وصف الناشط الروسي المعارض، فلاديمير كارا مورزا، أوضاع الحريات في روسيا بأنها "أسوأ مما كانت عليه في حقبة الاتحاد السوفييتي"، مشيرا إلى أن "عدد المعتقلين السياسيين في روسيا في عهد فلاديمير بوتين يفوق عددهم عندما كان الحزب الشيوعي هو الحاكم في الكرملين".
وقال مورزا إن الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد الشهر الماضي، وفاز خلالها الرئيس بوتين بولاية رئاسية رابعة، "انتخابات مزورة جرت في أجواء قمعية وبوليسية، لعبت فيها أجهزة الأمن التابعة لبوتين دورا بارزا لجهة اعتقال المعارضين وإسكاتهم، وحتى تصفيتهم".
وجاء كلام الناشط الروسي، وهو المدير التنفيذي لمؤسسة بوريس نمتسوف (المعارض الروسي الذي اغتيل في 2015 قرب الكرملين، واتهمت الأجهزة الأمنية التابعة لبوتين بتصفيته) خلال جلسة نقاشية نظمها، اليوم الأربعاء في واشنطن مركز بروكينغز للأبحاث، بالتعاون مع مؤسسة هنريش بول، وشارك فيها كل من الباحث الأميركي المتخصص بالسياسة الخارجية، ستروب تالبوت، والصحافية في موقع "ذا أتلانتيك"، جوليا لوفي، ومديرة قسم الدراسات الروسية وبلدان أوروبا الشرقية في جامعة جورج تاون، أنجيلا ستانت، فيما أدارت الندوة الباحثة في معهد بروكينغز أليانا بولياكوفا.
وفي مداخلته، تحدث تالبوت عن "الحرب الباردة الثانية" التي تشهدها حاليا العلاقات الأميركية الروسية، والعلاقات الروسية الغربية بشكل عام، بعد الحرب الباردة الأولى التي انتهت مطلع تسعينيات القرن الماضي مع سقوط الاتحاد السوفييتي.
وأشار إلى بعض الأمثلة عن الحرب الباردة التي قال إنها "أشد خطرا من الأولى، بسبب عدم وجود رؤية استراتيجية لدى إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول العلاقة مع روسيا"، مؤكدا أن ذلك "ألحق ضررا بالغا بالعلاقة مع حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا".
وأوضح الباحث الأميركي أن "المعادلة الحالية تميل لمصلحة بوتين"، داعيا الإدارة الأميركية إلى "استعادة دورها القيادي في العالم وإعادة التماسك لحلف شمال الأطلسي".
وتحدثت الباحثة ستانت عن وجهتي نظر داخل إدارة ترامب تختلفان في مقاربتهما العلاقات بين واشنطن وموسكو، موضحة أن "الرئيس يمثل إحدى وجهتي النظر، وهو ما يزال يراهن على علاقات جيدة مع بوتين، وقد هنأه بعد فوزه بالانتخابات ودعاه إلى زيارة واشنطن".
وأشارت إلى أن وجهة النظر الأخرى كان يمثلها مستشار الأمن القومي السابق، الجنرال اتش آر ماكماستر، الذي استبدله ترامب الأسبوع الماضي بجون بولتون، السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة.
وتحدثت ستانت عن حرص ماكماستر خلال خطابه الوداعي على ضرورة قيام الولايات المتحدة برد أكثر حزما على التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وعلى محاولة اغتيال العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته على الأراضي البريطانية.
من جهتها، أدرجت مراسلة "ذا أتلانتيك" عملية تسميم الجاسوس الروسي في إطار ما يطلق عليه رجال الاستخبارات "عملية تنظيف".
وأشارت لوفي إلى احتمال ارتباط محاولة اغتيال الجاسوس سكريبال بالتحقيقات الأميركية في التدخل الروسي، وأنها "خطوة استباقية من الاستخبارات الروسية على احتمال استفادة روبرت مولر، المحقق الأميركي الخاص، من معلومات ربما كان يملكها الجاسوس الروسي السابق قد تفيد التحقيقات الأميركية في الاختراق الروسي لحملة ترامب".