؛ مُجدداً أنّ المال لا يصنع السعادة في عالم كرة القدم.


وأجبر فريق العاصمة الإسبانية، الذي يقوده المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، جمهور كرة القدم على رفع القبعة له وخصوصاً تتويجه بلقب بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم، فضلاً عن صعوده لنهائي بطولة دوري أبطال أوروبا.


ولم يكن أكثر المتفائلين من عشاق فريق "الروخي بلانكوس" يتوقع هذا النجاح المستحق الذي حققه أبناء المدرب "سيميوني" في هذا الموسم، وذلك في ظل المنافسة التقليدية الشرسة لقطبي الكرة الإسبانية (ريال مدريد، وبرشلونة) على لقب "الليغا"، وفي ظل وجود نخبة كبيرة من الأندية العريقة صاحبة الصولات والجولات في بطولة دوري أبطال أوروبا.


ونجح المدرب الأرجنتيني، الذي يمتلك كاريزما خاصة وروحاً معنوية عالية قريبة من اللاعبين باعتباره لاعباً سابقاً، في قيادة فريقه للصعود إلى نهائي البطولة الأوروبية للمرة الأولى منذ 40 عاماً، وهي البطولة التي خسر فيها بالمباراة النهائية المعادة على يد فريق بايرن ميونيخ الألماني، ومنذ ذلك الحين فإن مجرد التفكير في الوصول إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا كان بمثابة ضرب من الجنون أو قصة من نسج الخيال.


ولعل اللافت في تأهل فريق أتلتيكو مدريد الإسباني إلى المباراة النهائية، هو وصول الفريق الإسباني إلى هذه المرحلة المهمة من البطولة الأوروبية، رغم قلة الإمكانيات، حيث تقل ميزانية نادي العاصمة الإسبانية، عن جاره اللدود، وغريمه ريال مدريد، بثلاثة أضعاف.


بالإضافة لذلك، فإن فريق "الروخي بلانكوس" قد احتاج فقط إلى (79) مليون يورو للوصول إلى "لشبونة"، إذ بلغت تشكيلة الفريق، الذي نجح في تجاوز عقبة فريق تشلسي الإنجليزي، في نصف نهائي البطولة الأوروبية، مبلغ (79) مليون يورو.


وبالنظر للغة الأرقام، فنجد أن "أتلتيكو" قد دفع مبلغ (1.2) مليون يورو من أجل استعارة حارسه البلجيكي تيبوت كورتوا، ومبلغ (4.25) مليون يورو من أجل ضم الظهير الأيمن من أوساسونا، ومبلغ (8) مليون يورو للظفر بخدمات الأوروغوياني دييغو غودين، و(12) مليون يورو للحصول على خدمات البرازيلي فيليبي لويس، و(3) ملايين يورو لضم غابي فرنانديز.


ودفع نادي العاصمة الإسبانية مبلغ (13) مليون يورو للظفر بخدمات صانع ألعابه راؤول غارسيا، وهو ذات المبلغ الذي دفعه من أجل جلب التركي أردا توران، فيما عزّز صفوفه بضم المهاجم الإسباني دافيد فيّا نظير (5.1) مليون يورو، وضم المهاجم الإسباني-البرازيلي، دييجو كوستا، نظير (2.5) مليون يورو، بينما دفع مبلغ (7) مليون يورو، للظفر بخدمات مدافعه البلجيكي توبي آلديرفيريلد، ومبلغ (3.5) مليون يورو، لاستقطاب مدافعه ايمليانو انسوا.


فيما لم يُكلف بقية لاعبي الفريق الإسباني، أكثر من مليوني يورو، إذ انتقل خوسي ماريا غيمينز، إلى صفوف فريق أتلتيكو مدريد مقابل (0.9) مليون يورو، وماريو سواريز نظير (1.8) مليون يورو، والبرازيلي دييجو (1.5) مليون يورو، والأرجنتيني خوسيه ارنستو سوزا بنفس المبلغ، بينما نجح أتلتيكو في الحصول على خدمات كل من (جواو ميراندا، وأدريان لوبيز الفاريز، وخورخي ميروديو كوكي، و دانييل أرانزوبيا، وخافي مانكويلو) بشكل مجاني.

650 مليون يورو

على النقيض من ذلك، فقد أنفق رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، فلورنتينو بيريز، أكثر من نصف مليار يورو لتدعيم صفوف الفريق الحالي بحثاً عن اللقب الأوروبي العاشر الذي طال انتظاره.


وبحسب صحيفة "سبورت" الإسبانية، فقد اضطر "بيريز" لدفع مبلغ 650 مليون يورو منذ عودته لمنصبه عام 2009، من أجل الوصول للخطوة الأخيرة نحو تحقيق الحلم الذي لطالما انتظرته جماهير النادي الملكي، والمتمثل في التتويج بالكأس العاشرة، وتعزيز الرقم القياسي في عدد مرات الفوز في البطولة، والذي يحمله الريال بعد تتويجه بتسعة ألقاب سابقة.


ولم تُجدِ  سياسة البذخ هذه نفعاً على مدار السنوات الخمس الماضية، فقد دفع بيريز مبلغ "258" مليون يورو في موسمه الأول للتعاقد مع المدرب التشيلي مانويل بيليغريني، فضلاً عن سبعة لاعبين هم (كريستيانو رونالدو - ريكاردو كاكا - بنزيمة – تشابي ألونسو - أربيلوا - ألبيول – غرانيرو)، لكنه فشل آنذاك في تجاوز عقبة ليون الفرنسي، وخرج من البطولة الأوروبية مبكراً في دور الـ16.


وفي المواسم الثلاثة السابقة، أثبتت هذه السياسة فشلها الذريع مجدداً، فقد أجبر الهوس بالكأس العاشرة "بيريز" على إنفاق مبلغ 198 مليون يورو لجلب المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، إضافة إلى 16 لاعباً هم على الترتيب (كاناليس - أوزيل - دي ماريا - كارفاليو - خضيرة - بدرو ليون - أديبايور - نوري شاهين - فاران - كاييخون - كوينتراو - ألتينتوب - مودريتش - إيسيان - دييغو لوبيز).


إلا أنّ هذه المبالغ الطائلة لم تمنح الريال فرصة تخطي الدور نصف النهائي، فقد ودّع الفريق منافسات البطولة من الدور نصف النهائي في عام 2011، بعد أن خسر أمام غريمه التقليدي برشلونة الإسباني في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" بهدفين نظيفين، قبل أن يتعادل بهدف لمثله في مباراة الإياب التي جرت على ملعب "كامب نو".


وفي العام الذي تلاه "2012"، خرج النادي الإسباني على يد "بايرن ميونخ" الألماني، بعد أن فاز عليه النادي البافاري في مباراة الذهاب التي أقيمت على ملعب "أليانز أرينا" بهدفين لهدف، قبل أن تتحقق النتيجة ذاتها لصالح الريال على ملعب "سانتياغو بيرنابيو"، ليلجأ الفريقان إلى ركلات الجزاء التي رجحت كفة النادي الألماني ليخرج "الريال" من سباق الفوز باللقب.


وفي النسخة الماضية، أُقصي نادي العاصمة الإسبانية على يد بروسيا دورتموند الألماني، رغم فوزه عليه بهدفين دون مقابل على ملعب "سانتياغو بيرنابيو" إذ ودع البطولة بعد أن كان قد خسر في مباراة الذهاب بنتيجة 1-4.


أما في العام الحالي، فقد أثمرت الصفقات المدوية التي أبرمها "بيريز" هذا الموسم والتي بلغت "191" مليون يورو، للتعاقد مع المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، إضافة إلى كل من (غاريث بيل - كاسيميرو - كارباخال - إياراميندي - إيسكو)؛ أثمرت مُبكراً، فقد نجح الفريق بالوصول إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا، للمرة الأولى منذ 12 عاماً.


وبالنظر للغة الأرقام، نجد أن "النادي الملكي" قد دفع مبلغ (521.9) مليون يورو في تشكيلته الحالية للوصول إلى المباراة النهائية.


ودفع نادي العاصمة الإسبانية مبلغ (10) مليون يورو للظفر بخدمات مدافعه الفرنسي رافائيل فاران، فيما عزّز صفوفه بضم البرتغالي بيبي نظير (30) مليون يورو، وهو نفس المبلغ الذي دفعه لضم مواطنه فابيو كوينتراو، فيما نجح بالظفر بخدمات المدافع الإسباني، سيرجيو راموس، نظير (28) مليون يورو، بينما دفع مبلغ (6.7) مليون يورو، للحصول على خدمات مدافعه البرازيلي مارسيلو، وهو المبلغ ذاته الذي دفعه لاستقطاب ظهيره الأيمن دانييل كارباخال.


واضطر النادي الملكي لإنفاق مبالغ طائلة جداً لتعزيز وسط ميدانه، فقد دفع مبلغ (38) مليون يورو من أجل ضم آسيير إياراماندي، ومبلغ (35.4) مليون يورو من أجل الحصول على خدمات تشابي ألونسو، ومبلغ (30) مليون يورو للظفر بخدمات الأرجنتيني آنخيل دي ماريا، و(12) مليون يورو للحصول على خدمات الألماني سامي خضيرة، و(30) مليون يورو لضم الكرواتي لوكا مودريتش، و(27) مليون يورو للحصول على خدمات إيسكو، و(6) ملايين لضم البرازيلي كاسيميرو.


فيما يُعد الثنائي بيل ورونالدو الأكثر قيمة مالية بـ100 مليون يورو للويلزي، و 94 مليون يورو للبرتغالي، بينما دفع الريال مبلغ (35) مليون يورو من أجل الحصول على خدمات مهاجمه الفرنسي كريم بنزيمة.


ودفع الريال مبلغ (4) ملايين يورو لاستقطاب حارس مرماه البديل دييغو لوبيز، و(4.5) مليون يورو، لجلب مدافعه ألفارو اربيلوا، فيما لم يُكلف أبناء أكاديمية مدريد (إيكر كاسياس، و الفارو موراتا، و خيسي رودريغيز، و ناتشو فيرنانديز) خزينة النادي الملكي يورو واحداً.

المساهمون