علم "العربي الجديد" من مصادر قضائية جزائرية أن ادارة السجون أكملت الإجراءات الإدارية تمهيدا لتحويل رئيس الحكومة الأسبق عبد المالك سلال، المسجون في قضايا فساد، من سجن "الحراش" إلى أحد سجون الجنوب، وهو سجن "المنيعة" في محافظة غرادية، على بعد 870 كيلومترا جنوب العاصمة الجزائرية، وذلك هذا الأسبوع.
وبدأت وزارة العدل الجزائرية في نقل رجال الأعمال والوزراء المقربين من نظام عبد العزبز بوتفليقة إلى سجون في العمق الجزائري، حيث نقل رئيس الحكومة الأسبق أحمد أويحيى يوم الخميس 27 آب/أغسطس من سجن "القليعة" قرب العاصمة الجزائرية إلى سجن العبادلة بولاية بشار في الصحراء، في موكب أمني مرافق لتأمين نقله، وسيقبع في هذا السجن حتى موعد بت المحكمة العليا في طعون قدمها ضد الأحكام التي أدين بها، والتي قد تأخذ وقتاً طويلا يمتد إلى سنتين.
وصدرت في حق أويحيى، منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، الماضي أربعة أحكام قضائية في أربع قضايا فساد، تخص تهماً بمنح امتيازات ومزايا وصفقات عمومية والحصول عليها بطريقة مخالفة للتشريع، وحكم عليه فيها بالسجن مدة عشر سنوات في قضية تمويل الحملة الانتخابية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
كما حكم على أويحيى في قضية رجل الأعمال صاحب مصنع للسيارات طحكوت محيي الدين بالسجن 15 سنة، بالإضافة إلى حكمين بالسجن 12 سنة في قضية فساد تخص زعيم الكارتل المالي علي حداد الذي يملك مصنعاً للسيارات مع رجال أعمال، وكان آخر ظهور لأويحيى في مقبرة بالعاصمة الجزائرية، عندما سمحت له السلطات بحضور جنازة شقيقه ومحاميه الخاص أويحيى العيفة، وكان هذا الحضور مثيراً للجدل بسبب إحضاره مقيد اليدين حتى داخل المحكمة والسماح للصحافة بتصويره.
وكانت السلطات الجزائرية قد قامت قبل أيام بإعادة توزيع رجال الكارتل المالي الموجودين في سجن الحراش المركزي في العاصمة الجزائرية، وأبعدتهم إلى سجون في المناطق الداخلية، إذ تقرر نقل زعيم الكارتل المالي المدان بالسجن 18 سنة إلى سجن في ولاية باتنة شرقي الجزائر، ورجل الأعمال الذي ثبتت علاقته بمجموعة ناشطين ومحرضين في الخارج محيي الدين طحكوت، الذي أدين بالسجن 16 سنة ،إلى سجن في ولاية خنشلة شرقي البلاد.
وبحسب مصدر قضائي، جرت عملية التحويل بعد بلوغ التحقيقات حول الرجلين نقطة تأكيد بناء علي حداد ومحيي الدين طحكوت شبكةَ علاقات داخل سجن "الحراش" ،سمحت لهم بالاتصال بأطراف داخل الجزائر وخارجها بكل أريحية.
وكشف ذات المصدر، لـ"العربي الجديد"، عن أن "زيارات المحامين لعلي حداد ومحيي الدين طحكوت فاقت خمس عشرة زيارة أسبوعياً، ما سمح لهما بالتواصل مع العالم الخارجي، من دون ذكر العلاقات المكونة داخل السجن، ما جعلهما يستفيدان من بعض المعاملة التفضيلية. ويهدف نقلهما إلى سجني "لامبيز" و"بابار" إلى إبعادهما عن محيطهما العائلي وفريق دفاعهما، بعد صدور أحكام نهائية في حقهما".
وكان النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر العاصمة قد أمر، في 3 أغسطس/ آب الحالي، بفتح تحقيق قضائي في احتمال عقد زعيم الكارتل المالي لنظام بوتفليقة، علي حداد، اتفاقا مع شركة أميركية، بهدف كسب دعم شخصيات مقربة من محيط الرئيس دونالد ترامب، حسب ما علمه "العربي الجديد" من مصدر قضائي.