نساء الهند يصنعن ثورة خلف المقود

29 أكتوبر 2014
كسرت السائقات الكثير من المحرّمات (Getty)
+ الخط -
دفع العديد من حوادث الاغتصاب الجماعي في الهند منذ عام 2012، الشرطة إلى تعزيز قواتها، بهدف العمل على حماية النساء في الشوارع.
ومع ذلك، فإنّ ما يفوق 90 في المائة من النساء في دلهي، ما زلن يفتقدن الأمان في شوارع مدينتهن، بحسب تقرير لموقع "كي بي آر". هذا الخوف دفع إلى ازدياد الطلب على سيارات الأجرة النسائية.

في دلهي بدأت شركة "ساخا" منذ عام 2008، عملها في هذا المجال. والهدف منذ البداية، كان توفير الركوب الآمن للنساء في أيّ وقت.
وتقول إحدى أوائل سائقات الشركة تشاندي (24 عاماً): "لم أشعر يوماً بالسعادة كامرأة كما شعرت بها عندما أمسكت بمقود التاكسي بين يدي. لقد كنت أتحكم بشيء للمرة الأولى في حياتي، وهو ما منحني شعوراً كبيرا بالثقة".

تشبه تشاندي غيرها من الشابات الهنديات؛ فهي تحب أفلام بوليوود، والتحدث عن حبيبها. لكنّها بما قامت به، كسرت الكثير من المحرّمات.
تقول الشابة: "جيراني لا يحبون عملي، ولا سيارتي. أحياناً يبصقون عليها عندما أركنها، كما ثقبوا إطاراتها الأربعة في إحدى المرات. أعتقد أنّهم يغارون، لأنّهم لا يتقبلون أن تمارس فتاة هذه المهنة".

من جهتها، تقول مديرة العمليات الاستشارية في الشركة نايانتارا جناردان: "حتى اليوم، لم يكن أحد قد سمع بنساء يمتهنّ القيادة؛ لذا كنا مصممين على كسر هذا القالب النمطي الذكوري".
وتواجه السائقات الكثير من المشاكل مع السائقين؛ فتقول تشاندي إنّ أحد السائقين ركن إلى جانبها وبدأ يشتمها؛ فقط لأنّها امرأة. فما كان منها إلا أن اتصلت بالشرطة التي أجبرته على الاعتذار.

من غير المسموح في السيارات التي تقودها نساء، إلا ركوب نساء أخريات. فالهدف الأساسي هو حمايتهن. وعن ذلك تؤكد تشاندي أنّها تسعى اليوم لقيادة باص عمومي، و"مساعدة عدد أكبر من النساء في التنقل بأمان داخل المدينة".

وبالفعل، فإنّ منظمة "آزاد" الحقوقية، تجري مباحثات مع شركة دلهي للنقل، أكبر مشغّل باصات عامة في المدينة، للوصول إلى طريقة، لإشراك النساء في فريق سائقيها.
لكنّ الأمر يتجاوز مسألة القيادة؛ فتشاندي تقول إنّ عملها وأجرها يساهمان في تعزيز حضورها في المنزل بالذات. فوالدها اليوم بات يسألها عن رأيها في القرارات الخاصة بالعائلة، ويناقشان معاً المشاكل والحلول.

وتضيف أنّ "90 % من السائقات أصبحن المعيل الرئيسي لعائلاتهن. وبالتالي أصبحن صانعات القرار داخل العائلة. وهو أمر جيد من ناحية عدم قبولهن بعد اليوم بمعاملتهن بعنف، وإجبارهن على الزواج، فقد نجحن في ثورتهن".
المساهمون