قمة لاتينية من العيار الثقيل، كولومبيا تهاجم والبرازيل تدافع، الجميع أصابه الملل من مباراة ألمانيا وفرنسا، وعلى النقيض تماماً، تفاعلت الجماهير مع لقاء المساء نظراً للسرعة الكبيرة والسجال المرتفع بين الفريقين من البداية وحتى النهاية. كرة القدم تسير بقوة في هذا المونديال نحو سطوة الفرق اللاتينية، ليس فقط على مستوى النتائج بل الأداء الفني العالي أيضاً.
بيكرمان يخسر أول مباراة رسمية في المونديال، في 2006 فاز بالكل وخسر بركلات الجزاء أمام ألمانيا، وضد البرازيل، فعل كل شيء ممكن، لكن النهايات كانت صعبة خصوصاً مع الفرص الضائعة خلال الدقائق الأخيرة، وتحولت ساحة الملعب إلى مكان للقتال والضرب بين الفريقين.
نظام الرقابة الفردية
واجه سكولاري عناصر كولومبيا المهارية باستخدام أسلوب رقابة المنطقة العادي رفقة استراتيجية الرقابة الفردية المعروفة باسم الـ" Man Marking" على نجوم الفريق خصوصاً خايمس رودريجز عن طريق لاعب وسطه فيرناندينيو. متوسط ميدان السيتي لعب كالظل لرودريجيز في كل مكان بالملعب، مع استخدام سياسة الترحيل في المنتصف، أي دخول أوسكار إلى العمق لتشكيل ثنائية محورية رفقة باولينيو أثناء انشغال الدينيو بالرقابة الخاصة.
هجومياً، كولومبيا عانت كثيراً لانفصال محور ارتكازها عن بقية الفريق. الثنائي سانشيز وجوارين مهماتهما متشابهة كثيراً، لاعبان أقرب للبوكس تو بوكس بالدفاع والهجوم، لا يمتلكان مهارة فردية أو قدرات في فتح زوايا التمرير، مما أجبر النجم رودريجز على العودة كثيراً للخلف وتسلّم الكرة لبداية الهجمة، تحركات أصابت هجوم كولومبيا بالشلل التام .
أما البرازيل، فسكولاري مدرب ينسف فكرة تمركز الوسط تماماً، الرجل يعتمد بشكل كلي على مهارات نيمار والمساندة الهجومية من الأجنحة وأظهر الجنب، لذلك كانت معظم خطورة السيلساو عن طريق أسفل الأطراف، المثلثات الهجومية بين نيمار ومارسيلو وهالك، مع استغلال عودة دفاع كولومبيا الى الخلف، ووجود مساحات شاغرة بين الرباعي الأخير وبقية خطوط الفريق.
خارج السيطرة
لعب الفريقان في الشوط الثاني بشكل غريب بعض الشيء، المجهود المبذول خلال الفترة الأولى قضى على أية محاولة للابتكار خلال النصف الأخير من المباراة، وتحولت المجريات وفق ما يريد سكولاري، شد وجذب بين اللاعبين، ضربات ثابتة بالجملة، لعب في منتصف الملعب، محاولة إخراج النجوم عن سيطرتهم، استراتيجية فيليبي من أجل إيقاف خطورة نجوم كولومبيا، رودريجز وكوادرادو والبقية.
الكرات الثابتة عنوان البطولات خلال الفترة الأخيرة، أتليتكو مدريد فاز بالليجا برأسية، وكاد أن يفعلها من جديد في الشامبيونز قبل أن يتعادل راموس بالطريقة نفسها، والبرازيل سجلت آخر ثلاثة أهداف لها في المونديال عن طريق الضربات الحرة. لويز في شيلي من ركنية ثم سيلفا أمام كولومبيا، وأخيراً هدف دافيد الرائع من تسديدة صاروخية خارج منطقة الجزاء. لذلك أصبحت هذه الألعاب مهمة جداً خصوصاً مع طغيان الجانب البدني واللعب الدفاعي بين معظم المنافسين .
خايمس رودريجز أثبت أنه من طينة الكبار، أداء رائع ومهارات فنية بديعة أمام الجميع، من أهم مكاسب البطولة وأعتقد بأنه سيكون اسم مشترك في كافة أخبار الميركاتو بعد المونديال. أما سكولاري فقد فقد أهم أسلحته، النجم نيمار الذي أصيب بسبب اتجاه المباراة إلى اللعب العنيف، بدأ فرناندينيو الفكرة أمام رودريجز وختم زونيجا الأمور بتدخل قوي على دا سيلفا، لتتم الإصابة الكبيرة ويغيب عن بقية الكأس.