وأضاف خلال إطلالة إعلامية له بمناسبة "يوم القدس العالمي" (الذي تحييه الجمهورية الإيرانية وحلفاؤها، في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان)، أن اعتداءات القاع شكلت "تطوراً خطيراً في الآونة الأخيرة، ومن خلال التحقيقات الأمنية وخلال فترة وجيزة، سيكتشف البعض من هو الذي أرسل الانتحاريين إلى القاع عن سابق تصور وتصميم، وكل المعطيات تقول إنهم لم يأتوا من مخيمات النازحين في القاع لكن من جرود عرسال".
وأضاف: "هؤلاء الانتحاريون كانوا لمدة طويلة لدى داعش في عرسال"، مشيراً إلى أن "داعش قام باستهداف القاع على الرغم من كونها ليست بلدة شيعية، وأغلب أهلها يؤيدون الخط السياسي المختلف مع حزب الله، لأنّ العقيدة الداعشية تقول بالقتل والتدمير والتخويف".
وتساءل نصر الله عن الاعتداء الذي وقع في اسطنبول، معتبراً أنه حصل "على الرغم من أنّ الأتراك يدعمون الجماعات السورية المسلحة ولا يدعمون النظام، ويمدّونها بالسلاح وكل حدودها مفتوحة لهم". وبيّن أنّ "ضرب الانتحاريين للأراضي التركية يعبّر بشكل قاطع عن عقيدة القتل الداعشية".
كذلك، وضع نصر الله مشاركة حزبه في الحرب السورية إلى جانب النظام في إطار "الحرب الاستباقية ضد التكفيريين والإرهابيين والانتحاريين، ولولا هذه الحرب الاستباقبة وجهود الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية لكان انتحاريو داعش هاجموا كل لبنان".
وتابع: "لو استكمل حزب الله معاركه على الحدود الشرقية بين لبنان وسورية، لما كانت وقعت هجمات القاع (على الحدود مع سورية، تعرّضت لاعتدائين نفذهما ثمانية انتحاريين مطلع هذا الأسبوع)".
وحول الوضع الأمني في لبنان، خاطب نصر الله اللبنانيين قائلاً: "لا يهولَنّ أحد عليكم بخطورة الوضع الأمني في لبنان، فهذا الأمر غير صحيح"، وأضاف "الوضع الأمني في لبنان ممسوك ويجب الثقة بالأجهزة الأمنية".
ولفت إلى أن "إلغاء احتفال ليلة القدر في مجمع سيد الشهداء (المجمّع الديني المركزي لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية) واحتفال يوم القدس، كان فقط إجراءً احترازياً، لكن ذلك لا يعني أن رؤيتنا للوضع الأمني غير جيدة".
أما في ما يخص فلسطين، فأعاد نصر الله التأكيد على أنّ "فلسطين من البحر إلى النهر أرض محتلة مسروقة مغصوبة من أهلها الشرعيين، وتغيير الزمان لا يحوّل شرعية للسارق والناهب"، مشدداً على أنّ "إسرائيل يجب أن تزول من الوجود لكي يعود الحق إلى أصحابه ولا يجوز الخضوع لهذا العدو".
وادّعى نصر الله أنّ ثمة من "زج بإمكانات مادية وعسكرية هائلة لضرب دول وحركات وثقافة المقاومة في أمتنا"، وأضاف "هناك من فتح الباب للتطبيع مع إسرائيل، وهناك أنظمة ما زالت تسعى لفتح الأبواب أمامها وتتآمر على المقاومة".