نفط إيران بعد النووي

05 ابريل 2015
إيران تنتج حالياً 2.6 مليون برميل نفط يومياً (أرشيف/Getty)
+ الخط -
منذ بداية أزمة انهيار أسعار النفط في يوليو/تموز 2014، وإيران تدعو أعضاء أوبك لتخفيض حصص الإنتاج من أجل الحفاظ على أسعار النفط، ولكن بعد توقيع الاتفاق الإطاري من قبل إيران وأوروبا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هو هل تستمر إيران في نفس النهج الداعي لتخفيض حصص الإنتاج؟
يبلغ الإنتاج الإيراني النفطي حالياً 2.6 مليون برميل يومياً، وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت خلال الفترة الماضية عن استهدافها للارتفاع بحجم الإنتاج إلى 4.3 ملايين برميل يومياً. وتشير الإحصاءات إلى امتلاك إيران احتياطيات نفطية تكفي لمدة 60 عاماً قادمة.
بلا شك، إن توقيع إيران الاتفاق الإطاري بشأن برنامجها النووي يجعلنا نتوقع وجود تغير في سياسة إيران النفطية، وبخاصة أن حصتها من الإنتاج خلال الفترة الماضية، كان يحد منه ضعف إمكانات حقول الإنتاج، بسبب العقوبات الاقتصادية، وغياب التكنولوجيا المتقدمة في عمليات الاستخراج.
ومن جانب آخر كان تواضع الاستثمارات، وغياب شركات النفط الغربية والأميركية الكبرى مساهما كذلك في تواضع حصة إيران الإنتاجية من النفط. ويتوقع بعد توقيع الاتفاق النهائي أن تختلف سياسة هذه الشركات تجاه إيران، وسوف تتنافس بقوة للوجود في حقول النفط الإيراني.
ولكن في ظل الظروف الحالية لسوق النفط، وزيادة المعروض النفطي بشكل كبير، وتسببه في انخفاض أسعار النفط بشكل مستمر، بل وإلغاءه تأثير بعض التحركات العسكرية والسياسية بمنطقة الشرق الأوسط على ارتفاع أسعار النفط، قد يؤجل من إقدام إيران على قرار زيادة إنتاجها اليومي من النفط.
ولكن المعادلة بها متغيرات أخرى تخص الوضع الإيراني، قد تدفع بوجود تغير في سياسة إيران النفطية، باستمرارها في نفس حجم إنتاجها الحالي، بل والسعي لزيادته، حتى في ظل انخفاض الأسعار. ومن بين هذه المتغيرات الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الداخلية، والتي تعاني فيها إيران بشدة، وبخاصة في مجالي البطالة والتضخم. ورغبة شريحة كبيرة من الشعب الإيراني في التواصل مع التكنولوجيا الغربية والأميركية.
كما أن الصراع الإقليمي الذي تخوضه إيران بشكل كبير في أربع نقاط ملتهبة بالمنطقة العربية (سورية، العراق، لبنان، اليمن) تجعل إيران تحت ضغط للاحتياجات التمويلية، التي تساعدها على ممارسة دورها الإقليمي وتقديمها الدعم المباشر للقوى السياسية التي تعتبر حليفها في الدول العربية الأربع.

اقرأ أيضا:
النفط نحو الهاوية.. والأسعار قد تتراجع إلى 20 دولاراً
المساهمون