تتزايد الحاجة إلى الأدوية في أنحاء سورية خلال فصل الشتاء بسبب الأمراض التي ترافق موجات البرد، وخصوصا أدوية الأطفال، فضلا عن حاجة المصابين بالأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري إلى أدويتهم الخاصة.
وفي مدينة منبج بريف حلب الشرقي، كما هو الحال في مدن سورية أخرى، يعاني الأهالي من ارتفاع أسعار الأدوية خلال الفترة الأخيرة، فضلا عن إشكالية الحصول على أصناف عدة من الأدوية غير الموجودة في الصيدليات والمستودعات الدوائية.
وأوضح محمد بكار من مدينة منبج لـ"العربي الجديد"، أنه في السابق كان الحصول على الأدوية لأطفاله أمرا عاديا، وفي كثير من الأحياء كان لا يلجأ إلى الطبيب، بل يتوجه إلى الصيدلاني مباشرة ليحصل على الأدوية. "في الوقت الحالي اختلف الأمر، فبعض الأدوية غير متوفرة بصيدليات المدينة، وغالبا ما أضطر لتوصية الأصدقاء أو الأقارب للحصول عليها من مناطق أخرى".
وقال بكار: "قبل معارك شرق الفرات، كانت الطرق مفتوحة، وكانت الحياة في منبج أسهل مما هي عليه اليوم، فالطرق حاليا مغلقة، والمواد الغذائية قليلة، وزاد سعرها، ومن الصعب الصمود في ظل كل هذه التحديات والظروف، والأهالي يطالبون بحل عاجل".
وخلال الأسبوع الماضي، أغلقت الإدارة الذاتية نحو 50 صيدلية في مدينة منبج، وأوضح مصدر طبي لـ"العربي الجديد"، أن "السبب الرئيسي لإغلاق الصيدليات هو تلاعب أصحابها بالأسعار، مما فاقم من معاناة أهالي المدينة، وتم التأكد من التلاعب بالأسعار عن طريق مراقبين، فعند سؤال الصيدلاني عن سعر نوع معين من الأدوية، يرد أن سعره مثلا 800 ليرة سورية، وفي الصيدلية المقابلة تجد نفس الدواء بسعر 300 ليرة فقط".
وأضاف المصدر الذي طلب إخفاء هويته، أن إغلاق عدد من الصيدليات الأخرى كان بسبب عدم ترخيصها، فضلا عن كون العديد من العاملين بها غير مؤهلين، فكثير منهم لا يحملون شهادات بمجال الصيدلة.
ووصف أحمد الياسين لـ"العربي الجديد"، الوضع المعيشي في المدينة بأنه مزر، إذ إن "على الأهالي تحمل كل شيء، فعليهم تحمل كلفة مرض أبنائهم بسبب البرد، وتحمل الوضع الصحي السيئ في المدينة، وغلاء أسعار الدواء".
وقدر عدد سكان منبج والمنطقة المحيطة بها قبل انطلاق الثورة في سورية بنحو 400 ألف نسمة، ولا توجد إحصاءات حول عدد سكانها حاليا.