سلّم العشرات من الأطفال والشخصيات العامة، ظهر اليوم الاثنين، نصف مليون رسالة شخصية كتبها أطفال فلسطينيون إلى مكتب الأمم المتحدة في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، موجَّهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يطالبونه فيها بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الأطفال من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقبيل تسليم الرسائل، نُظمت وقفة رفع فيها المشاركون صور عدد من الأسرى الأطفال، خاصة صور الطفل أحمد مناصرة (14 سنة) من القدس، بالتزامن مع محاكمته اليوم.
وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة، إن "الرسائل كُتبت من قبل أطفال فلسطينيين غالبيتهم من طلبة المدارس خلال هذا العام، تطالب بإطلاق سراح الأسرى الأطفال وإيقاف الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقهم، وتؤكد على حق الأطفال في الحياة وتخاطب الأمين العام للأمم المتحدة بشكل شخصي".
من جانبه، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في كلمة له خلال الوقفة، إن "أطفال فلسطين وجهوا هذه الرسائل للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والتي تخاطب الأمم المتحدة بأن عليها أن تخجل من مواقفها الخجولة تجاه ما يجري بحق أطفال فلسطين".
ولفت إلى أن "أطفال فلسطين ينتظرون الرد على رسائلهم الشخصية التي وجّهوها إلى الأمم المتحدة، فهي من أطفال وليست من سياسيين، فالطفولة والبراءة هي التي تخاطب الأمين العام. هم يريدون أن يعيشوا حياتهم كما بقية أطفال العالم".
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، جميل شحادة، فقال، في كلمة له، إن "هذه الرسائل تحمل ملخصا لرسائل أطفال فلسطين إلى العالم، وأن الحكومة الإسرائيلية مهما بلغ جبروتها، فإن الشعب الفلسطيني سيواصل مسيرته حتى تحقيق مطالبه، وأن أولئك الأطفال يقاتلون عن كرامة أمتهم".
وتابع: "لقد آن الأوان للأمم المتحدة أن تتخلص من بيانات الاستنكار، ويجب عليها معاقبة إسرائيل. الأمن والسلام لن يتحققا إلا بنيل الشعب الفلسطيني كافة حقوقه".
من جانبها، قالت فريهان دراغمة، والدة أصغر أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال، شادي أنور فراح (12 سنة)، وهو معتقل منذ العام الماضي بتهمة محاولة تنفيذ عملية طعن في القدس المحتلة: "أريد شادي طفلا ولا أريده أن يكبر بعيدا عني. هذه رسالة أرسلها لك (كي مون) من قلب أم وليست من قبل مسؤولين أو سياسيين، شادي لم يرتكب أية جريمة حتى يحاكم عليها وهو طفل. أتمنى أن تنتصر لقضيتنا".
وفي نهاية الوقفة، تم تسليم الرسائل إلى مكتب الأمين العام في رام الله، حيث تسلمها مسؤول حقوق الإنسان في هيئة الأمم المتحدة برام الله، وأكد أنه سيعمل على "إثارة القضية إلى مستويات عليا".
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها نحو 350 طفلا فلسطينيا تقل أعمارهم عن 18 سنة، بينهم 12 فتاة، في ما صعّدت سلطات الاحتلال من سياسة اعتقال الأطفال منذ مطلع الهبّة الجماهيرية الحالية، ليصل عدد حالات الاعتقال التي وثقت إلى أكثر من ألفي حالة اعتقال، وأفرج عن الجزء الأكبر من أولئك الأطفال بشروط.