خصّص الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، ظهوراً غير معتاد لتناول الشأن اليمني، مساء الجمعة، لمهاجمة السعودية وحلفائها في الحلف العشري، بشكل عنيف، وقدم مرافعة دفاعية في المقابل عن إيران.
وحذر نصر الله من أن الهزيمة ستلحق بالقوات البرية التي ستدخل إلى اليمن، لأن كل "الغزاة يُهزمون"، مشيراً إلى أن كل المدارس العسكرية تؤكّد أن الغارات الجوية لا تؤدي إلى تحقيق الانتصار، لدى حديثه عن عملية "عاصفة الحزم". وأكّد أنه من حق "الشعب اليمني أن يدافع ويتصدى للعدوان وسينتصر"، داعياً إلى وقف "العدوان واستعادة مبادرات الحلّ السياسي الذي لا يزال ممكناً".
وعرض نصر الله للواقع، كما يراه هو، في كل من لبنان والعراق وسورية وفلسطين واليمن، فاعتبر أن العرب تخلوا عن هذه الدول جميعها ورموها في الحضن الإيراني، وأن إيران دعمت هذه الشعوب من دون أي مطلب خاص بها، معتبراً أن سياسة السعودية تقوم على عدم الاعتراف بشعوب المنطقة بل تراهم رعايا، وهو ما ساهم بفتح أبواب المنطقة أمام إيران.
ورأى نصر الله أنه على مدى عقود فإن "شعوب المنطقة، وخاصة الشعب الفلسطيني، يحلمون بـ"عاصفة حزم سعودية"، إلا أن العدوان على اليمن شهادة جديدة بأن "إسرائيل ليست عدواً لدى بعض العرب"، لافتاً إلى أن العرب تخلوا عن الفلسطينيين مثلما تخلوا عن اللبنانيين عام 1982، "فبعد احتلال بيروت، أراد الشعب اللبناني مقاومة اسرائيل، فلم يجد الدعم إلا من سورية ومن إيران التي دعمته بالسلاح والخبرات والمال، رغم أنها كانت تتعرض لحرب موّلتها السعودية".
واتهم نصر الله السعودية بتمويل الرئيس السابق صدام حسين "الذي قتل العراقيين"، ثم دعمت الاحتلال الأميركي للعراق، بينما "دافعت إيران عن العراقيين ووقفت إلى جانبهم بالموقف السياسي وفي المحافل الدوليّة ودعمت المقاومة في وجه الأميركيين التي هددتها بضربها عسكرياً".
وحمّل نصر الله السعودية مسؤولية منع الحلّ السياسي في سورية، وبتمويل وجلب "المقاتلين من كل العالم لتدمير سورية"، ولافتاً إلى أن المملكة لم تكن تريد دعم الشعب السوري بل تطويع "الرئيس بشار الأسد الذي أراد الحفاظ على استقلالية سورية وسيادتها".
وفي الملف اللبناني، حمّل نصر الله السعودية مسؤولية منع انتخاب رئيسٍ للجمهورية، لكنه أكّد على ضرورة استمرار الحوار مع تيار المستقبل.
من جهته، رد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري على خطاب نصر الله، قائلاً إن اللبنانين استمعوا "لعاصفة من الكراهيات ضد المملكة العربية السعودية ودول الخليج رداً على "عاصفة الحزم" ضد التغلغل الإيراني في اليمن".
واعتبر الحريري أن "عاصفة الكراهية هذه لا تستحق سوى الإهمال، لأنها وليدة الغضب والإحباط والتوتر"، مشيراً إلى أن العلاقة مع السعودية ودول الخليج مستمرة، قائلاً: "كانت وستبقى أكبر من أن تهزها الإساءات والحملات المغرضة".