نحلم دائماً بالعيش الكريم، والأمان المطمئن، والاستقرار الهانئ، نحلم بحقنا في الحياة والأمن، بأن نغمض جفوننا دون رهبة أو خوف، ونأمل أن نعيش إلى الغد!
هذه الأيام تدفعنا الأوطان إلى هجرتها قسراً وألماً، ما إن نحتمل قدراً من القساوة حتى ترجمنا الأنظمة الدموية المستبدة بما هو أكثر وحشية، فنترك الوطن خلفنا، ونُولّي وجوهنا شطر البحر.
هكذا حال أشقائنا السوريين، كان احتمالهم لبشاعة ما يصنعه النظام السوري السفاح يفوق الجبال، لكنه حملٍ تنوء به في نهاية الأمر أكتاف الرجال!
لم يعد هناك خيارٌ حقيقي للعيش -مجرد العيش- سوى الهجرة لأيّ مكان غير الوطن، بعيداً عن القصف الدائم والبراميل المتفجرة وضربات الكيماوي الهادفة، فقط إلى البحر، الملاذ الوحيد بظلماته وأمواجه.
ورغم حالات الغرق التي ما فتئ الإعلام يبرزها يوماً بعد يوم، فإن المهاجرين السوريين لم يعد يعنيهم إن ماتوا غرقاً بعد أن جربوا الإبادات بشتى أشكالها وأنواعها، وبقي السفاح على حاله!
إلا أن الهجرة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر ومزيجاً بين الذلّ والقهر، فهناك دول ترفض المهاجرين غير الشرعيين وتتعامل معهم بعنف ووحشية في أحيان كثيرة؛ مثلما حدث مع الأسرة السورية التي لاذت بالفرار من جحيم الأسد وداعش إلى المجر لتجد نفسها رهن الاعتقال حتى الأطفال، فالسلطات المجرية تخلت عن إنسانيتها ولفظت المهاجرين إليها لأنها لا ترغب فيهم، هكذا ببساطة، وأنها تحمي حدودها وحدود الاتحاد الأوروبي منهم.. لا ضمير إنسانيا!
في حين قامت السلطات في بعض الدول باعتقال بعض المهاجرين وتعذيبهم، وحبسهم في مراكز اعتقال اللاجئين.. ضرب آخر من الجنون يعيشه السوريون لكن خارج الوطن!
هذه الأيام تدفعنا الأوطان إلى هجرتها قسراً وألماً، ما إن نحتمل قدراً من القساوة حتى ترجمنا الأنظمة الدموية المستبدة بما هو أكثر وحشية، فنترك الوطن خلفنا، ونُولّي وجوهنا شطر البحر.
هكذا حال أشقائنا السوريين، كان احتمالهم لبشاعة ما يصنعه النظام السوري السفاح يفوق الجبال، لكنه حملٍ تنوء به في نهاية الأمر أكتاف الرجال!
لم يعد هناك خيارٌ حقيقي للعيش -مجرد العيش- سوى الهجرة لأيّ مكان غير الوطن، بعيداً عن القصف الدائم والبراميل المتفجرة وضربات الكيماوي الهادفة، فقط إلى البحر، الملاذ الوحيد بظلماته وأمواجه.
ورغم حالات الغرق التي ما فتئ الإعلام يبرزها يوماً بعد يوم، فإن المهاجرين السوريين لم يعد يعنيهم إن ماتوا غرقاً بعد أن جربوا الإبادات بشتى أشكالها وأنواعها، وبقي السفاح على حاله!
إلا أن الهجرة تحمل في طياتها الكثير من المخاطر ومزيجاً بين الذلّ والقهر، فهناك دول ترفض المهاجرين غير الشرعيين وتتعامل معهم بعنف ووحشية في أحيان كثيرة؛ مثلما حدث مع الأسرة السورية التي لاذت بالفرار من جحيم الأسد وداعش إلى المجر لتجد نفسها رهن الاعتقال حتى الأطفال، فالسلطات المجرية تخلت عن إنسانيتها ولفظت المهاجرين إليها لأنها لا ترغب فيهم، هكذا ببساطة، وأنها تحمي حدودها وحدود الاتحاد الأوروبي منهم.. لا ضمير إنسانيا!
في حين قامت السلطات في بعض الدول باعتقال بعض المهاجرين وتعذيبهم، وحبسهم في مراكز اعتقال اللاجئين.. ضرب آخر من الجنون يعيشه السوريون لكن خارج الوطن!
يذكرّنا مشهد الشاحنة المتوقفة على الطريق السريع بالنمسا منذ أيام والتي احتوت الجثث الـ 71 لمهاجرين سوريين، بمشاهد مشابهة لمهاجرين مكسيكيين ومن أميركا الوسطى يقبعون في شاحنات عملاقة، يتكدّسون فرحاً وصبراً في انتظار عبورهم إلى أرض الأحلام -أميركا- هو ذات المشهد السوري لكنهم يظلّون أحياء لا يموتون مثلما حدث مع الأشقاء!
كما يذّكرنا مشهد مأسوي آخر كغرق قاربين قبالة السواحل الليبية يحملان 500 مهاجر أغلبهم سوريون، حيث غرق ما يقرب من 200 شخص -وفقاً لوكالة رويتزر وبي بي سي والمفوضية العليا للاجئين- بمشهد دموي شبيه وهو غرق عبارة السلام 98 المصرية عام 2006 وموت 1415 مصرياً على متنها في طرفة عين؛ غير أنهم كانوا عائدين إلى الوطن وليسوا هاربين منه، فعادوا له في نعوش!
هناك وجهٌ آخر للإنسانية تمثّل في تركيا التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين وكفلت لهم قدر استطاعتها ما لم تقم بنصفه دولة عربية شقيقة تدّعي الإخاء وتتشدّق بالولاء للعروبة والأمة.
وبعد أزمة المجر ورفضها استقبال المهاجرين، عرضت ألمانيا استقبال نحو 800 ألف مهاجر سوري وحدها دون الأشقاء مجدداً.
يفعل السوريون ما بوسعهم من أجل أولادهم -مستقبل سورية القادم والأهم- ومحاولات الهجرة مستمرة ،ما إن تبوء إحداها بالفشل تليها محاولة وأخرى حتى النجاح أو الموت.
ستظل نعوش الهجرة تؤرق إنسانيتنا وضمائرنا، وتقيس دماء الإخوة في عروقنا، لكنها المأساة التي نقوم بها جميعاً مرغمين بعداً عن الوطن؛ نختارها ونكررّها.. ونتحمل مسوولية تبعاتها!
راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk
كما يذّكرنا مشهد مأسوي آخر كغرق قاربين قبالة السواحل الليبية يحملان 500 مهاجر أغلبهم سوريون، حيث غرق ما يقرب من 200 شخص -وفقاً لوكالة رويتزر وبي بي سي والمفوضية العليا للاجئين- بمشهد دموي شبيه وهو غرق عبارة السلام 98 المصرية عام 2006 وموت 1415 مصرياً على متنها في طرفة عين؛ غير أنهم كانوا عائدين إلى الوطن وليسوا هاربين منه، فعادوا له في نعوش!
هناك وجهٌ آخر للإنسانية تمثّل في تركيا التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين وكفلت لهم قدر استطاعتها ما لم تقم بنصفه دولة عربية شقيقة تدّعي الإخاء وتتشدّق بالولاء للعروبة والأمة.
وبعد أزمة المجر ورفضها استقبال المهاجرين، عرضت ألمانيا استقبال نحو 800 ألف مهاجر سوري وحدها دون الأشقاء مجدداً.
يفعل السوريون ما بوسعهم من أجل أولادهم -مستقبل سورية القادم والأهم- ومحاولات الهجرة مستمرة ،ما إن تبوء إحداها بالفشل تليها محاولة وأخرى حتى النجاح أو الموت.
ستظل نعوش الهجرة تؤرق إنسانيتنا وضمائرنا، وتقيس دماء الإخوة في عروقنا، لكنها المأساة التي نقوم بها جميعاً مرغمين بعداً عن الوطن؛ نختارها ونكررّها.. ونتحمل مسوولية تبعاتها!
راسلونا على: Jeel@alaraby.co.uk