لا تزال المكتبة في التصوّر العام مكاناً يحتج إلى كثير من الهدوء للانكباب على القراءة والكتابة والتفكير، غير أن العقود الأخيرة عرفت تحوّلات كثيرة غيّرت من ملامح المكتبات ضمن محاولتها للحفاظ على جاذبية محترمة، خصوصاً لدى فئات الشباب.
هكذا أصبحت المكتبة بالتدريج تدخل أنشطة كثيرة، أبرزها حلقات النقاش الأدبي والعروض المسرحية، بل حتى تخصيص فضاءات للعب كما نجد ذلك في معظم المكتبات الأوروبية منذ سنوات، وفي ذلك تعتمد هذه المنشآت على تقنيات كثيرة في عزل الفضاءات عن بعضها صوتياً بحيث أن الأنشطة الجديدة لا تعني إرباك الخدمات الأصلية التي تقدّمها هذه المكتبة أو تلك.
"موسيقى في المكتبة" هو عنوان فعالية تنظّمها "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان، بعد غد الخميس، بداية من الثامنة مساء. ستكون الموسيقية الأردنية نداء شرارة هي من سيكسر صمت المكتبة مع مجموعة من العازفين برفقتها، هم: يوسف مشربش على البيانو، وأحمد الجراح على الإيقاع، وهمام عيد على القانون، وجوزيف دمرجيان على الغيتار، ومنذر جابر على الكتريك بيس جيتار.
في تجربتها التي تجمع بين الغناء والتلحين، تقدّم شرارة محاولة تقوم على تصوّر معاصر للموسيقى العربية، أساسه التبسيط النغمي الذي يتجلى أيضاً في خيارات الكلمات، وقد ظهرت تجربتها للعلن في 2015 بعد مشاركة في برنامج للمواهب الغنائية أتاح لها الظهور الجماهيري الموسّع.
وبحسب تقديم المنظمين، فقد "تأثّرت شرارة بأم كلثوم، وكانت بدايتها من خلال مشاركتها مع "فرقة عمون للتراث والفنون". كما شاركت بالعديد من المهرجانات مثل مهرجان الأغنية الأردنية وأوبريت الملك المعزز، وغنت في بعض المسارح الأردنية كالمركز الثقافي الملكي، وشاركت في مهرجان جرش ومهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية في مصر". يُذكر أن مؤسسة شومان قد أعلنت أن العرض سوف يبثّ مباشرة على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها.