ربط الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، بين العقوبات المالية الأميركية الجديدة ضد الحزب وتصريحات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، وبين الاستقرار الأمني والسياسي، مُعتبراً أن "حزب الله هو من جملة العوامل الأساسية لتحقيق الأمن الحقيقي لشعوب المنطقة".
وفي خطابه المطوّل أمس الأحد في ذكرى مقتل أحد القادة الميدانيين للحزب في سورية، استعاد نصر الله لهجة هجومية حادة إزاء السعودية، وذلك في ضوء الانفتاح السعودي على روسيا ومحاولة محاصرة "حزب الله" محلياً، عبر إعادة إحياء التواصل مع شخصيات شكّلت في الماضي القريب المحور السعودي في لبنان، كحزبي "القوات اللبنانية" و"الكتائب"، التي زار رئيساهما جدة الأسبوع الماضي، والتقيا ولي العهد محمد بن سلمان.
وبعد ربط الاستقرار المحلي بمسار العقوبات المالية الأميركية، ودعوة الوزير السعودي لتشكيل تحالف دولي لمواجهة الحزب، جدد نصر الله استخدام عبارة "قطع اليد"، ولكن هذه المرة "يد من يهدد الاستقرار في لبنان".
ورأى الأمين العام للحزب في تصريح الوزير السبهان حول حزب الله "إيجابيات مهمة، لأنه يتضمن اعترافاً بالحزب كقوة إقليمية، ويعترف أنه لا يمكن مواجهة (حزب الله) إلاّ بتحالف دولي صارم". وأضاف: "السبهان في تصريحه يسلّم بأن العقوبات الأميركية لن تحلّ الموضوع، وهذا أمر جيد"، وشدد على أن "الأمن الإقليمي يتحقق حين لا تتدخل السعودية وأميركا في المنطقة".
وفي سعي للتقليل من أثر العقوبات المالية الأميركية المُشددة ضد مصادر تمويل الحزب وضد مسؤوليه في لبنان، اعتبر نصر الله أن "كل ما كانوا يستطيعون فعله عسكرياً وأمنياً وسياسياً وإعلامياً وتوحشياً قاموا به وفشلوا، والآن يريدون معاقبة من وقفوا في مواجهة مشروعهم"، وأضاف: "هناك خشية في لبنان بأن العقوبات ستؤثر على الوضع المالي والاقتصادي، لكن هذا الوضع ليس جديداً"، علماً بأن عدم رضى "حزب الله" على إجراءات المصارف اللبنانية، التي تعاونت مع السلطات المالية الأميركية في تطبيق عقوبات مالية سابقة ضد الحزب تخلله تفجير غامض للمقر الرئيسي لمصرف لبنان والمهجر، لم يتم تبنيه ولم تكشف التحقيقات أي تفاصيل مرتبطة به، رغم وقوعه على بعد عشرات الأمتار من مقر وزارة الداخلية اللبنانية.
كما أعلن نصر الله دعم "حزب الله" لـ"المسعى الرسمي اللبناني الحكومي الذي يحاول عزل الاقتصاد اللبناني عن تأثيرات قانون العقوبات"، واعتبر أن "القرار الأميركي أكبر من الدولة اللبنانية".
ومع انتهاء خطاب نصر الله، يضاف ضمان الاستقرار المحلي إلى قائمة الصلاحيات التي انتزعها الحزب من الدولة اللبنانية بعد قرار الحرب والسلم في مواجهة إسرائيل، وخيار التفاوض مع المنظمات الإرهابية، كـ"داعش" و"النصرة" في سورية.
وبعيد خطابه نشطت الماكينة الإعلامية للحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، وتولى مناصروه الترويج لوصف الوزير السعودي، ثامر السبهان، بـ"الزعطوط"، مع توضيحات حول خلفية هذه التسمية التي تُطلق على "الراشد الذي يتصرف كالصغار".