وأشارت "يونيسف" في تقرير جديد أصدرته مع انطلاقة العام الدراسي بعنوان: "درس يومي: إنهاء العنف في المدرسة، وعنف الرفاق"، إن عدد الأطفال الذين تعرضوا للمضايقات في الأشهر الأخيرة أو شاركوا في قتال في المدرسة، عنصر متكرر في مراحل التعليم في جميع أنحاء العالم. واعتبرت أن في جميع البلدان، في الدول الغنية والفقيرة، يؤثر هذا العنف على تعلّم الطلاب ورفاههم.
وقالت المديرة التنفيذية لـ"يونيسف"، هينريتا فور، في معرض تعليقها على نتائج التقرير الذي نشرته المنظمة على موقعها الإلكتروني يوم 6 سبتمبر/أيلول الجاري: "يلعب التعليم دوراً أساسياً في بناء مجتمعات مسالمة. وبالرغم من ذلك، فإن الملايين من الأطفال حول العالم ليسوا في مدارس آمنة". وأضافت "كل يوم يتعرض الطلاب للكثير من المخاطر، قتال، وضغوط لإشراكهم في العصابات، والتحرش في الحياة الحقيقية أو عبر الإنترنت، وأنظمة عنيفة، والتحرش الجنسي أو عنف السلاح. على المدى القصير، يؤثر كل هذا على تعلمهم؛ وعلى المدى الطويل يمكن أن يؤدي ذلك إلى الاكتئاب والقلق وحتى الانتحار، فالعنف هو درس لا يحتاج إليه أي طفل مطلقاً".
أمثلة من العالم
يقدم التقرير مجموعة من المواقف التي يتعرض فيها الطلاب للعنف داخل المدرسة وحولها وتتضمن ما يلي:
-في جميع أنحاء العالم، ما يزيد قليلاً عن واحد من كل ثلاثة طلاب في الفئة العمرية 13-15 عاماً، هم ضحايا للتحرش، وتشارك نسبة مماثلة من الطلاب في المعارك.
-في فرنسا، أفاد 51 في المائة من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عامًا أنهم تعرضوا للمضايقات في المدرسة مرة واحدة على الأقل في الأشهر الأخيرة، و/ أو تورطوا في شجار بدني مرة واحدة على الأقل خلال آخر 12 شهرًا.
-في 39 دولة صناعية يعترف ثلاثة من كل عشرة طلاب بمضايقة الرفاق.
-في عام 2017، تم تحديد أو التحقق من 396 هجوماً استهدف المدارس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و26 في جنوب السودان، و67 في سورية و20 في اليمن.
-يعيش نحو 720 مليون طفل في سن الدراسة في بلدان لا تحظر تماماً العقاب البدني في المدرسة.
-إذا كانت البنات والأولاد عرضة للمضايقة، فمن الأرجح أن تكون الفتيات ضحايا للتحرش النفسي في حين يكون الأولاد أكثر عرضة للعنف والتهديدات البدنية.
-العنف المسلح (السكاكين والأسلحة النارية) لا يزال يكلف أطفال المدارس حياتهم. علاوة على ذلك، في عالم يهيمن عليه العالم الرقمي بشكل متزايد، تتاح الفرصة للمتحرشين ببث محتوى عنيف ومؤلم ومهين بنقرة واحدة.
إنهاء العنف ضد الأطفال
وأشارت "يونيسف" إلى أن تقريرها الجديد يندرج في سياق حملتها العالمية "#ENDviolence"، ويهدف إلى دعم الجهود الجماعية التي تبذلها العديد من المنظمات ومنها إدارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة (DFID)، و"يونيسكو"، ومبادرة الأمم المتحدة لتعليم الفتيات (UNGEI)، وشركاء آخرون، لزيادة الوعي بالعنف داخل المدرسة وحولها واتخاذ إجراءات لإنهاء هذا العنف.
وأوضحت أنها بصدد تنظيم العديد من مناظرات الشباب حول العالم في الأشهر القادمة، بقيادة الطلاب لجعلها منصة للشباب لتبادل خبراتهم حول العنف والتعبير عما يحتاجون إليه ليكونوا آمنين داخل المدرسة وحولها، معتبرة أن ثمار تلك المناقشات سترشد عملية وضع توصيات تُرفع لاحقاً لقادة العالم.
إنهاء العنف في المدارس
دعت "يونيسف" إلى إنهاء العنف في المدارس، واتخاذ إجراءات عاجلة منها:
-تطوير وإنفاذ السياسات والتشريعات لحماية الطلاب من العنف في المدرسة.
-تعزيز تدابير الوقاية والتدخل في المدرسة.
-حث المجتمعات على دعم الطلاب الذين يشجبون العنف، ويسعون جاهدين لتغيير ثقافة العنف في الفصول الدراسية وفي مجتمعاتهم.
-تحقيق استثمارات أكثر فعالية واستهدافًا تساعد المؤسسات على حماية طلابها.
-جمع بيانات مصنفة بشكل أفضل عن إساءة معاملة الأطفال في المدرسة وحولها، ومشاركة التجارب الناجحة في إنهاء العنف.