08 اغسطس 2016
نكبة أمة وعار ذاكرة
محلي الحاج (الجزائر)
بداية مايو/ أيار 1965: الرئيس الجزائري الراحل، هواري بومدين، عدوّ فرنسا اللّدود، يُوفد إلى الخصم علناً، والحكم سرّاً، الرئيس شارل ديغول، من يستشيره، ويطلب موافقته على الانقلاب على الرئيس الراحل، أحمد بن بلة، والعُهدة على الرواة، من الساسة والمؤرخين؟
ديسمبر/ كانون الأول 2012: جزائري وفيّ لفرنسا، يُقبّل بلهفة، يد الرئيس الفرنسي هولاند، فظهرت على الأخير ملامح الرضى والارتياح.
أبريل/ نيسان 2016: رئيس الوزراء الفرنسي المُستقيل، مانويل فالس، يتجول في العاصمة الجزائرية، وسط استقبال شعبي، ورسمي بهيج. ثم ردّ سريعا، على حسن الضيافة، بنشره صوراً مُهينة للرئيس بوتفليقة.
أما بعد:
لم يكن الجزائري يوماً متّهما في مبادئه، ولا شجاعته. لكن، وبعد أن اهتدى قادتنا إلى وصفة تقتير المعيشة وفرض الفقر والمرض وضرائب أخرى كثيرة، صار لغالبية الشعب الأبيّ قابلية مجنونة في ازدراء النفس والرموز والمقدسات، والتنكّر لمسالك السّلف في الحرية والكرامة ولُزوم القناعة بصحة اللسان والوجدان.
الجزائريون، وفي خضمّ الظروف وقاعدة "الله غالب"، يرضون قناعة بالتواكل، والخضوع، ويصطفّون لشدّ أزر، موت السيادة، ونكوص الهمّة، ونكبة الذاكرة؟
ذاكرة بنكبة، تظهر جليّا، كلّما حطّ الرحال في بلادنا فرنسي رسمي، رئيس أو وزير، مير أو عسكري، برتبة غفير.
زيارات حلال، بغيض، يجني فيها أحبتنا في التاريخ والمصير الغلال الوفيرة، ثم يخطبون علينا بتواضع، فيمسحون ويجردون ويتباكون على فعال آبائهم وأجدادهم، طوال 132 سنة، كما فعل هولاند في زيارته الأولى قبل أربع سنوات.
خُطب في ثناياها، طمس خبيث، يُراد به شفاعة، تقنص ملايير الدولارات، مناصفة مع إخوان الداخل.
وعلى الرغم من الفوائد والعوائد، تستكثر علينا فرنسا اعتذاراً نرضى به كدية لضحايا التصفية البشعة والإمعان في القتل على الهوية.
جرائم يندى لها الجبين، ولن تسقط بالتقادم أو تمحوها كلماتٌ رطبة، تنفث سمّا زُعافا، كغيمةٍ عقيمةٍ، ما استقامت لولا تنازلات من يخشون المحاسبة هم كذلك، من جهة وغرام رعيّة تُريد إدماجا، وتسعى إلى تأشيرات الخلود والمجد الفرنسي.
مصير لن تستوفيه أجيال، توارثت ما ألحقه بها عار عظمة فرنسا، من مسبّة، وسخرية.
يعترف الفرنسيون الرسميون ولا يعتذرون، يتهكمون ويضحكون، مجاملة لشقائق الأقدام السوداء، وأذناب الخونة الجدد والقدامى.
تلصّص سافر، وتندّر بآلام ملايين، لم يحفظ المُقبّلون، والمُطبّلون والمُتملّقون، ماء وجوههم ليثبتوا دوما ودائما، انبطاحا، وانكسارا.
عيوب وكبائر، وعبث آثم بالشهداء الأبرار، وبشهادات الرجال الأخيار، ينبري لها المجتمع السياسي والنخبوي، بالصمت المطبق، وغضّ الطرف عن أربابهم، من شركاء استنزاف البلاد، وإهانة العباد.
فجيعة مطباتنا مع فرنسا متواصلة، في سياق "مؤامرة" سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وحتى رياضية، هدّت كل مقوّمات الكيان الجزائري الواحد، فمتى تنتهي وصاية فرنسا علينا؟
ديسمبر/ كانون الأول 2012: جزائري وفيّ لفرنسا، يُقبّل بلهفة، يد الرئيس الفرنسي هولاند، فظهرت على الأخير ملامح الرضى والارتياح.
أبريل/ نيسان 2016: رئيس الوزراء الفرنسي المُستقيل، مانويل فالس، يتجول في العاصمة الجزائرية، وسط استقبال شعبي، ورسمي بهيج. ثم ردّ سريعا، على حسن الضيافة، بنشره صوراً مُهينة للرئيس بوتفليقة.
أما بعد:
لم يكن الجزائري يوماً متّهما في مبادئه، ولا شجاعته. لكن، وبعد أن اهتدى قادتنا إلى وصفة تقتير المعيشة وفرض الفقر والمرض وضرائب أخرى كثيرة، صار لغالبية الشعب الأبيّ قابلية مجنونة في ازدراء النفس والرموز والمقدسات، والتنكّر لمسالك السّلف في الحرية والكرامة ولُزوم القناعة بصحة اللسان والوجدان.
الجزائريون، وفي خضمّ الظروف وقاعدة "الله غالب"، يرضون قناعة بالتواكل، والخضوع، ويصطفّون لشدّ أزر، موت السيادة، ونكوص الهمّة، ونكبة الذاكرة؟
ذاكرة بنكبة، تظهر جليّا، كلّما حطّ الرحال في بلادنا فرنسي رسمي، رئيس أو وزير، مير أو عسكري، برتبة غفير.
زيارات حلال، بغيض، يجني فيها أحبتنا في التاريخ والمصير الغلال الوفيرة، ثم يخطبون علينا بتواضع، فيمسحون ويجردون ويتباكون على فعال آبائهم وأجدادهم، طوال 132 سنة، كما فعل هولاند في زيارته الأولى قبل أربع سنوات.
خُطب في ثناياها، طمس خبيث، يُراد به شفاعة، تقنص ملايير الدولارات، مناصفة مع إخوان الداخل.
وعلى الرغم من الفوائد والعوائد، تستكثر علينا فرنسا اعتذاراً نرضى به كدية لضحايا التصفية البشعة والإمعان في القتل على الهوية.
جرائم يندى لها الجبين، ولن تسقط بالتقادم أو تمحوها كلماتٌ رطبة، تنفث سمّا زُعافا، كغيمةٍ عقيمةٍ، ما استقامت لولا تنازلات من يخشون المحاسبة هم كذلك، من جهة وغرام رعيّة تُريد إدماجا، وتسعى إلى تأشيرات الخلود والمجد الفرنسي.
مصير لن تستوفيه أجيال، توارثت ما ألحقه بها عار عظمة فرنسا، من مسبّة، وسخرية.
يعترف الفرنسيون الرسميون ولا يعتذرون، يتهكمون ويضحكون، مجاملة لشقائق الأقدام السوداء، وأذناب الخونة الجدد والقدامى.
تلصّص سافر، وتندّر بآلام ملايين، لم يحفظ المُقبّلون، والمُطبّلون والمُتملّقون، ماء وجوههم ليثبتوا دوما ودائما، انبطاحا، وانكسارا.
عيوب وكبائر، وعبث آثم بالشهداء الأبرار، وبشهادات الرجال الأخيار، ينبري لها المجتمع السياسي والنخبوي، بالصمت المطبق، وغضّ الطرف عن أربابهم، من شركاء استنزاف البلاد، وإهانة العباد.
فجيعة مطباتنا مع فرنسا متواصلة، في سياق "مؤامرة" سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وحتى رياضية، هدّت كل مقوّمات الكيان الجزائري الواحد، فمتى تنتهي وصاية فرنسا علينا؟
مقالات أخرى
06 اغسطس 2015