23 فبراير 2022
نصيحتي للناصحين
إن الأزمات التي تمر بالإنسان تكون أشبه بانطلاق صاروخ بأقصى سرعته، وخلال هذه العملية تنفصل أجزاؤه تدريجيا وسط اشتعال غضب حزين يولد قوة دافعة لا يشعر بها إلا المحبوس بداخله، الملتصق بمقعده مذهولا، غير قادر على الإتيان بأي حركة.
لاستحالة إيقاف الصاروخ، فإنك أيها الناصح لا تملك إلا أن تراقب ساكنه، وأن تحرص على ألا تفقد الاتصال به، وألا تتركه فريسة للوحدة والخوف. تنتهي مرحلة الاشتعال، ويتوقف الدفع، ويخرج الصاروخ من مجال جاذبية أطراف الأزمة، وتبدأ مرحلة السكون، حيث يصبح المكروب في حالة انعدام وزن، وكأن روحه قد انفصلت عن جسده فلا يشعر به؛ ينقطع الاتصال بينه وبين الجميع لفترة، في محاولة لاستيعاب ما جرى له، فيجري تحليلاته ومراجعاته، ويضع تفسيراته، ويسترد ذاكرته، ويسترجع ذكرياته، ويستمتع بحالة العزلة التي فاز بها بعيدا عن جحيم مشكلاته، يريد أن يمكث حيث لن يضطر لمواجهتها، لكنه بمرور الوقت، يكتشف أن مخزونه من الطاقة قارب على النفاد، وأنه قد آن الأوان ليودع الهدوء، والخفة، والطمأنينة ووضعية التقوقع التي حازها في كبسولته، فيستخدم آخر كمية وقود بداخله ليعود لما فر منه، في محاولة هبوط حر على مدرج عمره.
يرجع المأزوم من رحلته مختلفا تماما، وكأنما أحدث فيه فضاء عزلته الذي سكن فؤاده تغييرا ما لا يعرف له سببا! فرحابة السماء قد منحته أبعادا أخرى للتفكير في مسارات حلول، أو هروب، أو معالجة؛ وضاعفت من قدرات حواسه، فصار يبصر بقلبه ما استعصى على إدراك عقله؛ تثيره مكونات الطبيعة التي لم يكن يعيرها اهتماما فتملأ نفسه دهشة وإعجابا، ينصت لأصوات كانت تعبره دون أن تترك في نفسه أثرا، كل شيء حوله يجعله يتموضع بشكل آخر ليعيد تشكيل تكوينه الداخلي، إن الكرب الشديد يشبه شعث الإنسان وغبره وقت الحج، حين يكون وحيدا مع الله؛ يدعوه لينجيه، فإما قبول علامته أن يتحول للأفضل، وإما طرد إلى بًعد الضياع فلا نجاة ولا غرق.
ونصيحتي لك أيها الناصح:
لاستحالة إيقاف الصاروخ، فإنك أيها الناصح لا تملك إلا أن تراقب ساكنه، وأن تحرص على ألا تفقد الاتصال به، وألا تتركه فريسة للوحدة والخوف. تنتهي مرحلة الاشتعال، ويتوقف الدفع، ويخرج الصاروخ من مجال جاذبية أطراف الأزمة، وتبدأ مرحلة السكون، حيث يصبح المكروب في حالة انعدام وزن، وكأن روحه قد انفصلت عن جسده فلا يشعر به؛ ينقطع الاتصال بينه وبين الجميع لفترة، في محاولة لاستيعاب ما جرى له، فيجري تحليلاته ومراجعاته، ويضع تفسيراته، ويسترد ذاكرته، ويسترجع ذكرياته، ويستمتع بحالة العزلة التي فاز بها بعيدا عن جحيم مشكلاته، يريد أن يمكث حيث لن يضطر لمواجهتها، لكنه بمرور الوقت، يكتشف أن مخزونه من الطاقة قارب على النفاد، وأنه قد آن الأوان ليودع الهدوء، والخفة، والطمأنينة ووضعية التقوقع التي حازها في كبسولته، فيستخدم آخر كمية وقود بداخله ليعود لما فر منه، في محاولة هبوط حر على مدرج عمره.
يرجع المأزوم من رحلته مختلفا تماما، وكأنما أحدث فيه فضاء عزلته الذي سكن فؤاده تغييرا ما لا يعرف له سببا! فرحابة السماء قد منحته أبعادا أخرى للتفكير في مسارات حلول، أو هروب، أو معالجة؛ وضاعفت من قدرات حواسه، فصار يبصر بقلبه ما استعصى على إدراك عقله؛ تثيره مكونات الطبيعة التي لم يكن يعيرها اهتماما فتملأ نفسه دهشة وإعجابا، ينصت لأصوات كانت تعبره دون أن تترك في نفسه أثرا، كل شيء حوله يجعله يتموضع بشكل آخر ليعيد تشكيل تكوينه الداخلي، إن الكرب الشديد يشبه شعث الإنسان وغبره وقت الحج، حين يكون وحيدا مع الله؛ يدعوه لينجيه، فإما قبول علامته أن يتحول للأفضل، وإما طرد إلى بًعد الضياع فلا نجاة ولا غرق.
ونصيحتي لك أيها الناصح:
أولا: لا بد أن تدرك أن الأزمات وإن صغرت في نظرك، فهي عند صاحبها طامة كبرى، لذا، عندما تتوجه إليه بالنصح لا بد أن تتعامل مع الكبيرة والصغيرة بنفس المقدار؛ عليك أن تظهر احترامك لحجم المأساة ولو كانت شوكة في إصبع.
ثانيا: لتنصح لا بد أن تصغي، وتستوضح، فمجرد سماعك وإظهار اهتمامك قد يكون نصف الحل، فأغلب المهمومين ربما لا يحتاجون أكثر من الإنصات إليهم فقط، وهم سيجدون طريقهم دون مساعدة.
ثالثا: معرفة تاريخ وجغرافية الأشخاص هي أمر على درجة عالية من الأهمية، فالطفل الذي أضاع لعبته، يختلف عن الكبير الذي خبر تجارب عنيفة خلال مشوار حياته.
رابعا: انتبه عندما تعظ ناصحا يمر بأزمة، فهو بالفعل قد استنفد كل الحلول التي خطرت ببالك، بل إنه يكون قد طورها، وحدثها، وربما صار في مرحلة متقدمة جدا من الأسى لفشل مساعيه كلها، ويحتاج عونا استثنائيا مبتكرا.
خامسا: ليس كل الحزن يأسا، فهناك حزين لا يمل محاولات الوقوف بعد كل سقوط، وربما لسوء حظه لم تطلع عليه إلا وهو في أسوأ حالاته.
سادسا: لا تتحدث كخبير، بل كصديق يفكر مع صديقه بصوت عال، يقترح عليه أفكارا، ويستشف منه أبعاد قدراته على الاستجابة.
سابعا: لا تطلق اتهامات بالتقصير، ولا تعدد الخطايا، فلحظة انهيار مبنى لا تصلح للوم سكانه، عليك إنقاذهم أولا، ثم إيجاد مأوى لهم، ثم البدء في البحث عن أسباب السقوط.
ثامنا: لا تضغط ليبذل المنكوب مجهودا أكبر، فهو بالفعل قد وصل إلى مستوى من الإرهاق لا يسمح له بمزيد من الدفع والمحاولة.
تاسعا: لا تسخر من مشاعر المهزوم مهما كانت غبية أو ساذجة أو مكررة بالنسبة لك.
عاشرا: عليك أن تدرك أن التكيف لا يصنف كعلاج حقيقي، لأن الأزمة تظل حملا ضاغطا كالمرض المزمن، تسكنه المهدئات، ثم يعود في هجمات متكررة تصيب الإنسان بورم في جهازه المناعي فيعجز عن صد أي أذى لاحق؛ لذا يلزمك أن تصف له جرعات مسكنات آمنة لا تضر جهازه العصبي.
حادي عشر: ليست كل المشكلات قابلة للحل، فبعضها حلها الوحيد هو الهروب الدائم لا المواجهة التي تكون قد أثبتت فشلها بعد تجربتها عدة مرات، لذا إن كان الفرار هو السبيل فساعد المسجون في رسم المخططات وحفر الأنفاق، شريطة ألا تؤدي في النهاية إلى قاع النهر.
ثاني عشر: في قلب المحنة، يظن المصاب أنه الوحيد على ظهر الكوكب الذي تفرد بأزمته، فلا داعي لإقناعه بأنه نسخة مكررة في هذا التوقيت.
ثالث عشر: لا تستعجل المنكسر لينهض، دعه يتربع على الأرض ويبكي ويصرخ ويهيل التراب على رأسه، فهذا أمر صحي، فحبس الوجع قد يقتله، أو يترك في قلبه جروحا لا تندمل، كما أن الألم سيفيده في عدم تكرار الخطأ مجددا.
رابع عشر: الحلول كالأدوية، قد يقبلها جسم، وقد تصيب آخر بحساسية، وقد تسبب مضاعفات لثالث، لذا كن حريصا وأنت تكتب وصفتك.
خامس عشر: لا تحل المشكلات، بل علم صاحبها كيف يتخطاها حتى يكتسب مناعة، ذكره بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ليعي أن الصبر والمصابرة والتصبر والاصطبار على المحن هي نحت دقيق لداخله، يجعله يفهم ذاته، ويكتشف خباياها وكنوزها، ويوفر له الوقت اللازم ليقترب منها فيحاورها بعد طول انشغال، ويجد معها صيغة تفاهم تمنحه سلامه النفسي المفقود.
ثانيا: لتنصح لا بد أن تصغي، وتستوضح، فمجرد سماعك وإظهار اهتمامك قد يكون نصف الحل، فأغلب المهمومين ربما لا يحتاجون أكثر من الإنصات إليهم فقط، وهم سيجدون طريقهم دون مساعدة.
ثالثا: معرفة تاريخ وجغرافية الأشخاص هي أمر على درجة عالية من الأهمية، فالطفل الذي أضاع لعبته، يختلف عن الكبير الذي خبر تجارب عنيفة خلال مشوار حياته.
رابعا: انتبه عندما تعظ ناصحا يمر بأزمة، فهو بالفعل قد استنفد كل الحلول التي خطرت ببالك، بل إنه يكون قد طورها، وحدثها، وربما صار في مرحلة متقدمة جدا من الأسى لفشل مساعيه كلها، ويحتاج عونا استثنائيا مبتكرا.
خامسا: ليس كل الحزن يأسا، فهناك حزين لا يمل محاولات الوقوف بعد كل سقوط، وربما لسوء حظه لم تطلع عليه إلا وهو في أسوأ حالاته.
سادسا: لا تتحدث كخبير، بل كصديق يفكر مع صديقه بصوت عال، يقترح عليه أفكارا، ويستشف منه أبعاد قدراته على الاستجابة.
سابعا: لا تطلق اتهامات بالتقصير، ولا تعدد الخطايا، فلحظة انهيار مبنى لا تصلح للوم سكانه، عليك إنقاذهم أولا، ثم إيجاد مأوى لهم، ثم البدء في البحث عن أسباب السقوط.
ثامنا: لا تضغط ليبذل المنكوب مجهودا أكبر، فهو بالفعل قد وصل إلى مستوى من الإرهاق لا يسمح له بمزيد من الدفع والمحاولة.
تاسعا: لا تسخر من مشاعر المهزوم مهما كانت غبية أو ساذجة أو مكررة بالنسبة لك.
عاشرا: عليك أن تدرك أن التكيف لا يصنف كعلاج حقيقي، لأن الأزمة تظل حملا ضاغطا كالمرض المزمن، تسكنه المهدئات، ثم يعود في هجمات متكررة تصيب الإنسان بورم في جهازه المناعي فيعجز عن صد أي أذى لاحق؛ لذا يلزمك أن تصف له جرعات مسكنات آمنة لا تضر جهازه العصبي.
حادي عشر: ليست كل المشكلات قابلة للحل، فبعضها حلها الوحيد هو الهروب الدائم لا المواجهة التي تكون قد أثبتت فشلها بعد تجربتها عدة مرات، لذا إن كان الفرار هو السبيل فساعد المسجون في رسم المخططات وحفر الأنفاق، شريطة ألا تؤدي في النهاية إلى قاع النهر.
ثاني عشر: في قلب المحنة، يظن المصاب أنه الوحيد على ظهر الكوكب الذي تفرد بأزمته، فلا داعي لإقناعه بأنه نسخة مكررة في هذا التوقيت.
ثالث عشر: لا تستعجل المنكسر لينهض، دعه يتربع على الأرض ويبكي ويصرخ ويهيل التراب على رأسه، فهذا أمر صحي، فحبس الوجع قد يقتله، أو يترك في قلبه جروحا لا تندمل، كما أن الألم سيفيده في عدم تكرار الخطأ مجددا.
رابع عشر: الحلول كالأدوية، قد يقبلها جسم، وقد تصيب آخر بحساسية، وقد تسبب مضاعفات لثالث، لذا كن حريصا وأنت تكتب وصفتك.
خامس عشر: لا تحل المشكلات، بل علم صاحبها كيف يتخطاها حتى يكتسب مناعة، ذكره بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ليعي أن الصبر والمصابرة والتصبر والاصطبار على المحن هي نحت دقيق لداخله، يجعله يفهم ذاته، ويكتشف خباياها وكنوزها، ويوفر له الوقت اللازم ليقترب منها فيحاورها بعد طول انشغال، ويجد معها صيغة تفاهم تمنحه سلامه النفسي المفقود.